توقع مواجهات حادة بين الحكومة والمعارضة في الدورة الجديدة
فتحي سرور رئيساً للبرلمان المصري للمرة الـ 19 على التوالي

نبيل شرف الدين من القاهرة: وسط احتجاجات حادة من قبل نواب جماعة quot;الإخوان المسلمينquot; للانتخابات الداخلية في مجلس الشعب (البرلمان) المصري، لانتخاب رئيس البرلمان ووكيليه ولم يتقدم سوى زينب رضوان وعبدالعزيز مصطفى وهما وكيلا المجلس خلال الدورة البرلمانية السابقة، وقد أجريت عملية فرز الاصوات بعدها أعلن رئيس الجلسة فوز أحمد فتحي سرور برئاسة المجلس بأغلبية 335 صوتا من بين 337 صوتا أدلوا بأصواتهم. وهذه هي المرة التاسعة عشرة على التوالي، التي يفوز فيها فتحي سرور برئاسة مجلس الشعب (الغرفة الأولى في البرلمان المصري)، والذي بدأ اليوم الأربعاء دورته البرلمانية الجديدة، بعد الانتهاء من أعمال الترميمات والتجديدات في القاعة الكبرى لمجلس الشورى التي أتت عليها النيران إثر حريق هائل أتى على المبنى التاريخي لمجلس الشورى خلال شهر آب (أغسطس) الماضي .

ويرى مراقبون في القاهرة أن بقاء قادة البرلمان المصري في مواقعهم ـ الذي تهيمن عليه غالبية من الحزب الوطني الحاكم ـ يؤكد نجاح الحرس القديم في فرض سيطرته على مقاليد الأمور والإبقاء على الرموز البرلمانية القديمة في مواقع رئاسة اللجان داخل البرلمان، مع رفضه محاولات الحرس الجديد للتغيير وترشيحه نوابا جددا بدلاً منهم . ووجه نواب الإخوان المسلمين انتقادات حادةً إلى ما وصفوه بسياسات الإقصاء والتهميش التي يتبعها الحزب الوطني (الحاكم) مع نواب الإخوان والمستقلين والمعارضة داخل البرلمان، وأعلن محمد سعد الكتاتني (رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين) عن مقاطعة انتخابات لجان مجلس الشعب الداخلية التي أجريت اليوم الأربعاء مع بداية الدورة البرلمانية الرابعة بسبب ما اعتبره إصرار الحزب الوطني على إقصاء نواب الإخوان والمستقلين والمعارضة من لجان مجلس الشعب (البرلمان) المصري .

ملفات ساخنة

وبدت الملفات التي يتوقع أن تشهدها الدورة البرلمانية الجديدة في مصر بالغة السخونة وهناك توقعات بمواجهات بين نواب الإخوان والمستقلين والمعارضة من جهة، ونواب الأغلبية من الحزب الوطني (الحاكم) من جهة أخرى، لاسيما بعد الهجوم الحاد الذي شنه قادة الحزب الحاكم على المعارضة أثناء المؤتمر السنوي للحزب مؤخراً. وتشير المعلومات التي سربها نواب المعارضة والإخوان إلى أنهم بصدد تقديم حزمة من طلبات الإحاطة والاستجوابات، يثيرون فيها عدة ملفات تتعلق باتهامات للحكومة والحزب الحاكم بالفساد وإهدار المال العام والسيطرة على النقابات المهنية والعمالية واستخدام وسائل الإعلام الحكومية بوقًا ضد المعارضة والقوى السياسية الأخرى في البلاد.

وينتقد النواب ما اعتبروه استحواذاً للحزب الوطني على الصحف الحكومية قبل انعقاد مؤتمره، وتخصيص صفحتين على الأقل يوميًّا في ثماني صحف حكومية، فضلاً عن المجلات الأسبوعية، وخلال انعقاد المؤتمر أفردت كل صحيفة نحو أربع صفحات يوميًّا على الأقل لتغطية فعاليات ذلك المؤتمر؛ الأمر الذي يقع تحت بند الدعاية السياسية التي تستوجب دفع قيمتها لتلك الصحف، والتي تقدر بما لا يقل عن مليونَي جنيه مصري، كما يقول نواب المعارضة.

من جهة أخرى، وفي كلمة ألقاها عقب انتخابه رئيساً لمجلس الشعب، قال فتحي سرور quot;إن المبادئ الحاكمة للعمل البرلماني خلال دور الانعقاد الحالي ستكون مثلما كانت في الدورات السابقة، وتتمثل في احترام الدستور وإعلاء سيادة القانون، بوصفهما أساس الحكم في الدولة والالتزام باللائحة للمجلس والسوابق البرلمانية المستقلة في كافة إجراءات المجلسquot;، على حد قوله.

وشهدت الجلسة الإجرائية مواقف طريفة، حيث حضر أكبر النواب سناً، وهو النائب الشاذلي توفيق عن محافظة quot;البحر الاحمرquot; بمساعدة اثنين من النواب، ورأس الجلسة الأولى الاجرائية لانتخاب الرئيس، كما يقضي بذلك العرف البرلماني المصري ولائحته، ونظرا إلى حالته الصحية وعدم قدرته على إدارة الجلسة توجه فتحي سرور إلى المنصه وطلب منه العودة لمقاعد النواب رأفة بحالته الصحية، وتم اختيار النائب المستقل الرفاعي حمادة برئاسة الجلسة وعاونه اصغر عضوين هما: ياسر صلاح وإبراهيم العبودي، كما اعتذر محمد جويلي عن رئاسة هذه الجلسة بصفته أكبر الاعضاء سناً بسبب حالته الصحية .