واشنطن:
حث خبراء أميركيون الرئيس المقبل للولايات المتحدة سواء كان الديمقراطي باراك أباما أو الجمهوري جون ماكين على التعامل بشكل إستراتيجي مع ايران وتبني سياسة مختلفة عن تلك التي تبنتها واشنطن طيلة 30 عاما. وقال الباحث في الشؤون الايرانية بمركز (كارنيجي اندومينت) كريم صادجادبور خلال ندوة استضافها المركز حول الاستراتيجية الواجب اتباعها من جانب الادارة الامريكية القادمة مع ايران ان quot;تركيز الادارة القادمة ينبغي الا يكون على مسألة عقد محادثات مع ايران من عدمه بل على كيفية عقد هذه المحادثاتquot;. واضاف ان المشكلة الرئيسية لدى الادارة القادمة سواء كانت جمهورية بقيادة ماكين ام ديمقراطية بقيادة اوباما هي quot;الانعدام المتبادل للثقة بين الولايات المتحدة وايران منذ فترة طويلةquot;.

واعتبر صاد جادبور ان الخطوة الاولى التي ينبغي على الادارة اتخاذها للدخول في محادثات شاملة هي بناء الثقة بين الطرفين عبر التعاطي مع القضايا المتداخلة مثل مستقبل العراق وافغانستان والاستقرار الاقليمي وامن الطاقة مع مراعاة اختيار التوقيت الملائم لذلك. ودعا الرئيس الاميركي القادم الى تجنب عقد تفاعل شامل وفوري مع ايران معتبرا ان من شأن تلك الخطوة تعزيز فرص الرئيس الحالي محمود احمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها في شهر يونيه من العام القادم.

وخلص الى ان جهود ادارة الرئيس بوش على مدار السنوات الماضية للدفع في اتجاه فرض عقوبات ضد ايران لتقويض النظام الحاكم في طهران اسهمت فقط في زيادة النفوذ الايراني في المنطقة وتعزيز قوة المتشددين. واعتبر صادجادبور ان المنهج الافضل للولايات المتحدة في التعامل مع ايران ودعم الديمقراطية والاصلاح هناك سيكون عبر تمكين ايران من اعادة الاندماج في الاقتصاد العالمي. وقال ان الجدل حول برنامج التخصيب النووي الايراني يعد quot;احد اعراض انعدام الثقة والعلاقة العدائية بين الولايات المتحدة وايرانquot; مشددا على استحالة حل النزاع المشترك عبر العزلة وحاجة واشنطن الى تبني منهج متعدد.

بدوره اتفق مدير برنامج منع التسلح في مركز (كارنيغي اندومينت) جورج بيكوفيتش مع صادجادبور على استحالة حل مشكلة ملف ايران النووي عبر عزل طهران مؤكدا ان ايا من ايران او الولايات المتحدة لا تمتلك العزيمة اللازمة لتحقيق ما ترغبه. وقال انه على الرغم من ان العديد من جيران ايران لاسيما دول الخليج العربية سوف يرحب بوقف ايران لبرنامجها النووي فان الواقع يؤكد ان اي هجمات عسكرية او تغيير قسري للنظام الايراني لن ينجح وحتى في حال نجاحه فان العواقب لن تكون جيدة.

واضاف ان ايران سوف تتعرض لمعاناة اقتصادية متصلة في حالة مواصلتها لبرنامجها النووي رغم اعتراضات الولايات المتحدة والمجتمع الدولي. واشار بيكوفيتش الى ضرورة قيام الادارة الامريكية القادمة بالعمل مع قيادات اوروبا وروسيا والصين والهند لتقديم quot;فرصة اخيرة لايرانquot; لانهاء برنامجها النووي والانصياع لمطالب مجلس الامن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية او مواجهة المزيد من العقوبات دون التلويح باي محفزات. وراى ان ايران تشعر بان موقفها الراهن جيد في ضوء انها تلقت المزيد من العروض خلال الاعوام الماضية طالما حافظت على موقفها وقامت بانشطة التخصيب.