حرب دعائية تسببها أصوات المترددين
ماكين يراهن على تحول لصالحه في اللحظات الأخيرة

الانتخابات الامريكية
زكي شهاب من واشنطن: لم تشهد انتخابات أميركية رئاسية في العصر الحديث حربًا إعلامية بين المرشحين كالتي شهدها الولايات المتحدة في الساعات الأربع والعشرين الماضية، فقد إشترى انصار حملة أوباما ثلاثين دقيقة في وقت الذروة الليلة الماضية من ثلاثة محطات تلفزيونية هي quot;فوكسquot; و quot;أن بي سيquot; وquot;سي بي أسquot; أتيح له خلالها بث رسالة دعائية كلفت الحملة ثلاثة ملايين دولار أميركي أقلقت أنصار ماكين، وأجبرت أركان حملته على تخصيص موازنة مماثلة
Republican presidential nominee Senator John McCain takes the ...
لبث حملات دعائية مماثلة اليوم. وفيما سرح ومرح أوباما يرافقه الرئيس الأسبق في ولاية فلوريدا بعد ساعات على زيارة ماكين لها سعيًا لكسب أصوات الناخبين من أصل لاتيني، توجه ماكين إلى ولاية أوهايو لضمان ثباتها على دعم المرشحين الجمهوريين للرئاسة بسبب عدد أصواتها الإنتخابية الكبيرة .

وقبل خمسة أيام من موعد الإنتخابات بات واضحًا أن وحدة الحزب الجمهوري ستكون مدار بحث وتكهنات مع إستمرار تحوّل جمهوريين بارزين عن دعم مرشحهم السناتور جون ماكين لصالح خصمه السناتورالديمقراطي باراك أوباما. آخر المنضمين إلى قافلة مؤيدي أوباما من الجمهوريين هو عضو الكونغرس السابق عن ولاية ميريلاند شارلز ماتيوس بعد أن سبقه على هذا الصعيد وزير الخارجية السابق كولن باول وحاكم ماسوشستس السابق ويليام ويلد وقبل ذلك الناطق الإعلامي السابق للرئيس جورج بوش سكوت ماكلينن . ويقول المراقبون إن إختيار السناتور ماكين لساره بيلين هو أحد العوامل التي أثارت غضب بعض الجمهوريين، على الرغم من أن ماتيوس قال إن قراره ناجم عن تصوره بان quot; الولايات المتحدة بحاجة إلى حاكم يعيد الثقة إلى الإقتصاد الأميركي ويستعيد الثقة ببلاده في الخارج ، الأمر الذي قد يشجع كثيرين على تبني المبادئ التي تشجعها الولايات المتحدة كالحرية والمساواةquot;، موضحًا أن مثل هذا قد يتحق بزعامة باراك أوباما.

Democratic Presidential nominee Barack Obama speaks to a prospective ...
ويعتبر الإقتصاد في الولايات المتحدة من أبرز العوامل التي تؤدي دورًا في إختيار الناخبين لمرشحهم الرئاسي ، ووفقًا لمعهد غالوب المتخصص في استطلاعات الرأي فإن أعلى نسبة من الناخبين تعتبر الإصلاحات في المجال الإقتصادي ضرورية، في حين بيَّن الإستطلاع أن الناخبين من الجمهوريين يولون أهمية أكبر لمكافحة الإرهاب والمحافظة على القيم بشكل أكبر بكثير من المؤيدين للحزب الديمقراطي.

ومع أن ماكين قال إنه يحظى بتأييد أربعة وزراء خارجية و دفاع سابقين جمهوريين لترشيحه وهم هنري كيسنجر وجيمس بيكر ولورانس إيغلبرغر و ألكسندر هيغ وأكثر من مئتي جنرال متقاعد وأدميرال ، إلا أن ذلك لم يوقف تحوّل الجمهوريين لصالح أوباما. وكان من بين من إنضموا أخيرًا كاتب خطابات الرئيس جورج بوش السابق ديفيد فريم الذي قال إن إختيار سارة بيلين كمرشحة لمنصب نائب الرئيس كان بمثابة quot;طفحان الكيلquot; ، ومثل هذا قد يكون بداية إنفراط عقد الجمهوريين quot;.

وأدلى كريستوفر سيش عضو كونغرس جمهوري يمثل ولاية كونتيكت بدلوه في هذا الموضوع قائلاً quot;إن السناتور ماكين لم يفِ بوعوده الإنتخابية ليقادة حملة إنتخابية نظيفة quot;. ومثله صرَح حاكم مينوسوتا تيم باوانتي الذي كان من الذين وردت أسماؤهم كمرشح لمنصب نائب الرئيس قبل أن يقع الخيار على ساره بيلين للمنصب، وقال باوانتي إن التأييد في ولايته يميل لصالح المرشح الديمقراطي على عكس ما كان يحصل في الإنتخابات الرئاسية الماضية .

ولم يقتصر التحول إلى دعم أوباما على شخصيات جمهورية بارزة فقط، بل تعدى ذلك ليصل إلى مؤسسات إعلامية عريقة مثل quot;لوس أنجلوس تايمز quot; و quot;نيويورك تايمزquot;و quot;شيكاغو تربيونquot;و صحف أخرى إختارت في السابق الوقوف في صف المرشحين الجمهوريين للرئاسة. لكن السؤال المطروح هو ، إلى أي مدى سيؤثر هذا التحول على الطريق التي سيختار فيها الناخبين مرشحيهم يوم الثلاثاء المقبل ، في وقت تؤكد فيه إستطلاعات الرأي على تقدم لأوباما في بعض منها على السناتور ماكين ولو بفارق بسيط.