أميركا تدرس quot;تجميدquot; الانسحاب من العراق وبولندا تغادره بأكتوبر
لاس فيغاس (الولايات المتحدة): رهن الرئيس الأميركي جورج بوش مجددا تقليص عدد القوات الاميركية في العراق بالظروف الراهنة هناك وآراء القادة الميدانيين. وقال بوش في كلمة له حول (الحرب على الارهاب) في مدينة (لاس فيغاس) بولاية نيفادا quot;ينغبي الا ان يتم النظر الى الخفض الذي اعلنته مسبقا لعدد القوات الاميركية في العراق على انه استراتيجية لسحب القوات من هناكquot; مشددا على ان اي تقليص مستقبلي لعدد القوات سيستند الى quot;اراء القادة الميدانيين والظروف القائمة هناك ومدى النجاح المتحقق في العراقquot;. واكد بوش اهمية العراق بالنسبة لأمن بلاده معتبرا ان quot;النجاح في العراق يخدم المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة الاميركيةquot;.
كما رسم مشهدا ايجابيا للوضع في العراق محذرا من انه لن يجازف بالتقدم الذي انجز بالاسراع في سحب القوات الذي قد يظهر الولايات المتحدة بانها quot;نمر من ورقquot;. وقال بوش ان quot;كثيرين يتساءلون: والان ما العمل السيد الرئيس؟quot; في اشارة الى التساؤلات حول عديد القوات. وتابع quot;اقول لهم: اننا قطعنا اشواطا كثيرة في تلك الساحة الكبيرة من الحرب على الارهاب كي نؤمن النجاحquot;.
وكان بوش اعلن في ايلول/سبتمبر البدء في سحب القوات لتبلغ نحو 130 الف رجل في تموز/يوليو. وينتظر الراي العام الذي يعارض في معظمه الحرب، ما اذا كان بوش سيعيد مزيدا من الجنود الى البلاد بعد تموز/يوليو وقبل رحيله عن البيت الابيض في كانون الثاني/يناير 2009.
وقال بوش ان اي خفض في عديد القوات سيتم بناء على راي الجنرالات والظروف الميدانية، تاركا السؤال بدون جواب. وقال ان quot;الفشل في العراق سيكون بمثابة القول الى المارقين والقتلة ان الولايات المتحدة هي نمر من ورق. الفشل في العراق سيشجع المتطرفين الاخرين في الشرق الاوسط. الفشل في العراق سيشجع ايران. مصلحتنا الاستراتيجية هي النجاح. وسوف ننجحquot;.
وقوم بوش الحقائق العراقية بشكل قد يكون الاكثر ايجابية منذ زمن طويل. واعرب ايضا ومع كثير من القوة واكثر من الماضي عن اقتناعه بان العراق قد يكون بمثابة نموذج في المنطقة.واقر بانه بعد اربع سنوات على الغزو quot;يبدو الامر وكأنه اجل طويلquot;.
وقال quot;لكن ما نراه هو ديمقوراطية تتطور بشكل كامل (...) الناس قالوا: الحرية لا يمكن ان تعم الشرق الاوسط. لست موافقا معهم ابدا. اعتقد ان الحرية ستعم الشرق الاوسط وان العراق هو عنصر اساسي في هذه الاستراتيجيةquot;.
واشار بوش الى تحسن الوضع الامني والنجاح الاقتصادي ولكن ايضا السياسي. وكان بوش اعرب العام الماضي عن سخطه من النتائج الزهيدة التي حققتها حكومة نوري المالكي. وقال ليس فقط quot;المصالحةquot; قد تحققت محليا ولكن quot;الناس بدأوا بالتجاوب مع بغدادquot;.
ارتفاع معدلات الانتحار في صفوف الجيش الاميركي
على صعيد آخر، سجلت معدلات الانتحار بين الجنود الاميركيين ارتفاعا كبيرا خلال السنوات الثلاث الماضية ووصلت في 2006 الى مستويات لم يشهدها الجيش منذ اكثر من ربع قرن، حسب ارقام نشرها البنتاغون الخميس.ودلت ارقام الجيش على ان اكثر من الفي جندي حاولوا الانتحار خلال عام 2006.
وبلغ عدد الجنود الذين انتحروا 102 جنديا خلال عام 2006 اي ضعف عددهم عام 2001، وهو العام الذي بدأت فيه الولايات المتحدة حروبها التي وضعت ضغوطا على الجيش الاميركي، حسب ارقام الجيش.
وقالت الكولونيل اليزابيت ريتشي، المستشارة النفسية في الجيش quot;انه مؤشر على مستوى الارهاق في صفوف القواتquot; مضيفة ان quot;العائلات متعبة جداquot;.
وتزيد هذه الارقام عن عدد المنتحرين عام 2007 الذي تاكدت فيه 89 حادثة انتحار بينما وقعت 32 وفاة اخرى ينتظر تاكيد ما اذا كانت نتيجة الانتحار.
وارتفعت نسبة الانتحار بين الجنود النظاميين بنسبة 5،17 بالمئة لكل 100 الف جندي بنهاية عام 2006، بارتفاع نسبته 8،12 لكل 100 الف جندي عند بداية العام، مما يزيد عن المعدل القياسي السابق الذي بلغ 8،15 لكل 100 الف في منتصف الثمانينات.
واضافت ريتشي quot;نحن قلقون جدا من ارتفاع هذه النسبة بالرغم من كل الجهود التي بذلناهاquot; لتخفيف مستوى الانتحار في صفوف الجيش. وكانت الولايات المتحدة بدأت مطلع الثمانينيات جدولة عدد عمليات الانتحار في صفوف العسكريين.
واشارت ريتشي الى ان فريقا اعاد النظر هذا الخريف باجراءات الوقاية من الانتحار لدى العسكريين المنتشرين بعد ان اثار الليفتننت جنرال رايموند اوديرنو في وقت سابق هذا الرهان المقلق.و أوضحت ان عمليات الانتحار مرتبطة بشكل كبير بعمليات الطلاق او الانفصال ولكن ايضا وباجراء اقل بسبب الصعوبات المالية او لاسباب اخرى شرعية.
وقالت مثلا ان quot;جنديا تلقى بريدا من زوجته تقول له فيه +اريد الطلاق+ ثم انتحرquot; موضحة ان عمليات الانتحار بشكل عام ليست ناتجة بشكل مباشر من المعارك.واشارت الى عامل اخر في هذه العمليات وهو الارهاق الذي يعانيه بعض الجنود لدى عودتهم والذي قد يؤدي الى تشويش علاقاتهم الشخصية.
وبين الجنود ال102 الذين انتحروا في 2006 هناك 72 جنديا لم يكونوا في الخارج و27 كانوا في العراق وثلاثة في افغانستان.
ومعظم الجنود الذين انتحروا هم من الشبان الذين تتراوح اعمارهم بين 18 و24 عاما ولكن الخبراء بدأوا يتحدثون عن ارتفاع عمليات الانتحار لدى الاكبر سنا وفي صفوف النساء.
وانتحرت 11 امرأة في 2006 في صفوف الجيش الاميركي. واعتبرت ريتشي انه quot;اكبر رقم في عدد النساء على الاطلاقquot;.
التعليقات