نيويورك: قالت هيومن رايتس ووتش في تقرير أصدرته أمس إن حرس الحدود المصريين قاموا منذ يونيو/حزيران 2007 بقتل 32 مهاجراً أفريقياً على الأقل أثناء محاولتهم العبور إلى سيناء بينما أعادت إسرائيل قسراً 139 عابراً للحدود على الأقل إلى مصر. وأضاف تقرير المنظمة الحقوقية الدولية أن السلطات المصرية قامت باعتقال من تمت إعادتهم، ولم تكشف عن أماكن احتجازهم، حيث ورد انه تم ترحيل بعضهم إلى بلدانهم الأصلية التي يواجهون فيها خطر الاضطهاد.

وطالبت المنظمة في تقريرها الحكومة المصرية بوقف استخدام القوة المميتة ضد من يعبر الحدود وإيقاف ترحيل أي شخص إلى بلد يواجه فيه خطر الاضطهاد أو سوء المعاملة. كذلك طالبت المنظمة إسرائيل بوقف عمليات الإعادة القسرية للمهاجرين إلى مصر، حيث يتعرضون للمحاكمة أمام محاكم عسكرية ويُمكن ترحيلهم بصورة مخالفة للقانون إلى بلدانهم الأصلية.

وقال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة إنه ينبغي على السلطات المصرية أن تتوقف عن إطلاق النار على المهاجرين الذين لا يشكلون أي تهديد، وعن ترحيل من تبقى إلى حيث يُحتمل أن يتعرضوا للتعذيب. وتابع ستورك انه ينبغي على إسرائيل أيضا ألا تُعيد هؤلاء الأشخاص قسراً إلى مصر حيث يتم احتجازهم بشكل تعسفي، بل ويتم ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية حيث تنتهك فيها حقوق الإنسان بصورة واسعة.

ويتناول تقرير المنظمة الذي حمل عنوان quot;مخاطر سيناء: الأخطار التي تواجه المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء في مصر وإسرائيلquot;، حالات عديدة قام فيها حرس الحدود المصريون بإطلاق النار على مهاجرين غير مسلحين، ومنهم أطفال، أثناء محاولتهم عبور الحدود من سيناء إلى إسرائيل.
وورد في التقرير أن السلطات المصرية تفصل بين أسر المهاجرين وتقوم بحبسهم في أوضاع سيئة، بمن فيهم الأطفال.

وأشار التقرير إلى أنمصر قد تعرضت لضغوط جمة من إسرائيل لبذل المزيد من الجهود لفرض سيطرتها على حدودها مع إسرائيل التي تمتد لحوالي 100 ميل مما حدا بالسلطات المصرية إلى إتباع أسلوب إطلاق النار على من يحاولون عبور الحدود لإيقافهم.

وفي ذات السياق، نقلت صحيفة جيروسليم بوست عن الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية اندي دافيد قوله إن حكومة بلاده قد وافقت على منح حق اللجوء السياسي لـ500 من القادمين من إقليم دارفور غير أن معظم عابري الحدود ليسوا من دارفور. وأضاف أن إسرائيل ليست لديها حدود مشتركة مع السودان ولا تربطهما علاقات دبلوماسية كما أن السودان يتبنى موقفا رسميا معاديا لإسرائيل وحيث أن الذين يحاولون التسلل إلى إسرائيل قد عبروا الأراضي المصرية فان مصر هي المسؤولة عن سلامتهم.

وفيما يتعلق بردة الفعل المصرية ،نقلت الصحيفة عن مسؤول أمني مصري دون الكشف عن اسمه قوله إن الأعداد المتزايدة ممن يحاولون عبور الحدود بصورة غير شرعية يشكلون تهديدا لأمن مصر، واصفا الوضع بالتحدي الصعب مضيفا أنه على الرغم من ذلك يرى أن جهود بلاده قد أصابت نجاحا ملموسا.