كامب ديفيد: يجتمع في منتجع كامب ديفيد القريب من العاصمة الاميركية واشنطن خلال عطلة نهاية الاسبوع الرئيس جورج بوش بنظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروسو.

وسيناقش الزعماء الثلاثة الازمة التي تعصف باسواق المال العالمية. كما سيناقش المجتمعون الاطار العام للقمة التي يزمع زعماء الدول الثماني الصناعية عقدها في الشهر المقبل بحضور الصين والهند وغيرهما من الدول.

وقال مسؤول أميركي إن بوش سيقدم عرض استضافة القمة لدى استقباله الرئيس الفرنسي الذي يتولى حاليا رئاسة الاتحاد الاوروبي ورئيس المفوضية الاوروبية في المقر الرئاسي الريفي في كامب ديفيد بولاية ماريلاند.

ويتوجه باروزو وساركوزي الذي يطالب بعقد مثل هذه القمة الدولية، الى كامب ديفيد لحث بوش باسم الاوروبيين على قبول اعادة تأسيس الهيكل المالي العالمي الذي يواجه ازمة حادة.

ويطالب الجانب الاوروبي بأن تمهد هذه القمة الطريق لمفاوضات اوسع تهدف الى اعادة هيكلة انظمة المعمول بها لتنظيم الاسواق المالية العالمية. وكان الرئيس الفرنسي قد صرح في وقت سابق ان لا حرية بدون تنظيم محكم.

وقال الرئيس الفرنسي الذي تترأس بلده الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي لزعماء الدول الناطقة بالفرنسية في قمتهم المعقودة في كويبيك بكندا إن الازمة المالية الحالية تمثل quot;فرصة للتخلص من العادات السيئة التي اكتسبناها وللنظر الى النمو الاقتصادي بشكل مختلف.quot;

ومضى الرئيس الفرنسي للقول: quot;إن العالم يواجه اخطر ازمة مالية واقتصادية منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وعلينا لذلك ان نفكر مليا في المخاطر التي تحيق بنا وبكيفية وصولنا الى هذا الوضع ومن هو المسؤول ومالذي جرى بالضبط. علينا ان نتعلم الدروس.quot;

وتقول مراسلة بي بي سي في واشنطن جين اوبراين إن الزعماء الاوروبيين دأبوا على تحميل الولايات المتحدة مسؤولية التسبب في الازمة المالية العالمية التي اندلعت اول ما اندلعت عندما عجز المدينون الاميركيون عن الوفاء بالتزاماتهم المالية فيما يتعلق بالقروض العقارية التي كبلوا انفسهم بها.

الا ان الرئيس ساركوزي قال إنه لا يريد القاء اللوم على جهة بعينها، وانما يهمه التعاون مع الولايات المتحدة في سبيل اصلاح النظام المالي العالمي.

وتتمحور خطة الرئيس ساركوزي حول فكرته القاضية بالدعوة الى قمة تحضرها الدول الثماني الصناعية الغنية اضافة الى الصين والهند.

وتقول مراسلتنا إن quot;قمة ساركوزيquot; تحاكي مؤتمر بريتون وودز الذي حضرته 44 دولة عام 1944 والذي وضع حجر الاساس لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي والعديد من الانظمة والمؤسسات المالية التي تهدد الازمة الحالية استمرارها.

وكان الرئيس الفرنسي قد حذر في مقابلة اجرتها معه احدى الصحف الكندية الناطقة بالفرنسية من ان quot;العالم لا يسعه ادارة اقتصاده في القرن الـ 21 باستخدام ادوات القرن العشرين.quot;

واضاف الرئيس ساركوزي: quot;يجب ان تحفزنا الازمة الراهنة على اعادة صب الاسس التي تستند عليه الرأسمالية، وذلك يعني ضمنا التخلي عن الفكرة القائلة بهيمنة الاسواق. علينا التوصل الى توازن جديد بين الدولة والسوق.quot;

وكان الرئيس بوش قد دافع بقوة عن خطة الانقاذ التى اقرها الكونجرس بقيمة سبعمائة وخمسين مليار دولار لانقاذ القطاع المالى فى البلاد. وقال الرئيس الاميركي في كلمة القاها امام غرفة التجارة الامريكية بالعاصمة واشنطن إن الازمة الحالية ازمة غير عادية تتطلب اجراءات غير عادية ايضا.

وأضاف قائلا انه شخصيا وفى الاوقات العادية يعارض اي تدخل حكومي فى شؤون البنوك والمؤسسات المالية، لكن الامر كان سيتطلب اجراءات اكثر صعوبة اذا لم تكن الحكومة قد تدخلت كما فعلت الان.

وناشد الرئيس بوش الاميركيين وضع ثقتهم في الخطوات التي اتخذتها ادارته للتصدي للازمة التي تعصف بالقطاع المصرفي. يذكر ان خطة الانقاذ التي وضعتها الادارة الاميركية لم تفلح في تهدئة اسواق المال المتعثرة.

وقال الرئيس بوش إن على الاميركيين الشعور بالثقة من ان خطته من الضخامة والجرأة بحيث سيكتب لها النجاح. وتحدث الرئيس الاميركي ايضا عن تنسيق الجهود مع اوروبا للتصدي للازمة المستفحلة قائلا quot;نحن مصممون على التغلب على هذا التحدي سوية.quot;