ميرفت ابو جامع من غزة: تحاول السلطات الإسرائيلية فرض زي quot; غوانتاناموquot; ذو اللون البرتقالي على الأسرى الفلسطينيين القابعين في السجون الإسرائيلية، لمحاكاة حليفتها الإستراتيجية الولايات المتحدة الأميركية كما يحدث في معتقل quot;غوانتانامو quot; الذي صنعته لحجز وتعذيب ما أسمتهم quot; إرهابيون quot;.
ويرفض الأسرى الانصياع إلى إرادة السجان، وارتداء الزي البرتقالي الذي يشكل أضرارا نفسيه عليهم، ويهدد بمصادرة الحقوق التي ناضلت من اجلها الحركة الأسيرة لسنوات طويلة داخل السجون،
ويشتهر الزي البرتقالي في العالم بمن يتم الحكم عليهم بالإعدام ، ولكن الأخطر من ذلك حسب الأسرى الفلسطينيين ارتباط هذا الزى بالصور التي انتشرت من معتقل غوانتنامو لأسرى تنظيم القاعدة قبل سنوات .
وتعامل إدارة السجون الإسرائيلية مع قرار فرضه يعكس نيتهم في التعامل مع الأسرى الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية على اعتبار أنهم quot;إرهابيونquot; وليسوا اسري حرب أو اسري سياسيين ، آو مقاتلي حرية.
من جهتهم، يرفض الأسرى ربط نضالهم المشروع ضد العدوان الإسرائيلي عليهم، بمعتقلي ما أسموهم quot; بالإرهابيين الدوليين، ، ويهددون باجراءت تصعيديه في حال تمسكت إدارة السجون الإسرائيلية بفرضه عليهم بالقوة.
ويكشف الأسرى الفلسطينيون في بيان لوزارة الأسرى صدر أمس quot;أن هذا الزى البرتقالي يذكر بتلك النجمات والعلامات الصفراء والبرتقالية التي كانت توضع على ملابس الأسرى اليهود فى معسكرات الإبادة النازية ، وهى تحمل نفس الإشارة السابقة ان من يلبس هذا اللون مصيره الإبادة.

مؤكدين بان القميص البرتقالي الذي تريد الإدارة فرضه عليهم يوجد على ظهره خط فسفوري بعرض 10 سنتمتر ، وخط مثله على الصدر،وكذلك خط فسفوري يحيط بالرجلين ، الأمر الذي يؤكد نوايا من صمم هذا الزى ان يجعل من يلبسه هدفاً للقنص والاستهداف ، وهذا يؤكد النظرية النازية الجديدة التي يراد فرضها على الأسرى .

وقال أبو حميد وهو أسير في سجن عسقلان الإسرائيلي في أحاديث صحافية لموقع فلسطيني أن quot;إدارة السجن تحاول قبل شهرين إجبار الأسرى على ارتداءه، وهددوا بفرضه بالقوة شئنا ام أبينا quot;،مشيرا ان الزي ذاته فرضته على السجناء المدنيين الجنائيين وتريد مساواتنا بهم هل هذا عدل؟ .

وأضاف الأسير أبو حميد quot;أن الحركة الأسيرة رفضت ذلك وقررت ألا يتم قبول هذا الزي المذل ولا بأي حال من الأحوال و تحت أي ظرف كانquot;.
ويوجد في السجون الإسرائيلية 11600 أسير فلسطيني، موزعين على النحو التالي، (900 ) أسيراُ من قطاع غزة، و(10000) أسير من الضفة الغربية، و(520 ) أسير من القدس، و( 140 ) أسير من مناطق فلسطين المحتلة عام 1948، إضافة إلى (46) من الأسرى العرب من الجولان ولبنان ومصر والسودان والأردن، وأسير سعودي واحد.

ويعاني الأسرى من ظروف سيئة وقاسية، وتمارس ادراة السجون بحقهم كافة أشكال الاضطهاد والتعذيب والتضييق، وتعمل جاهدة وبشكل يومي لانتهاك حقوقهم ،ومضاعفة معاناتهم ، للنيل من معنوياتهم ،وكسر إرادتهم .
و أصدرت سلطات الاحتلال مؤخراً بعض القرارات التعسفية التي تخالف القانون الدولي وتضاعف عذابات الأسرى ، كتحويل الزيارة إلى الفيديو كونفرنس لأسرى القطاع المحرومين من زيارة أهاليهم لهم منذ قرابة عامين ،وذلك للالتفاف على قضية حرمانهم من الزيارة.

ويرى الأسرى الفلسطينيون أن الزي البرتقالي فيه محاولة لكسر إراداتهم ويربط نضالهم ومقاومتهم ضد العدوان الإسرائيلي بquot;الإرهاب الدوليquot; عبر إلباسهم نفس الزي الذي يلبسونه المحتجزون في معسكرات quot;غوانتاناموquot;، وإضافة إلى المساواة بين الجنائيين المدنيين وquot;المخربينquot; بحسب وصف السلطات الإسرائيلية للأسرى الفلسطينيون، عدا الآثار النفسية للون البرتقالي في استفزاز نفوس الأسرى ومشاعرهم وإرهاق لعيونهم .

أبعاد خطيرة
من جهته نوه رأفت حمدونة مدير مركز الأسرى للدراسات أن فرض الزى البرتقالي على الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، له أبعاد خطيرة، خاصة انه ياتى في هذا الوقت بالذات، مشيرا أن الزى البرتقالي كانت مفروض في العام 98وتم رفضه، لافتا ان إسرائيل قامت بفرض أكثر من زي على الأسرى منه البني والكحلى، وهذا يسبب أضرار نفسه على الأسرى، خاصة إذا فرض عليهم ماذا يتم ارتداؤه.
وأشار حمدونه أن سلطات السجون تحاول الربط بين الأسرى الفلسطينيين والمعتقلين في سجون أميركا quot;غوانتاناموquot; ،مستدركا أن الأسرى هم مناضلون وليس إرهابيون quot;، وإسرائيل تحاول أن تقول للعالم أنها تعانى من الإرهاب كما باق الدول الأخرى وهذا زعم كاذب، لان إسرائيل هي المحتلة وهى التي تمارس الإرهاب بحق الشعب الفلسطيني quot;.
وقال:quot;هذه محاكاة مرفوضة كليا quot;.

معركة قادمة
بدوره، حذر الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة ، من حدوث كارثة إنسانية قد تشمل كافة السجون والمعتقلات ، وقد تدفع الحركة الأسيرة لاتخاذ خطوات نضالية رداً على ذلك. بسبب تمادي إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية في انتهاكاتها الفظة بحق الأسرى واستفزازها لهم.

وأوضح فروانة لإيلاف أن إدارة مصلحة السجون تلجأ بين الفينة والأخرى إلى استخدام القوة المفرطة وتصعيد إجراءاتها التعسفية ، وإصدار قوانين مجحفة تتنافى وأبسط حقوق الإنسان ، عبر إجبار المعتقلين على ارتداء quot; الزي البرتقالي quot; ، مشيرا أن السلطات الإسرائيلية تحاول نقل التجربة الأميركية في معتقل غوانتانامو إلى سجونها .
واعتبر فروانة أن لا مبرر على الإطلاق للسلطات الإسرائيلية لتغيير الزي quot; البني quot; الموجود حالياً ، سوى محاولة لإعطاء العالم صورة عن المعتقلين الفلسطينيين ، ذات الصورة المرتبطة في أذهانهم بمعتقلي غوانتنامو على أنهم quot; ارهابيون quot; و لايستحقون الحياة.

وفسر فروانة إقدام إدارة السجون على هذه الخطوة في هذا التوقيت بالذات قائلا:quot; هو حلقة جديدة في سلسلة الإجراءات القمعية بحق المعتقلين والتي تهدف الى إذلالهم واستفزازهم ، وإفراغهم من محتواهم النضالي والسياسي ، وخلق جو من الاحتكاك والتصادم معهم واللاستقرار ، وإيجاد المبررات الواهية لمعاقبتهم بحجة رفضهم تنفيذ الأوامر ، مستغلة بذلك تأثر الحركة الأسيرة السلبي من حالة الانقسام ، وضعف حضور قضية الأسرى على المستوى الرسمي والشعبي وبالتالي ضعف المساندة الجماهيرية .
وبهذا الصدد أكد فروانة بأن ارتداء quot; الزي البرتقالي quot; مرفوض فلسطينياً ومسانداً لموقف الأسرى ، باعتباره غير لائق على الإطلاق بأسرى الحرية وحقهم بالحرية ، ولا بنضالهم المشروع ضد quot;الاحتلالquot; وإفرازاته ومكوناته ، وارتدائه يعكس وكأنهم quot; إرهابيون quot; أو quot; مجرمون quot; ، أو أنهم لا يستحقون الحياة وبانتظار تطبيق حكم الإعدام ضدهم ، مبيناً الى أن الأسرى كانوا ملزمون بارتداء quot; قميص برتقالي quot; في السنوات الأولى للإحتلال وحتى أواخر الثمانينات واستطاعوا بنضالاتهم تغييره ، وهم اليوم لن يقبلوا ارتدائه من جديد ولا بأي حال من الأحوال و تحت أي ظرف كان مهما كلف الثمن.
وناشد فروانة كافة المؤسسات الرسمية والشعبية إلى مؤازرة الأسرى ومساندتهم في معركتهم المحتملة القادمة ضد إدارة مصلحة السجون رفضاً لهذا الإجراء التعسفي وصوناً لإنجازاتهم وحفاظاً على كرامتهم وحقوقهم المشروعة .