عمان: أكدت شخصيات سياسية واقتصادية وبرلمانية أردنية أهمية المباحثات التي سيجريها الملك الأردني عبد الله الثاني وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني خلال الزيارة المرتقبة لعبد الله الثاني إلى الدوحة الأحد المقبل.

وشددوا على أن من شأن هذه المباحثات تعزيز العلاقات وتطويرها بين الدولتين، وإرساء قاعدة متينة لعلاقات قوية تقوم على التشاور والتنسيق المشترك حول القضايا الإقليمية والدولية، وتنمية العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية.

واعتبر رئيس الوزراء الأردني السابق طاهر المصري في تصريح لصحيفة quot;العربquot; القطرية أن زيارة الملك عبد الله إلى قطر، ستعيد دفء العلاقة القديمة بين البلدين الشقيقين، لافتاً إلى أن اتصالات غير معلنة مهّدت للزيارة خلال الأشهر الماضية؛ لبدء صفحة جديدة في العلاقات.

وأضاف quot;لقد أثمرت تلك الاتصالات عن زيارة رئيس الوزراء الأردني نادر الذهبي إلى الدوحة وإجراء مباحثات مع أمير قطر ورئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجيـة، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وأفضت إلى نتائج محمودةquot;.

وأشار المصري إلى أن تعزيز العلاقات يلقى الدعم من الشعبين في البلدين، لافتاً إلى أن هنالك منفعةً متبادلة بين الطرفين، إذ تعدّ قطر مصدراً أساسياً للطاقة، كما أنها شهدت نهضة عمرانية ومدنية وسياسية كبيرة جداً، وهي سوق مهم بالنسبة إلى العمالة الأردنية المؤهّلة لتستفيد، إلى جانب أن لدى قطر رأسمال باستطاعتها أن تستثمره في الأردنquot;.

وأمل في أن تُوقَّع العديد من الاتفاقيات التي من شأنها خدمة البلدين، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالعالم، وتهدِّد بحدوث كساد وضمور في النشاط الاقتصادي.

وأشاد المصري بالدور القطري في حل القضايا العربية، إذ قال laquo;نحن دائماً نسعى إلى وجود دور عربي في حل القضايا العربية الإقليمية. بيد أننا اعتدنا على أن تحلّ مشاكلنا في الإقليم العربي دول أخرى كأميركا ودول أوروبية وغيرهاquot;.

ورأى أنَّ قطر كسرت هذه العادة، عبر دورها في تحقيق المصالحة اللبنانية، ودورها الحالي في السودان، معتبراً ذلك توجهاً صحيحاً، ومتمنياً أن يشجّع دور قطر دولاً عربية رئيسة بأن تأخذ زمام المبادرة quot;لحل قضايانا ونزاعاتنا بدلاً عن الذهاب إلى المحافل الدوليةquot;.

بدوره، أكد العين في مجلس الأعيان quot;مجلس الملكquot;، رئيس غرفة تجارة الأردن، حيدر مراد، أن زيارة الملك عبد الله الثاني المرتقبة إلى دولة قطر ستنعكس إيجاباً على تمتين العلاقات الأردنية القطرية في المجالات كافة.

ووصف مراد الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء نادر الذهبي إلى قطربـ quot;الناجحة بكل المقاييس ونتائجها مثمرةquot;، مذكّراً بأنّها تناولت أوضاع العمالة الأردنية في قطر، ودراسة إمكانية توقيع برتوكول لاستقدام العمالة الأردنية إلى قطر، مشيداً باهتمام الجانب القطري بالاستثمار في المملكة، لا سيما من خلال الاقتراح الذي جرى لتأسيس صندوق استثماري مشترك للبدء بمشاريع مشتركة بين الطرفين.

وشدد على أهمية وجود مجلس الأعمال المشترك الذي اعتبره أحد أهم آليات تعزيز التواصل والتعاون بين رجال الأعمال والمستثمرين وأعضاء غرف التجارة والصناعة في البلدين، وسيسهم في توحيد جهود الاستثمار المشترك.

وأفاد بأن غرفتَي تجارة وصناعة الأردن وقطر ستقومان بالترتيب لعقد الاجتماع المقبل لمجلس الأعمال المشترك في الدوحة، آملاً أن يحقق الاجتماع نتائج مهمة لتعزيز العلاقات، ويؤدي إلى مشاريع مشتركة، وزيادة حجم التجارة الثنائية.

وأكد مراد أهمية تكاتف جهود الجانبين لزيادة حجم التبادل التجاري بين الأردن وقطر الذي ما زال دون مستوى الطموحات والإمكانات المتاحة في البلدين حيث بلغت صادرات الأردن إلى قطر العام الماضي 67.5 مليون دولار، والمستوردات 8 مليون دولار، وخلال الشهور التسعة الأولى من العام الحالي بلغت الصادرات الأردنية 53.2 مليون دولار والمستوردات 8 مليون دولار، مؤكداً ضرورة بذل مزيد من الجهود للتعريف بالمنتجات والتسويق لها في السوقَين.

من جانبه، أكّد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأردني السابق، النائب محمد أبو هديبفي أن زيارة الملك عبد الله تأتي تتويجاً للقاءات التي حصلت بين المسؤولين في البلدين في وقت سابق.

ووصف الزيارة المرتقبة بأنها ستكون تاريخية، وستعطي دفعة قوية للعلاقات بين البلدين، لافتاً إلى الإنجازات التي تحققت خلال زيارة رئيس الوزراء الأردني إلى الدوحة أخيراً.

وتوقّع أن تقفز العلاقات بين البلدين إلى مستويات أفضل ممّا كانت عليه، خصوصاً أنهما يتمتّعان بعلاقات دولية كبيرة ولهما مصداقية ومبادرات على صعيد القضايا الدولية والإقليمية.