واشنطن، وكالات: تقدم جون ماكين مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الأميركية بنداء عاجل لجمع التبرعات لحملته الإنتخابية في محاولة للحصول على فوز مفاجئ في الإنتخابات الرئاسية التي ستجرى يوم الثلاثاء المقبل. وحملة ماكين الآن في ولاية أوهايو التي ينظر إليها كولاية يجب أن يفوز بها الجمهوريون حتى تتوفر لهم فرصة للفوز بالانتخابات.

وتشير استطلاعات الراي الأخيرة التي أجرتها شبكة سي بي اس ونيو يورك تايمز إلى أن ماكين متأخر بنسبة 13% عن منافسه المرشح الديمقراطي باراك أوباما. وأجرى أوباما تجمعات انتخابية حاشدة في ولايات فرجينيا وفلوريدا وميزوري يوم أمس الخميس في محاولة أخيرة للفوز في الولايات المتأرجحة.

وكان ماكين قد قال أن حملته ستستعيد زخمها في الأيام الأربعة الأخيرة في الانتخابات. ويقول جاستين ويب محرر بي بي سي لشؤون أميركا الشمالية إلى أن تأيد الأميركيين لسارة بالين مرشحة الحزب الجمهوري لمنصب نائب الرئيس قد انخفض حيث يرى 59% ممن استطلعت بي بي سي آراءهم أنها غير مستعدة لتولى منصب نائب الرئيس.

ومن جهة أخرى، توجد تقارير عن أن أوباما طلب من عضو مثير للجدل في الكونغرس أن يكون رئيس أركان الجيش في حالة فوزه في الانتخابات. وينظر إلى رام إمانويل على أنه سياسي ذو انتماء حزبي متطرف. ويرى أنصار ماكين أنه الوجه الحقيقي لإدارة ماكين وهو أنها إدارة يحكمها اليسار.

وقد دعا ماكين للحملة الطارئة لجمع التبرعات لحملته الانتخابية بعد أقل من يوم من برنامج دعاية انتخابية تلفزيوني لأوباما بث على شبكات التلفزيونية المختلفة تكلف 5 ملايين دولار رغم أن مدته لا تزيد عن نصف ساعة. وقال ماكين في رسالة بالبريد الإلكتروني لأنصاره quot;أناشدكم أن تقدموا لي العون المادي لمساعدتنا في الرد على الهجمات التي الموجهة لحملتنا الانتخابية. quot;الانتخابات لم تنته ونحن في حاجة لجهود الجميع في الأيام المقبلة للفوز في الانتخابات.quot;

أوباما يحافظ على تقدمه

الى ذلك أظهر استطلاع لرويترز وسي-سبان ومعهد زغبي نشر يوم الجمعة ان أوباما متقدم بفارق سبع نقاط على مكين في الايام الاربعة الاخيرة من حملة الانتخابات. وأظهر الاستطلاع - الذي يجري على مستوى البلاد - ان نسبة التأييد لاوباما بين الناخبين المحتملين بلغت 50 في المئة مقابل 43 في المئة لمكين دونما تغيير عن يوم الخميس. ويجري الاستطلاع هاتفيا ويصل هامش الخطأ فيه الى 2.9 نقطة مئوية.

وقال جون زغبي خبير استطلاعات الرأي quot;في الاساس لم يحدث تغيير في المسار اليوم. أوباما واقف في ثبات ومكين لم يحقق اي مكاسب.quot; وهذا هو اليوم الثاني على التوالي الذي تصل فيه نسبة التأييد لاوباما 50 في المئة وأيضا اليوم الثامن من بين 11 يوما الاخيرة. وفي المقابل لم تتجاوز نسبة التأييد لمكين 45 في المئة منذ اكثر من ثلاثة اسابيع.

وعزز سناتور ايلينوي الذي يطمح لان يكون أول رئيس أسود للولايات المتحدة موقفه لدى عدة قطاعات لها القدرة على التأثير على الميزان في انتخابات الرابع من نوفمبر تشرين الثاني وتقدم على مكين بنسبة 15 نقطة بين الناخبين المستقلين وتسع نقاط بين النساء وخمس نقاط بين الرجال وتسع نقاط بين الكاثوليك.

كما تقدم المرشح الديمقراطي في نسبة التأييد التي يتمتع بها بين كل الفئات العمرية وبين كل الفئات المقسمة على اساس الدخل عدا من يكسبون أكثر من 100 ألف دولار. بينما تخلف منافسه الجمهوري رغم انه طيار سابق في البحرية الاميركية أسر في حرب فيتنام بين الناخبين الذين تضم أسرهم أفرادا في الجيش.

وحصل مكين سناتور أريزونا على تأييد 26 في المئة فقط من الاميركيين من أصول لاتينية والذين يشكلون قطاعا اخذا في النمو أيد الرئيس الجمهوري الحالي جورج بوش بنسبة زادت على 40 في المئة في انتخابات عام 2004 . وقال زغبي quot;لو كنت في موقف جون مكين لوددت ان ترى شيئا يتغير في هذا السباق. وهذا لا يحدث في الوقت الراهن.quot;

ويتقدم أوباما على منافسه الجمهوري في كل استطلاعات الرأي على مستوى البلاد منذ اسابيع كما ان مكين يتخلف عنه في عدد من الولايات الحاسمة مثل أوهايو وفلوريدا وبنسلفانيا. وطاف مكين يوم الخميس بحافلته الانتخابية في ولاية أوهايو بينما كان أوباما في فلوريدا وفرجينيا وميزوري لحشد تأييد أنصاره وكسب ود الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد.

وشمل الاستطلاع التتابعي الذي جرى من يوم الثلاثاء حتى الخميس 1201 ناخب محتمل في الانتخابات الرئاسية التي تجري يوم الثلاثاء القادم. ويضيف الاستطلاع التتابعي نتائج أحدث يوم ويسقط نتائج أقدم يوم لرصد اي تغيير في قوة الدفع.

وينتخب المرشح الذي يفوز بأغلبية أصوات المجمع الانتخابي رئيسا للولايات المتحدة. ويضم المجمع 538 عضوا تقسم على الولايات وعلى العاصمة واشنطن دي. سي (ديستريكت اوف كولومبيا) طبقا لعدد السكان. وتذهب كل أصوات الولاية في المجمع الانتخابي للفائز في الولاية ويطبق هذا النظام على كل الولايات الاميركية عدا ولايتين تقسم فيها الاصوات حسب نسبة الفوز في التصويت.

غالبية من الاميركيين تعتبر ان بايلن غير مؤهلة لمنصب نائب الرئيس

إلى ذلك اظهر استطلاع جديد للرأي ان 59% من الناخبين الاميركيين يعتبرون ان ساره بايلن ليست مؤهلة لشغل ذلك المنصب، مما يزيد الجدل حول تأثيرها على حملة ماكين.وبين الاستطلاع الذي نشرت نتائجه صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; وشبكة quot;سي بي اسquot; الاخبارية ان اراء 41% من المستطلعين في بايلن ليست جيدة مقارنة مع 36% اعربوا عن تأييدهم لها بينما قال 24% انهم لم يسمعوا عنها ما يكفي او انهم لم يقرروا بعد رأيهم فيها.

وقال 59% انهم يعتبرون انها غير جاهزة لتصبح نائبة للرئيس فيما لم تتعد نسبة من قالوا انها جاهزة لذلك المنصب 35%. واثار اختيار المرشح الجمهوري جون ماكين لساره بايلن للتنافس على منصب نائب الرئيس جدلا حول ما اذا كان لاختيارها اثر سلبي ام ايجابي على حملته.

وقد اثارت بايلن المحافظة اهتماما بالحملة الجمهورية الا ان البعض يعتبر كذلك انها جعلت العديد من المستقلين يبتعدون عن الجمهوريين. وقال 32% من المستطلعين ان بايلن اثرت على تصويتهم بينما قال 65% انها لم تؤثر.

وحقق المرشح الديموقراطي لمنصب نائب الرئيس جو بايدن نسبة افضل. وقال 74% من الناخبين انهم يعتبرون ان بايدن الذي يشغل مقعدا في مجلس الشيوخ منذ 36 عاما جاهز للقيام بهذه المهام، فيما قال 18% انه غير مستعد. وتجرى الانتخابات في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر.

المجمع الانتخابي ينتخب الرئيس

يختار المجمع الانتخابي الرئيس الأميركي الذي لا ينتخب بالتصويت الشعبي. وفي ما يلي بعض الحقائق عن المجمع الانتخابي:

- يضم المجمع الانتخابي 538 عضوا تقسم على الولايات وعلى العاصمة واشنطن دي. سي (ديستريكت اوف كولومبيا) طبقا لعدد السكان واستنادا الى تمثيل كل ولاية في الكونجرس. ويمثل الولايات الصغرى ثلاثة اعضاء بينما يمثل ولاية كاليفورنيا وهي اكبر ولاية 55 عضوا. اما العاصمة واشنطن وهي غير ممثلة في الكونغرس على اساس انتخابي فيمثلها ثلاثة اعضاء مثلها مثل الولايات الصغرى.

- يحتاج الفائز في انتخابات الرئاسة الاميركية الى الحصول على 270 صوتا في المجمع الانتخابي الذي يعلن أعضاؤه ولاءهم لمرشح أو اخر لكن لا يوجد قانون اتحادي يقيدهم بذلك.

- في 48 ولاية والعاصمة تذهب كل أصوات ممثليها في المجمع الانتخابي للفائز في الولاية ويطبق هذا النظام على كل الولايات الاميركية عدا ولايتين تقسم فيهما اصوات المجمع الانتخابي حسب نسبة الفوز في التصويت هما ولايتا مين ونبراسكا.

- ينتخب اعضاء المجمع الذين تختارهم أحزابهم الرئيس ونائب الرئيس. ولا يحق لهم انتخاب مرشحين من ولايتهم.

- لأن المرشح يمكنه ان يحصل على عدد كبير من الاصوات في بعض الولايات ثم يخسر بفارق بسيط في ولايات أخرى قد لا يحصل الفائز بأكبر عدد من الاصوات على المستوى الشعبي بأغلبية أصوات المجمع الانتخابي. وانتخب المجمع الانتخابي في ثلاث مرات المرشح الذي خسر التصويت الشعبي. وهم الجمهوريون راذرفورد هيز عام 1876 وبنجامين هاريسون عام 1888 وجورج بوش عام 2000.

- يجتمع اعضاء المجمع الانتخابي في عواصم ولاياتهم للتصويت لاختيار الرئيس ونائبه في يوم اثنين في بداية شهر ديسمبر كانون الاول بعد الانتخاب الشعبي الذي يجري في نوفمبر تشرين الثاني وينقلون النتائج الى الحكومة الاتحادية. وتجدول الاصوات في جلسة مشتركة للكونغرس يوم السادس من يناير كانون الثاني من العام التالي.

- في حالة عدم حصول اي مرشح للرئاسة على اغلبية الاصوات في المجمع الانتخابي يختار مجلس النواب الرئيس من بين ثلاثة مرشحين حاصلين على اعلى عدد من الاصوات على ان يمثل كل ولاية صوت واحد. اما بالنسبة لنائب الرئيس في حالة عدم حصول اي مرشح على الاغلبية يختار مجلس الشيوخ من بين مرشحين اثنين حاصلين على اعلى عدد من الاصوات.

- بت مجلس النواب مرتين في اختيار الفائز بالرئاسة في انتخابات عام 1800 وعام 1824 . كما بت مجلس الشيوخ في اختيار النائب مرة واحدة في انتخابات عام 1836.

- هذا النظام الفريد توصل اليه واضعو الدستور الامريكي في القرن الثامن عشر كحل وسط بين من يريدون انتخابات شعبية مباشرة وبين من يريدون اعطاء هذا الحق للمجالس التشريعية في الولايات. وأرجع ذلك الى الخوف في وقت ما قبل تشكل الاحزاب الى تشتت الاصوات بشكل غير عملي بين عدد كبير من المرشحين.