طلال سلامة من روما: يخصص سيلفيو برلسكوني، رئيس الوزراء الإيطالي، جزءا من دوامه في قصر quot;غراتسيوليquot; بروما، لمتابعة الإحصائيات الخاصة بميزانية شعبيته بين الإيطاليين. ويلزم برلسكوني هذه الإحصائيات تارة لشركات متخصصة وطوراً لمحطاته التلفزيونية. اليوم، يبرز حدث انهيار شعبية برلسكوني بنسبة 18 في المئة، مرة واحدة! برغم رفض برلسكوني لإحصائيات متأتية من محور فلتروني إلا أن هناك بعض الأصوات الحكومية التي ترجح هذا الانهيار، لو جزئياً، نتيجة المعارضة الطلابية، من جهة، والأزمة المالية والكساد الاقتصادي اللذين اقتحما بالفعل البلاد بصورة وحشية غير مسبوقة، من جهة ثانية.

لمواجهة التقلبات في إحصائيات شعبية السياسيين والوزراء عين برلسكوني وزير الاقتصاد الحالي quot;جوليو تريمونتيquot; مستشاراً له بصورة غير رسمية. في جميع الأحوال، أغلق برلسكوني أبواب الحوار مع المعارضة التي يتزعمها فلتروني بيد أنه لم يغلقها في وجه نقابات العمال خاصة نقابة quot;تشي دجي الquot; الأكثر شراسة. ويبدو أن برلسكوني يرفض مسبقاً أن يصبح الحزب الديموقراطي اليساري الممثل الوحيد للأسر التي تعاني من مشاكل مالية والناطق الحزبي اليساري الرسمي لكل من لا يستطيع تغطية مصاريف الأسبوع الرابع من كل شهر.

بمعنى آخر، يريد برلسكوني من وزير الاقتصاد أن يبذل جميع جهوده وما بوسعه لتقوية القدرة الشرائية لدى المستهلكين المنتمين الى فئات الدخل المتدني حتى عن طريق التقسيط. ولا بد من إيجاد الصيغة الضرورية لتنفيذ هذا السحر المعقد. مع ذلك، فان نجاح هذه المناورة السياسية الاقتصادية ستعزز كثيراً من مكانة ائتلاف quot;حزب الحريةquot; الحاكم، التابع لبرلسكوني، في الجولة الانتخابية القادمة، في شهر مايو(أيار) من العام القادم، لتعيين البرلمانيين الإيطاليين الجدد في ستراسبورغ.