في أول زيارة رسمية لرئيس إسرائيلي لمصر منذ 12 عاماً :
بيريز يرغب في التفاوض حول المبادرة العربية لتطبيع العلاقات

بيريز ومبارك سيناقشان مسألة تبادل الأسرى مع حماس

بيريز يصل إلى شرم الشيخ للقاء مبارك

نبيل شرف الدين من القاهرة: في ختام محادثاته اليوم الخميس في منتجع quot; شرم الشيخ quot; على ساحل البحر الأحمر، مع نظيره الإسرائيلي شيمون بيريز، أكد الرئيس المصري حسني مبارك أن المبادرة العربية للسلام الشامل مع إسرائيل quot; ليست موضعاً للتفاوض quot;، وذلك في معرض رده على إعلان بيريز الرغبة في التفاوض حول هذه المبادرة، كما أعرب مبارك عن تطلعه إلى أن تمضي الحكومة الإسرائيلية الجديدة في التفاوض مع السلطة الفلسطينية من دون إبطاء للتوصل إلى اتفاق سلام شامل، يتعامل مع كافة موضوعات الحل النهائي ويقيم الدولة الفلسطينية المستقلة.

وهذه هي المرة الأولى منذ نحو 12 عاما التي يقوم فيها رئيس إسرائيلي بزيارة رسمية إلى مصر، وسط تقديرات من قبل المراقبين بأن تكون هذه الزيارة تستهدف في المقام الأول إجراء مناقشات مع الرئيس المصري، لإحياء مبادرة السلام العربية، التي تتحدث عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل قيام الأخيرة بالوفاء بكافة الحقوق المقررة للشعب الفلسطيني، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وحلول شاملة لهذه القضية ترضي جميع الأطراف المعنية بها.

وإن الرئيس الإسرائيلي طرح بالفعل على مبارك اقتراحات بإجراء اتفاق سلام دولي بين إسرائيل والدول العربية، وفق تلك المبادرة التي تبنتها الدول الأعضاء في الجامعة العربية في قمة بيروت 2002. وتأتي زيارة بيريز إلى مصر في مرحلة انتقالية بالنسبة إلى إسرائيل، حيث يباشر فيها أولمرت مهام رئيس للوزراء على نحو انتقالي، بعد أن قدم استقالته الشهر الماضي على خلفية فضيحة فساد، وفي هذا السياق يسعى الرئيس الإسرائيلي إلى إطلاق مفاوضات من أجل إبرام اتفاق شامل للسلام مع الدول العربية بدلا من إبرام اتفاقات منفصلة مع الفلسطينيين، أو سورية التي أجرت إسرائيل معها محادثات غير مباشرة هذا العام عبر وسطاء أتراك.

إسرائيل والمبادرة العربية

وفي هذا السياق أعرب مبارك ـ خلال مؤتمر صحافي مشترك مع بيريز ـ عن ارتياحه إزاء المشاورات التي أجرياها، مشيرا الى انها تركزت في مجملها حول القضية الفلسطينية باعتبارها جوهر السلام والاستقرار في الشرق الاوسط، وأوضح أن المشاورات حول هذه القضية ركزت على محورين أساسيين وهما: دفع مفاوضات السلام بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وتثبيت التهدئة في غزة ورفع الحصار عن سكان القطاعquot;.

ومضى مبارك معرباً عن تطلع بلاده إلى أن quot;تمضي الحكومة الاسرائيلية الجديدة في التفاوض مع السلطة الفلسطينية من دون إبطاء للتوصل الى اتفاق سلام يتعامل مع كافة موضوعات الحل النهائي، ويقيم الدولة الفلسطينية المستقلة لتعيش جنبا إلى جنب في أمن وسلامquot;، كما أشار مبارك إلى عزم مصر مواصلة جهودها لتقريب المواقف بما يكفل نجاح صفقة إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليت وجميع السجناء الفلسطينيين.

وتطرق الرئيس المصري إلى الحديث عن علاقته بنظيره الإسرائيلي قائلاً: quot;عرفت الرئيس شيمون بيريز على مدار سنوات طويلة رجل دولة من الطراز الاول، وداعية للسلام، وإنني أتطلع إلى إسهامه البنّاء في دفع قضية السلام إلى الأمام. من جانبه ، قال الرئيس الإسرائيلي إن بلاده تقبل المبادرة العربية من أجل إحلال السلام في المنطقة لنعيش معا، وأضاف أن السلام لم يكن أبدا ممكنا في السنوات الماضية مثلما هو ممكن الآن ، وأنه من الخطأ أن نضيع مثل هذه الفرصة.

ومضى بيريز قائلاً إن مفتاح تقدم عملية السلام بقدر كبير في يد الرئيس مبارك ، ويستطيع أن يقودنا إلى وضع جديد، موضحا أن محادثاته مع مبارك تناولت كيفية العمل واقتراح مستقبل جديد للشرق الأوسط، وأضاف : إن هذا ليس بديلا من المفاوضات التي تجري مع الفلسطينيين.