واشنطن: في آخر خطاب له عن حالة الاتحاد، قال الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش إن استراتيجية قواته في العراق بدأت تحقق نجاحا بعد حرب وصفها بـ quot;الطويلة والمكلفةquot;، وإن تنظيم القاعدة أصبح في وضع quot;الهارب الفارquot; وسيُهزم في نهاية المطاف.

وامتدح بوش عمل القوات الأميركية والعراقية في تحقيق quot;نتائج كان قليلون منا يتخيل قبل عام مضى بأنها ستتحقق.quot;

وحث الرئيس الأميركي الكونجرس على quot;تحمل مسؤولياته تجاه أولئك الرجال والنساء الشجعان من خلال الالتزام بالتمويل الكامل للقواتquot; الأميركية في العراق.

عودة الجنود

وقال بوش إنه كنتيجة للتقدم الذي أُحرز في العراق ولنقل العمليات إلى القوات العراقية، فإنه سيتم إعادة أكثر من 20 ألف عسكري أميركي إلى الولايات المتحدة خلال الأشهر القليلة المقبلة.

لكن بوش اعترف بأن quot;العدو مازال خطيرا وأنه لا زال هناك الكثير مما يجب عمله.quot;

يُذكر أن الجيش الأميركي أطلق العام الماضي استراتيجية أمنية جديدة في العراق أسفرت عن تحسن الوضع الأمني في العديد من المناطق بما في ذلك العاصمة بغداد، لكن عام 2007 كان أيضا الأسوأ بالنسبة لواشنطن في العراق حيث لقي حوالي 900 جندي وضابط أميركي حتفهم هناك.

بوش وإيران
من جهة أخرى، دعا الرئيس الأميركي القادة الإيرانيين إلى quot;تصفية نواياهمquot; والتوقف عن برنامج تخصيب اليورانيوم وquot;دعمهم للإرهاب في الخارجquot;.

وأضاف: quot;وفوق ذلك كله، فلتعلموا بأن أميركا ستجابه من يهدد قواتنا وسنساند حلفاءنا وسنحمي مصالحنا الحيوية في الخليج.quot;

لكن الرئيس الأميركي قال إنه يكن احتراما للشعب الإيراني.

وعلى الصعيد المحلي، اعترف بوش بأن نمو الاقتصاد الأميركي يتباطأ ويمر بمرحلة من quot;الشك وعدم اليقين.quot;

التحلي بالصبر
غير أنه حث الأميركيين على التحلي بالصبر والثقة بالنفس على المدى البعيد، وطمأنهم بأن خطة تحفيز الاقتصاد، التي جرى التوصل إليها مؤخرا مع الكونجرس وبلغت قيمتها 150 مليار دولار، ستأتي أُكُلها إذ يتعين إقرارها بشكل نهائي في القريب العاجل.

وقال بوش: quot;هناك قلق بشأن المستقبل الاقتصادي لبلادنا يعبر عنه الأميركيون حول موائدهم في جميع أنحاء البلاد. ولكن على المدى البعيد يمكن للأميركيين أن يثقوا بأنفسهم عندما يتعلق الأمر بنمو اقتصادنا.quot;

وقال المراقبون إن الرئيس ركز خطابه على الجهود الأخيرة التي بذلتها إدارته لإنقاذ اقتصاد بلاده في مسعى منه للحفاظ على صورته أمام الشعب الأميركي، في الوقت التي تشهد فيه البلاد سباقا لاختيار الرئيس الذي سيخلف بوش في البيت الأبيض.

وقد حضر جلسة خطاب حالة الاتحاد في الكونجرس كل من هيلاري كلينتون وباراك أوباما اللذين يتنافسان على انتزاع ترشيح الحزب الديموقراطي لانتخابات الرئاسة التي ستجري في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وكان استطلاع أجراه مركز جالوب لاستطلاعات الرأي قد وجد أن العام المنصرم هو الأسوا بالنسبة لبوش منذ توليه الرئاسة قبل أكثر من سبع سنوات.

وفي بيان مشترك جاء كأول رد فعل على خطاب بوش، قال كل من هاري ريد، زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، ونانسي بيلوسي، زعيمة الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب، إنهما في الوقت الذي يتفقان فيه مع الرئيس بشأن الحاجة إلى انتهاج طريقة تجمع الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، فإن بوش quot;لم يقدم إلا القليل مقارنة بما هو قائم كأمر واقع في البلاد.quot;

وجاء في البيان: quot;إن سياسة الأمر الواقع لن تجدي نفعا في وقت يقف فيه اقتصادنا على أرضية مهزوزة وتواجه قيادتنا حول العالم تآكلا وتراجعا.quot;

جواب رسمي
كان الخطاب الأول لحالة الاتحاد الذي يلقيه بوش منذ حصول الديمقراطيين على الأغلبية في الكونجرس
أما الجواب الرسمي الديمقراطي على خطاب بوش، فقد جاء على لسان كاثلين سيبيليوس، حاكم ولاية كنساس، التي قالت: quot;في هذا الوقت، الذي يخصص عادة لرد فعل الحزب، آمل أن أستطيع تقديم شيء أكثر شمولية: إنه رد فعل أميركي.quot;

وأضافت: quot;هناك فرصة، يا سيادة الرئيس، خلال الأيام الـ 357 المقبلة، لتحقيق نتائج حقيقية وإعطاء الشعب الأميركي أملا متجددا بأن التحديات التي يواجهها هي أولوية قصوى.quot;

إلا أن أوباما وكلينتون اتخذا موقفين أكثر حدة من خطاب بوش، إذ وصف أوباما الخطاب بأنه quot;بلاغة فارغةquot; وانتقد سياسات بوش quot;الفاشلة التي تعود إلى ماض غابرquot;، بينما قالت هيلاري إن بوش quot;قدم الشيء ذاته: التزام محبط بذات السياسات الفاشلة.quot;

وذكر إن خطاب بوش جاء بمجمله أشبه ما يكون بخطاب اقتصادي لرجل أعمال أكثر مما هو كان خطابا ملهما، وذلك ربما لأنه يعكس تصورات رئيس واقعي يعي بأن بعض أهداف سياسته ستبقى مجرد سراب وإن كان قد أكد بأن بعض تلك الأهداف لم يكن كذلك.