طلال سلامة من روما: مما لا شك فيه أن المظاهرات الطلابية قد تكون أول مستنقع كبير قد تغرق فيه حكومة برلسكوني. يذكر أن ولاية الحكم الثالثة لبرلسكوني سقطت من جراء ضغوط ومظاهرات شعبية، من جهة، وتملص حزب رابطة الشمال من دعم برلسكوني وفريقه التنفيذي في البرلمان ومجلس الشيوخ، من جهة أخرى. وما يفعله برلسكوني ينتمي الى تقاليد سياسية عريقة طالما غذت تاريخ ايطاليا. فالهجوم يليه الدفاع والإنذار يليه الخوف والتراجع. وتسارع وزيرة التعليم الى سد الجروح ربما لإنقاذ منصبها الرفيع وربما لابعادها سوية مع برلسكوني من المتاعب اليسارية. صحيح أن القوى اليسارية ذهبت الى صفوف المعارضة لكنها تستمد قوتها من شعوب الشوارع التي لا تتأخر في تنظيم مظاهرات ضخمة للغاية لإسقاط هذا أم ذاك. بالفعل، وبما أن أغلب نقابات العمال تقوم بالتنسيق دورياً مع الأطراف اليسارية، فإننا نستطيع تصنيف القوى اليسارية بأنها شعبية وتلك اليمينية بأنها quot;بيروقراطية وأرستقراطيةquot;. مع ذلك، يتمتع كل حزب هنا بحسناته وسيئاته بما فيه حزبي فلتروني برلسكوني.

من جانبه، لا يلقي وزير الدفاع quot;اينياتسيو لا روساquot; ثقلاً على كلمات برلسكوني، التي أنذرت الطلاب المتمردين الذين احتلوا الجامعات وقاعاتها باستعمال شتى وسائل الشرطة لإجلائهم بالقوة. فالطلاب تمردوا لأسباب أيديولوجية لا علاقة لها بإشعال العنف، داخل الجامعات وخارجها، الذي زرع بإيطاليا طعماً مراً لا ينساه أحداً هنا بسهولة.

لغاية اليوم، لم يتحرك روبرتو ماروني، وزير الداخلية الثوري، لانتقاد هذه المظاهرات برغم من محادثاته المتواصلة مع برلسكوني. فتنظيم مظاهرات(مهما كانت غاياتها) ديموقراطية تحترم القانون وحقوق الآخرين لا ينجح حتى برلسكوني في منعها. لكن الحال يتغير ان تحولت هذه المظاهرات الى عنف مفتعل. هنا، يعد ماروني أن المسؤولين عن أحداث العنف(المحتملة) سيتم إحالتهم الى الأجهزة القضائية المختصة.