فالح الحمراني من موسكو: واصلت موسكو خطابها الهجومي وقالت انها تجد نفسها مرغمة على اتخاذ تدابير للرد على إقامة منظومة أميركية مضادة للصواريخ في الأراضي الأوروبية.واكدت على لسان رئيس الأركان العامة للقوات الروسية الجنرال يوري بالويفسكي في مقال نشرته صحيفة (النجم الأحمر) الناطقة باسم وزارة الدفاع الروسية، انها ستتخذ كافة الاحتياطات اللازمة لضمان أمنها القومي للرد على محاولات الولايات المتحدة الرامية إلى تحقيق مخططاتها في مجال إقامة منظومتها الاستراتيجية المضادة للصواريخ في أراضي أوروبا.
ويتناول المقال المعاهدة الخاصة بالأسلحة التقليدية في أوروبا التي أصبح مصيرها موضع التساؤل بسبب امتناع بلدان الناتو عن التصديق عليها. كما يكتنف الغموض مصير معاهدة الحد من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى. ويكمن سبب ذلك وفقا لموسكو، في أن بعض البلدان باتت تمتلك هذا النوع من السلاح بعد أن وقعت روسيا والولايات المتحدة على معاهدة تصفيته. وتقول روسيا ان هذا التطور يهدد امنها. ثم تناول الجنرال بالويفسكي بشعور قلق شديد خطط توسع الناتو شرقا وبناء قواعده في بلغاريا ورومانيا. إلا أن الخطر الرئيسي كما تراه موسكو يكمن في الخطط الأميركية الخاصة بنصب 10 صواريخ مضادة في بولندا ومحطة رادار في تشيكيا. ويرى رئيس الأركان العامة للقوات الروسية أن تحقيقها قد يؤدي إلى الإخلال بالتوازن العسكري الاستراتيجي في أوروبا. ولذا يتعين على روسيا أن ترد بالمثل على تحركات الولايات المتحدة.
ومما لا شك فيه أن حلف الناتو والولايات المتحدة على علم بقلق موسكو من تحركات الولايات المتحدة في مضمار إقامة منظومتها المضادة للصواريخ. وهذا الموضوع تطرق إليه مؤخرا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونائبه دميتري راغوزين الذي يمثل روسيا في الناتو وغيرهما من كبار مسئولي روسيا. ويقول بايلوفسكي ان الوضع يزداد تعقيدا ولذا لا تسفر المحادثات حول المسألة المذكورة عن أية نتائج، وبرايه فان الولايات المتحدة لا تسوق براهين مقنعة لإثبات صحة موقفها وأنه والكلام للجنرال الروسي لم يتم حتى الآن البرهان على أن إيران مصدر للخطر الذي تبرر به واشنطن خططتها المتعلقة بإقامة منظومة مضادة للصواريخ في الأراضي الأوروبية. وليس هناك تفسير معقول لرفض الولايات المتحدة اقتراحات روسيا بشأن التعاون معها ومع سائر بلدان الناتو في هذا المجال رغم أن الرئيس فلاديمير بوتين اقترح استخدام محطات الرادار الروسية بشكل مشترك.
ويذهب بايلوفسكي الى ان عدم رغبة الجانب الاميركي في فهم مخاوف موسكو دليل على عدم quot;نزاهة واشنطنquot; وسعيها إلى تحقيق التفوق على روسيا لأن غالبية الاختصاصيين يشيرون إلى أن القواعد الأميركية المضادة للصواريخ سوف تستهدف روسيا حتما. وعليه فإن إقامتها ستكون خطأ كبيرا لا بد أن يؤدي إلى عواقب خطيرة . وفقا للجنرال الروسي.
التعليقات