السيدات والسادة:
يسرني أن أكون معكم اليوم ، كما يسرني الترحيب بكم في هذا المؤتمر الهام. ويسعدني بخاصة أن تقوم كلية التقنية العليا وصحيفة إيلاف بالمبادرة بتنظيم هذا المؤتمر الذي يناقش التوجهات والتحديات المستقبلية التي تواجه وسائل الإعلام الإلكترونية. ويسرني أن أرحب ترحيبا حارا بجميع المشاركين، وبخاصة ضيوفنا وممثلينا في هذا المؤتمر. كما أقدم الشكر أيضا إلى رعاة هذا المؤتمر وأعبر عن تقديري لمساندتهم.
كما تعرفون فإن الصحف وجميع المؤسسات الإعلامية في جميع أنحاء العالم تنظر إلى طبعاتها التي تصدر على صفحات الإنترنت على أنها أمرا هاما جدا لنجاحها. فلم تعد قضية للمناقشة أن تستخدم الكيانات الإخبارية الإنترنت أم لا، فهم يستخدمونها ويستفيدون منها بالفعل وسوف يستمرون في التوسع في تواجدهم على الإنترنت من أجل توصيل مادتهم الإخبارية بأسرع ما يمكن ومن أجل الوصول إلى أكبر قاعدة ممكنة من المتلقين للأخبار، وكذلك من أجل توجيه اتجاهات القراءة وزيادة عائداتها وتقليل نفقاتها.

فمنذ أسبوعين ، أصبحت يو اس نيوز، وهي المجلة التي تحتل المرتبة الثالثة في الولايات المتحدة بعد التايم و النيوزويك، قد أصبحت آخر وسيلة إعلامية في الولايات المتحدة، تتخلى عن استخدام النسخ المطبوعة وتستخدم الإنترنت. وفي الأسبوع السابق لذلك، أعلنت صحيفة الكريستيان ساينس مونيتور التي عمرها الآن 100 عام عن خطتها كي تكون أول صحيفة أميركية وطنية تنشر كلية على صفحات الإنترنت. وفي منطقتنا، تعد صحيفة إيلاف مثالا ممتازا على نجاح الصحافة الإلكترونية.
ولكن الصحافة الإلكترونية لا تعتمد فقط على صفحات الويب. فهناك وسائل أخرى مثل التليفزيون والقنوات الفضائية والتليفونات المحمولة بالإضافة إلى وسائل أخرى من وسائل نقل وتوصيل الأخبار والتي تقدم المعلومات والترفيه إلى قطاع كبير من المتلقين. وتمثل تلك الوسائل الإعلامية قدرة كبيرة في مجال توزيع المحتوي الإعلامي. وتعد تلك الوسائل هامة بخاصة في العديد من الدول النامية حيث مازال استخدام الكمبيوتر محدودا.
إن نمو الصحافة الإلكترونية هو انعكاس لعالم تقوده الاختراعات المستمرة في مجال التكنولوجيا. وفي هذا الوسط المتغير باستمرار، يجب أن تكون لدينا القدرة على الاستجابة والرؤية المستقبلية عندما نحدد دور الصحافة المحلية والعالمية في المجتمع العالمي.

وأود أن انتهز تلك الفرصة لعرض عدد من القضايا ذات تأثير على تفكيرنا:
أولا، أتفق على أن أهم شيء في مجال الصحافة الإلكترونية هو المحتوى وليس التكنولوجيا المستخدمة. فالتكنولوجيا ما هي إلا وسيلة لتوصيل المعلومات والمحتوى. ولكن التكنولوجيا تحتاج أيضا إلى التطور والظهور بشكل جديد عندما تتعامل مع محتوى خصب وشيق، من أجل ضمان جودة الصحافة الإلكترونية. لقد بدأنا في ملاحظة الإمكانيات المثيرة لهذا الترابط بين التكنولوجيا الجديدة والمحتوى الثري.
ثانيا، يجب أن تكون الصحافة الإلكترونية ذات مصداقية. فالمسؤولين الإعلاميين عليهم مسؤولية كبيرة لتقديم محتوى جيد يواجه احتياجات الجمهور المحلي والعالمي المتنوع. فهم مسؤولون عن توصيل خليط متوازن من الأخبار والمعلومات والتربية والترفيه من جميع المصادر المحلية والوطنية والعالمية. ويجب على المسؤولين الإعلاميين أن يلتزموا بالسلوك الأخلاقي ويبحثون عن الحقيقة. حيث يجب أن يعمل ما يقدمونه على تطوير القيم الهامة مثل الأمانة، والوحدة والسلام ونبذ العنف. وإن النجاح في تحقيق تلك الأمور يعد أمرا هاما من للنمو المرتقب لمجتمع المعلومات، كما سيساعد في تطوير الرفاهية البشرية والسلام العالمي.

ثالثا، إن النجاح المستقبلي للصحافة الإلكترونية يستلزم استثمارا في مجال التعليم وتطوير رجال الإعلام وخبراء الاتصال. وإن الكليات والجامعات في الإمارات العربية المتحدة قد التزمت بأن تكون جزءا مشاركا في هذه الجهود. إن هدفنا هو خدمة دولتنا بتقديم برامج أكاديمية ومهنية جيدة في مجال الدراسات الإعلامية والاتصالات. إننا ملتزمون بإعداد خريجين لديهم المهارة والمعرفة والممارسة المثالية لدورهم داخل فريق الإنتاج الإعلامي. كما أننا أيضا ملتزمون بالقيام بعلاقات شراكة مع المنظمات الإعلامية التكنولوجية في كل من الإمارات العربية المتحدة وفي الخارج.

رابعا، كما أننا ننظر إلى المستقبل وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإن هناك تحديا واحدا أساسيا يواجه نمو الصحافة الإلكترونية وهي ضمان تحقيق الفوائد من هذا الشكل الجديد من أشكال توصيل المعلومات. وبخاصة فيما يخص الدول التي مازال استخدام التكنولوجيا فيها متدنيا. إن قضايا البنية التحتية التكنولوجية ومعرفة الكمبيوتر ومهارات التعامل معه وسياسات الاتصالات التليفونية في منطقتنا يجب أن تناقش باستمرار وتحل العقبات التي تواجهها.

السيدات والسادة:
إن هذا المؤتمر يشير إلى حقيقة أن التقدم والتجديد هو شيئ جوهري في الإمارات العربية المتحدة. وفي ظل توجيه ومساندة معالي الرئيس الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، فقد أصبح الإعلام والتكنولوجيا مجالات أساسية للنشاط الاقتصادي والنمو في الإمارات العربية المتحدة. حيث أن دولة الإمارات تعمل باستمرار على خلق ودعم الفرص التي تدعم الخيال والإبداع والابتكار الذي يعزز دور وسائل الإعلام في مجتمعنا ويزيد من فوائد التكنولوجيا في حياتنا اليومية.
إن هذا المؤتمر يمثل فرصة ممتازة للجميع لتبادل الخبرات والرؤى المفيدة في القضايا المتعلقة بالإعلام الإلكتروني. وإنني على ثقة من أنكم سوف تشاركون بفاعلية في هذا الموضوع.
تقبلوا أمنياتي بنجاح وازدهار المؤتمر.
شكرا لكم جميعا