بيروت: أكدت مصادر أمنية لصحيفة quot;الحياةquot; الصادرة اليوم أن أقوال الموقوفين في الجرائم التي إستهدفت الجيش اللبناني في منطقة العبدة (عكار) وطرابلس جاءت متطابقة على رغم عدم إجراء مقابلات بينهم، وأنهم أدلوا بمزيد من المعلومات في شأن الجرائم التي كانوا يخططون للقيام بها، أبرزها تفجير المقر العام لقيادة قوى الأمن الداخلي الكائن في محلة أوتيل ديو في الأشرفية، إضافة الى اعترافهم بفشل تفجير دلوين موضوع بداخلهما 10 كيلوغرامات من المتفجرات زرعوهما على الطريق المؤدي الى القاعدة العسكرية في مطار القليعات في عكار التي يتخذ منها اللواء العاشر في الجيش اللبناني مقراً لقيادته.
وفي معلومات quot;الحياةquot; انه تم اكتشاف العبوتين الموضوعتين داخل الدلوين من طريق الصدفة، وعملت وحدات من سلاح الهندسة في الجيش على تعطيلهما. وبحسب المعلومات نفسها، اعترف أحد الموقوفين بأنه كان يستهدف بالعبوتين موكب قائد اللواء العاشر آنذاك العميد جان قهوجي الذي عُيّن لاحقاً قائداً للجيش. وكشفت المصادر ان واضعي العبوتين خططوا لتفجيرهما في حزيران الماضي، أي بعد شهر على تفجير عبوة بالقرب من مبنى للجيش في محلة العبدة.
وأكدت المصادر الأمنية ان شقيق عبدالغني كان على علم بما يقوم به شقيقه من خلال مواكبته للاجتماعات، وكشفت انه تم التوصل من خلال التحقيقات الى كشف منفذ جريمة حصلت في العبدة ضد شخص بذريعة انه يبيع مشروبات روحية وأن مرتكبها عبدالغني شخصياً بمشاركة فلسطيني قدم له التسهيلات. كما كشفت عن ان عبدالغني كان يخطط لتفجير حافلة ركاب عسكرية كبيرة تقل عادة 42 راكباً وهي في طريقها من طرابلس الى بيروت، مؤكدة انه وضع quot;السيناريوquot; لتفجيرها من خلال صعوده الى الحافلة في طرابلس مرتدياً بزة يرتديها العسكريون.
وأكدت انه كان يخطط لتفجيرها بواسطة جهاز لاسلكي للتحكم من بعد، بعد ان يترك العبوة المخبأة في حقيبة يحملها بيده في الحافلة قبل ترجله منها. وأضافت ان عملية التفجير التي كان ينوي القيام بها شبيهة بتلك التي نفذها في ساحة التل في طرابلس ضد تجمع للعسكريين في 13 آب الماضي.
وعلمت quot;الحياةquot; ان الأجهزة الأمنية تمكنت من التقاط صور لعبدالغني اثناء وجوده في ساحة التل قبل دقائق من حصول التفجير، وظهر في إحدى الصور مرتدياً بزة عسكرية ومتوجهاً الى مكان تجمع العسكريين ثم يظهر لاحقاً في صورة ثانية وهو يغادر المكان بعدما وضع الحقيبة وبداخلها المتفجرات بين الجنود وبيده كوب من الشاي وكعكة حصل عليهما من بائع يقف في المكان نفسه. وعلم ايضاً ان شقيقه وشقيقته وزوجها وأحد الموقوفين تعرفوا الى صوره وهو بالبزة العسكرية ووقعوا عليها، علماً انهم لم يكونوا موقوفين في المكان نفسه عندما عُرضت عليهم الصور.
الى ذلك اكدت أوساط امنية لصحيفة quot;النهارquot; الصادرة اليوم ان التحقيقات الجارية مع اربعة من افراد الخلية الإرهابية التي ألقي القبض عليها في طرابلس وفرت للجهات المعنية السيناريو شبه الكامل للتفجيرات التي تولت هذه الخلية تدبيرها سابقاً والتي استهدفت بمجملها تجمعات وحافلات للعسكريين، كما وفرت معلومات عن العملية التي كانت الخلية تزمع القيام بها. وبات في حكم المؤكد ان الخلية كانت على علاقة بتنظيم quot;فتح الاسلامquot;، وبعض اعضائها كان من عناصر هذا التنظيم، وكان هدفها الانتقام من الجيش بسبب نجاحه في سحق التنظيم في مخيم نهر البارد. واذ اكدت ان العملية التي كانت تخطط لها الخلية تستهدف الجيش وقوى الامن الداخلي، اشارت الى ضبط وثائق في طرابلس وعكار تثبت التخطيط لهذا الهدف. وقالت ان اللبناني عبد الغني جوهر الذي عممت صورة حديثة له أمس، يعتقد انه الرأس المدبر استناداً الى الوثائق التي اكتشفت في منزل شقيقته وفي منزل والديه، ولا يزال البحث عنه جارياً.
بدورها صحيفة quot;السفيرquot; ذكرت أن بورصة التوقيفات رست حتى الآن على خمسة لدى فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، بينهم أربعة لبنانيين وخامس من التابعية الفلسطينية، بحسب مصدر بارز في قوى الأمن الداخلي، فيما اقتصر عدد الموقوفين لدى الجيش على محمد جوهر شقيق عبد الغني وصهره علاء محرز الذي نفى معرفته بتوجهات وعلاقات ابن عمه، بينما أطلق سراح شقيقته، بحسب مصدر عسكري اشار الى توقيف أحد الاسلاميين في قضية جديدة، فضلا عن مراقبة دقيقة تجري لشخصيات تبين أنها متورطة بأعمال توزيع مال وسلاح على بعض المجموعات الاصولية في الشمال.
وأظهرت عملية رصد لجهاز جوهر الخلوي أنه أُقفل منذ لحظة فراره من منزل صهره في باب التبانة، فيما أظهر مسح ميداني للنقاط الحدودية أنه لم يتمكن من اجتياز الحدود اللبنانية السورية حتى الآن، فيما بدأت تتواتر معلومات حول لجوئه الى نقطة معينة قريبة من مدينة طرابلس، بحسب مصدر متابع للملف، علما بأن مداهمات واجراءات الجيش وصلت الى منطقة البقاع والحدود الشرقية. وعلمت quot;السفيرquot; أن اتصالات عسكرية لبنانية سورية رفيعة المستوى جرت على مدار الساعات الثماني والأربعين الماضية من أجل التنسيق بين الجانبين وتبادل المعلومات حول هذا الموضوع.
التعليقات