بغداد: مازال إصرار الولايات المتحدة الأميركية على منح الحصانة لقواتها والمتعاقدين معها، من لوائح القانون العراقي، عثرة مهمّة أمام التوصل إلى اتفاق حول وضع القوات في العراق، وفق ما أعلن وزير الخارجية هوشيار زيباري الثلاثاء.

وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نائب وزيرة الخارجية الأميركية جون نيغروبونتي أنّ quot;النقاط العالقة هي تلك التي تخصّ الحصانة، وهناك بعض التقدّم فيما يتعلق بالاقتراحات الجديدة التي قدمتها الحكومة العراقية.quot; وأوضح أنّه تمّ حلّ بعض المسائل المتعلقة بالحصانة خلال المفاوضات السابقة، غير أنّه quot;وحتّى يتمّ حلّ الملفّ بالكامل، فإنّه لا يمكنني تقديم جدول زمني لهذا الاتفاق.quot;

وقبل أسابيع، كشف وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس خلال آخر زيارة له إلى بغداد، أن وفداً أمريكياً في طريقه حالياً إلى بغداد لمحاولة الدفع باتجاه إنجاز الاتفاقية الأمنية بين واشنطن وبغداد، والتي سيكون من شأنها تنظيم الوجود العسكري الأميركي خلال فترة ما بعد نهاية العام الحالي.

وقال غيتس إنه على ثقة بإمكانية التوصل إلى إنجاز الاتفاق، وأضاف أن الوفد المفاوض quot;سيحمل مقترحات يمكن أن تستجيب لمطالب الأمريكيين والعراقيين حيال بعض القضايا العالقة،quot; وذلك دون أن يقدم المزيد من التفاصيل.

يذكر أن الوجود الأميركي الحالي في العراق يحظي بشرعية ترتكز على تفويض من مجلس الأمن تنتهي صلاحية العمل به نهاية العام الجاري، الأمر الذي يدفع واشنطن إلى السعي لإنجاز اتفاقية تضمن وضعاً قانونياً واضحاً لجنودها.

وتتركز نقاط الخلاف بين الطرفين في محورين أساسيين، أولها وضع جدول زمني يتعلق بانسحاب القوات الأميركية من العراق، والثاني مرتبط برغبة واشنطن في أن يحصل جنودها على حصانة قضائية تمنع ملاحقتهم، في حين تصر بغداد على إخضاعهم لصلاحيات القضاء العراقي.

ولم يعلّق نيغروبونتي على سير المفاوضات وتفاصيل الملفات، مشددا على أنّه quot;وفيما كلّ طرف يتابع المسألة من وجهة نظر مصالحه القوميةquot; فإنّ للعراق والولايات المتحدة الأميركية مصلحة مشتركة في التوصل إلى اتفاق قبل انتهاء تفويض الأمم المتحدة في 31 ديسمبر/كانون الأول.

وقبل نصف ساعة من المؤتمر الصحفي الذي انعقد في المنطقة الخضراء الحصينة، هزّ انفجاران مدخل هذه المنطقة التي تضمّ مقرات الحكومة العراقية والجيش الأميركي. وقال مسؤول في الداخلية العراقية إنّ عبوتين لاصقتين انفجرتا بالقرب من مرأب وزارة الخارجية.

وأضاف أنّ عبوة لاصقة وضعت تحت عربة للجيش ضمن نقطة حراسة مقابل وزارة الخارجية في منطقة الصالحية في حين وضعت أخرى تحت سيارة مدنية تعود لأحد موظفي الوزارةquot; مما أسفر عن إصابة خمسة أشخاص وإلحاق أضرار بما لا يقلّ عن أربع سيارات مدنية.

وليس في حكم الواضح ما إذا كان نيغروبونتي داخل الوزارة ساعة الانفجارين.

وعبّر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الشهر الماضي، في خطاب تلفزيوني، عن إحباطه من عدم التوصل إلى اتفاق بسبب مسألة الحصانة التي وصفها بكونها quot;نقطة خلاف كبرى.quot;

وقبل ذلك، أكد المالكي أنه لن يكون هناك اتفاق أمني مع الولايات المتحدة، إلا إذا تضمن quot;موعداً محدداًquot; لسحب القوات الأمريكية من العراق، رافضاً أن يكون هناك quot;موعد مفتوحquot; للوجود العسكري الأميركي في بلاده.

وفيما قال المالكي إنه تم الاتفاق بين بغداد وواشنطن على أنه لن يكون هناك أي تواجد عسكري أمريكي في العراق بنهاية العام 2011، نفت الخارجية الأميركية ذلك، مؤكدة عدم التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن الوضع المستقبلي للقوات الأميركية في العراق.

وتأمل بغداد أن يتضمن الاتفاق بنودا تجيز للحكومة العراقية اعتقال ومحاكمة أي أمريكي يتهم بارتكاب جريمة لا علاقة لها بعملية عسكرية رسمية، بالإضافة إلى حق محاكمة الجنود والمتعاقدين الذين يرتكبون quot;أخطاء خطيرةquot; أثناء قيامهم بمهماتهم.

وقال المالكي إنّ واشنطن ترفض كلا الأمرين، مشيرا إلى أنّه يرغب في أن يتوقف الجيش الأمريكي عن شنّ أي عمليات عسكرية من دون موافقة مسبقة من حكومته.

كما اختلف الطرفان بشأن مدة احتجاز المعتقلين العراقيين، حيث يريد العراق أن تسلّم القوات الأمريكية المعتقلين لسلطات بغداد في غضون 24 ساعة.

وأضاف المالكي أنّه في نفس الوقت يريد الأميركيون أن نسلّمهم المعتقلين من رعاياهم على الفور، قائلا إنّه من الضروري أن يسلّم الطرف للآخر المعتقلين في نفس المدة الزمنية أي 24 ساعة أو على الفور. ويرى المالكي أنّ الأجل المحدّد للتوصل إلى اتفاق يعتبر quot;حساساquot; لأنه من غير المرجّح أن يتمّ العمل على التوصل لتفويض جديد من الأمم المتحدة.

وقال إنّ بلاده لن تقبل التفويض بصيغته الحالية كما أنّ واشنطن لن تقبل بالتعديلات العراقية عليه. وقال نيغروبونتي، الثلاثاء، إنّه يتوقع أن تستمر المفاوضات إلى ساعتها الأخيرة quot;حيث أمضى الطرفان مئات إن لم تكن آلاف الساعات من التفاوض من أجل المضي قدما نحو الاتفاق. ولا أعتقد أنني سأضيف شيئا على وصف وزير الخارجية هوشيار زيباري للتقدم الذي نحن بصدده. لقد قال إننا قريبون وسنستمر في العمل.quot;