التايمز: المالكي صاحب أصعب مهمة بالشرق الأوسط
أسامة مهدي من لندن: يبدأ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي زيارة الى استراليا اواخر الشهر الحالي لحث الشركات الاسترالية على المساهمة في اعادة اعمار بلاده فيما تقوم وزيرة الخارجية الاميركية غونداليزا رايس بزيارة الى بغداد الاسبوع المقبل لبحث الاتفاقية الامنية طويلة الامد بين البلدين .

وسيجري المالكي مباحثات في العاصمة الاسترالية كانبيرا مع المسؤولين الاستراليين تتعلق بتطوير العلاقات بين البلدين . وستتناول هذه المباحثات تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري ومساهمة الشركات الاسترالية في اعادة اعمار العراق . وسيرافق المالكي في زيارته هذه وفدا رسميا يضم عددا من الوزراء، بينهم وزير الخارجية هوشيار زيباري ووزير التجارة عبد الفلاح السوداني.

وكانت القوات الاسترالية الموجودة في العراق ضمن قوات التحالف الدولي قد اكملت انسحابها من مدينة الناصرية (380 كم جنوب بغداد) الصيف الماضي . وكانت استراليا كانت تحتفظ بحوالي 515 من جنود قواتها البرية في قاعدة عسكرية بمدينة الناصرية يتولون عمليات تدريب قوات الجيش والشرطة العراقية بالاضافة الى وحدات بحرية واخرى جوية تقدم الدعم اللوجستي للقوات متعددة الجنسيات في العراق.

وعلى صعيد وجود القوات الاجنبية في العراق فقد اكد المالكي اليوم ان وجود القوات البريطانية لم يعد ضروريا بالنسبة للامن في العراق . وقال في تصريحات نشرتها صحيفة quot;تايمزquot; اللندنية اليوم ونقلتها (أ. ف. ب) نحن quot;نشكرها على دورها لكنني اعتقد ان وجودها في العراق لم يعد ضروريا لحفظ الامن والسيطرةquot; . واضاف quot;يمكن ان تكون هناك حاجة لخبرتها في التدريب او بعض المسائل التكنولوجية. لكن كقوة مقاتلة، لا اعتقد ان وجودها ضروريquot; .

وانتقد المالكي قرار سحب القوة البريطانية من احد القصور في وسط البصرة اواخر العام الماضي بعد ان كان تحت سيطرتها منذ الحرب عام 2003 ونقلها الى قاعدة في المطار خارج المدينة ..

وقال quot;ان البصرة في حينها لم تكن خاضعة لسيطرة الحكومة المحلية وانما للعصابات والميليشيات وقد نأت القوات البريطانية بنفسها عن المواجهات مما اعطى فرصة للعصابات والميليشيات للسيطرة على المدينةquot; . واضاف ان quot;الاوضاع تدهورت بشكل مريع الى درجة ان شبانا منحرفين حملوا السيوف لحز رقاب النساء والاطفال. لقد استنجد سكان البصرة بنا فتحركنا لاستعادتهاquot; .

وردا على سؤال عما اذا كان قرار الانسحاب من وسط البصرة سابقا لاوانه اجاب المالكي قائلا quot;جداquot; .

كما انتقد المالكي الاتفاق بين القوات البريطانية وجيش المهدي بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر لوقف هجماته واطلاق الصواريخ. واوضح قائلا quot;طبعا لم نكن مرتاحين لذلك وقمنا بالابلاغ عن قلقنا وانزعاجنا لاننا اعتبرنا ما حدث بداية لكارثة ماquot;. واضاف quot;لو قالوا لنا بانهم يريدون القيام بذلك، كنا اجرينا مشاورات معهم للتوصل الى افضل نتيجة ممكنة. لكن عندما تصرفوا بشكل منفرد، وقعت المشكلةquot; . وكان المالكي امر الجيش العراقي بشن عملية امنية في اذار (مارس) الماضي في البصرة ضد جيش المهدي التابع للصدر الذي تم طرده من المدينة بعد اسبوعين من المعارك العنيفة. ومع ذلك اقر المالكي بان قوات التحالف quot;قدمت المساعدة وكان هذا امرا مهماquot;. قائلا ان quot;العراق مفتوح امام الشركات البريطانية وصداقة بريطانيةquot; رغم الخلافات.

ومن جهة اخرى يتوقع ان تقوم وزيرة الخارجية الاميركية غونداليزا رايس بزيارة سريعة الى بغداد لوضع اللمسات الاخيرة على الاتفاقية الامنية. واشارت صحيفة quot;الصباحquot; البغدادية المملوكة للدولة اليوم ان رايس قد تطرح افكارا جديدة على الحكومة العراقية في ما يخص مسألة حصانة الجنود الاميركيين في العراق التي تعد حاليا البند الوحيد الذي مازال عالقا بين بغداد وواشنطن ويعرقل توقيع الاتفاقية التي يؤكد مسؤولون عراقيون واميركيون انها وصلت الى مراحلها الاخيرة .