فيينا: تعقد الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم اجتماعا فنيا مغلقا لدولها الاعضاء لشرح الانشطة النووية في كل من سوريا وايران في ضوء تقريري المدير العام للوكالة اللذين صدرا الاربعاء الماضي.
ويتولى نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية لشؤون التفتيش اولي هاينونن مهمة توضيح الجوانب الفنية المتصلة باعمال التفتيش في موقع الكبر في دير الزور شرقي سوريا الذي دمرته المقاتلات الاسرائيلية في سبتمبر 2007 بدعوى انه منشاة نووية قيد الانشاء.

ويأتي عقد هذا الاجتماع بطلب من الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الاميركية التي دعت الوكالة الى تقديم شرح للانشطة النووية السورية لاسيما ما يتصل بنتائج اعمال التفتيش.
وابلغت مصادر مطلعة في الوكالة الذرية وكالة الانباء الكويتية (كونا) بان هذا الاجتماع الذي يعقد قبل ايام قليلة من اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذرية يهدف الى تسليط الضوء اكثر على الانشطة السورية والرد على استفسارات الدول الغربية وتحفظها من بعض خطط الوكالة تنفيذ مشاريع فنية وتقنية مع سورية في اطار برنامج التعاون التقني الذي تقيمه الوكالة مع الدول الاعضاء.

وكشفت المصادر ذاتها بان الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة ابدت تحفظا شديدا بشان خطط الوكالة تقديم اي مساعدات لدمشق في الوقت الراهن طالما انها لا تزال خاضغة لتحقيقات الوكالة بشان موقع الكبر وما تردد عن وجود تعاون بين كوريا الشمالية و سورية لتطوير الذرة للاغراض العسكرية.

ولفتت الى ان هناك سابقة بتعليق مساعدات الوكالة الى الدول الاعضاء مشيرة بهذا الخصوص الى قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية في نوفمبر العام الماضي رفض طلب ايراني بالحصول على مساعدة فنية لبناء مفاعل يعمل بالماء الثقيل في منشأة (اراك) بسبب الضغوط التي مارستها الدول الغربية والولايات المتحدة بالذات التي تتهم طهران باستخدام برنامجها النووي السلمي كواجهة لبرنامج عسكري سري في حين رفضت ايران هذه الاتهامات على الدوام واكدت ان برنامجها مكرس لاغراض انتاج الطاقة الكهربائية.

وكان المدير العام للوكالة محمد البرادعي قد دعا في تقريره الاخير سورية للسماح للمفتشين الدوليين بزيارة المواقع المطلوبة والحصول على كافة المعلومات المتصلة بالموقع السوري الذي دمره الطيران الاسرائيلي العام الماضي وعثر فيه على اثار اليورانيوم مضيفا انه على الرغم من استبعاد ان يكون quot;الموقع معدا لاستخدام غير نووي الا ان خصائص المبنى واتصاله بنظام لضخ مياه التبريد مشابهة لما يمكن العثور عليه في موقع مفاعل نووي .

وسيقوم اولي هاينونن بذات المهمة مع ايران التي اتهمها البرادعي في تقريره بعدم التعاون مع الوكالة بغية توضيح القضايا الغامضة في البرنامج النووي الايراني ولاسيما ما يتعلق بما تردد عن وجود شق عسكري في هذا البرنامج.
يذكر ان البرادعي كان قد حمل ايران في تقريره الاخير مسؤولية عدم تحقيق تقدم ملموس في تحقيقاتها لمعرفة طبيعة برنامجها النووي بسبب عدم تعاون طهران معلنا ان الوكالة اخفقت لغاية الان في اعطاء تاكيدات فيما اذا كان البرنامج النووي الايراني مدنيا كما تدعي طهران او له شق عسكري كما يزعم الغرب . واكد البرادعي ان طهران واصلت تركيب اجهزة الطرد المركزي متسلسلة واختبار طرود مركزية من الجيل الجديد رغم مطالبة مجلس الامن الدولي بتعليق هذه الانشطة