نيويورك: قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن كل الأطراف المشاركة في النزاع الدائر في الكونغو الديمقراطية ارتكبت انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان.
وقال بان كي مون ان القوات الحكومية والمتمردين التابعين للجنرال لوران نكوندا مارسوا القتل الجماعي والتصفية الجسدية والاغتصاب والتعذيب.
ويغطي هذا التقرير الفترة الممتدة من يوليو/تموز الماضي الى نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
وكان المئات من الكونغوليين الغاضبين قد رشقوا قافلة تابعة للامم المتحدة بالحجارة في ولاية كيفو شمالي البلاد.
وقال ناطق باسم القوات الدولية في المنطقة ان الحادث ادى الى وقوع 20 مسلح تابعين للميليشيا الموالية للحكومة في يد الجيش الذي سلمهم للسلطات على انهم متمردين.
وجاء التقرير الذي اعده بان كي مون في 28 صفحة وسيقدمه لمجلس الامن الدولي الذي سيقرر على ضوئه التدابير الواجب اتخاذها.
وبالاضافة الى الاتهامات بالقتل الجماعي والتعذيب والاغتصاب الموجهة للمتمردين، اتهم التقرير رجال نكوندا بتجنيد الاطفال والتهجير وتدمير مخيمات اللاجئين وفرض العمل الاجباري.
ولم يسكت التقرير عن ممارسات القوات الحكومية التي قال انها تنفذ اعتقالات بطريقة عشوائية وتمارس التعذيب والاغتصاب والمعاملة غير الإنسانية للمعتقلين.
واضاف تقرير الامين العام ان مسؤولين حكوميين هددوا واعتقلوا صحفيين وناشطين في مجال حقوق الانسان.
وكان مجلس الامن الدولي قد وافق الاسبوع الماضي على ارسال 3 آلاف جندي اضافي الى الكونغو الديمقراطية في محاولة لتفادي تدهور النزاع.
يذكر ان اعمال العنف الاخيرة في الكونغو قد ادت الى تهجير نحو 250 الف شخص من منازلهم.
وفي تقرير آخر أعدته منظمة هيومان رايتس واتش، اتهمت المنظمة التي تعنى بحقوق الإنسان الحكومة الكونغولية بتصفية معارضيها السياسيين بعد انتخابات عام 2006.
وقالت هيومان رايتس واتش إن قوات الأمن الكونغولية قتلت متعمدة أكثر من 500 شخص في حملة شنتها على مجموعات المعارضة في العاصمة كينشاسا وإقليم باس كونغو.
كما اتهمت المنظمة جماعات المعارضة باستخدام العنف أيضا.
على صعيد آخر، تمكنت احدى الجمعيات الخيرية البريطانية من ارسال دفعة مساعدات طبية هي الاولى للمناطق الشرقية منذ ان وقعت بين ايدي المتمردين منذ نحو 10 ايام.
وقال الناطق باسم منظمة مرلين ان شاحنة محملة بالادوية جابت نحو 20 عيادة طبية في منطقتي كنيابايونغا وكيرومبا.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد عين الرئيس النيجيري السابق اولوسيجون اوباسانغو مبعوثا خاصا له الى جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وحث اوباسانغو رئيس الكونغو جوزف كابيلا والجنرال نكوندا على العمل معا من اجل منع تفاقم النزاع.
ويعتقد أن الجنرال نكوندا من إثنية التوتسي والميليشيا التي تمثل إثنية الهوتو في رواندا، من المقاتلين الذين اشتركوا في التصفية العرقية التي جرت في رواندا عام 1994.
وقال اوباسانغو إن الجنرال نكوندا قدم ثلاثة مطالب رئيسية، وهي التفاوض بشكل مباشر مع الحكومة وحماية الأقليات والمطلب الثالث هو إدماج جنوده في الجيش الوطني وإحلال الكادر الإداري التابع له محل الكادر الإداري التابع للحكومة في المناطق التي يسيطر عليها.
وقال الرئيس النيجيري السابق إنه لا يعتبر هذه المطالب quot;وقحةquot; وأن الرئيس كابيلا quot;لم يقل إنه لا يريد التفاوضquot; عندما تقابلا مؤخرا.
وقال اوباسانغو إن الجولة القادمة من المحادثات في البلاد ستركز على عقد اجتماع بين الحكومة والجنرال نكوندا.