الخرطوم: وصل الى هنا اليوم جثمان الرئيس السوداني السابق احمد الميرغني الذي توفي ليل الاحد الماضي اثر نوبة قلبية في منزله بمدينة (الاسكندرية) المصرية.
واحتشد الاف السودانيين بمطار الخرطوم لحضور تشييع زعيمهم السابق الذي بدات اجراءاته بمراسم عسكرية من مطار الخرطوم وتستمر حتي مساء اليوم حتي يوراي الثري بمقابر اسرته بمدينة الخرطوم بحري.

ومنعت الاجهزة الامنية المنشرة بكثافة الصحفيين من الدخول الي الساحة الداخلية بالمطار كما انتشر المئات من رجال الشرطة علي طول الطريق الذي سيمر به موكب التشييع عبر مدن العاصمة السودانية الثلاث.
ولد احمد الميرغني وهو الشقيق الاصغر لزعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي ثاني اكبر الاحزاب السودانية محمد عثمان الميرغني ونائبه الاول في الحزب والطائفة الختمية في اغسطس 1941 في الخرطوم بحري ثالث مدن العاصمة السودانية الثلاث ودرس الاقتصاد في جامعة لندن قبل ان ينشط في العمل السياسي والاقتصادي.

وظل معارضا خارج البلاد اغلب سنوات حكم الرئيس السابق جعفر محمد نميري الذي استمر 16 عاما اقصى خلالها الاحزاب السودانية ومن بينها حزبه الاتحادي الديمقراطي وبعد الاطاحة بحكم نميري عبر انتفاضة شعبية في العام 1985 وفوز حزبه بالمرتبة الثانية في الانتخابات العامة التي اجريت في البلاد العام 1986 دخل حزبه في حكم ائتلافي مع حزب الامة بزعامة الصادق المهدي ليتولى منصب راس الدولة السودانية ضمن اخرين يكونون مجلس راس الدولة في نظام الحكم البرلماني المتبع والذي راس حكومته الصادق المهدي رئيس حزب الامة.

ثم غادر البلاد في عطلة شهدت انقلاب الرئيس عمر البشير على الحكم الديموقراطي في 30 يونيو 1989 وبقي في منفاه الاختياري في القاهرة حتى 8 نوفمبر 2001 عندما عاد الى الخرطوم بعد 12 عاما بحجة ان الوطن في حاجة اليه في الداخل.
والفقيد متزوج من السيدة هيام الميرغني وهي مصرية الجنسية تقيم مع اسرته الصغيرة في مدينة الاسكندرية.

ورافق جثمان الرئيس السابق شقيقه محمد عثمان الميرغني الذي يقود الحزب الاتحادي الديموقراطي ثاني اكبر الاحزاب في السودان حسب آخر انتخابات ديموقراطية جرت في البلاد عام 1986 .
واعتقل الميرغني بعد انقلاب البشير علي الحكم الديمقراطي عام 1989م وافرج عنه عام 1990 وسمح له في العام ذاته بمغادرة البلاد للعلاج لكنه لم يعد حتى الآن. وتزعم فور خروجه من البلاد التجمع الوطني الديموقراط المعارض الذي ضم التنظيمات المعارضة وقاد عمليات عسكرية في شرق البلاد انطلاقا من الاراضي الاريترية حتى وقع على اتفاق مصالحة مع الحكومة في القاهرة عام 2005. واثر زعيم الاتحاديين البقاء بالخارج طيلة السنوات التي اعقبت اتفاق المصالحة بحجه ان هناك شروطا وتغيرات مهمة في نظام الحكم في السودان يجب ان تتم قبل عودته وسيعود الميرغني الكبير لمنفاه الاختياري فور انتهاء مراسم العزاء التي تستمر لمدة ثلاث ايام