بكين: حملت الصين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مسؤولية انسحابها من قمة صينية-اوروبية كان من المفروض ان تبحث في سبل التوصل الى موقف موحد ازاء الازمة الاقتصادية الدولية.

وقالت الصين إن ساركوزي، باصراره على الاجتماع بالزعيم الروحي للتبت الدلاي لاما، قد قوض القمة لانه جعل من المستحيل على بكين المشاركة فيها.

وكانت باريس قد اكدت ان ساركوزي سيلتقي بالزعيم التبتي المنفي في بولندا في السادس من الشهر المقبل، وذلك اثناء حفل يقام لتكريم ليش فاليسا زعيم نقابة تضامن البولندية السابق بمناسبة حلول الذكرى السنوية الـ 25 لمنحه جائزة نوبل للسلام.

وكانت الصين قد وجهت في وقت سابق من الشهر الجاري تحذيرا للرئيس الفرنسي من مغبة اللقاء بالدلاي لاما.

وقالت بكين إن الاتحاد الاوروبي - الذي تضطلع فرنسا برئاسته الدورية حتى الاول من يناير/كانون الثاني المقبل - قد يخسر كل الانجازات التي حصل عليها بصعوبة فيما يتعلق بعلاقاته بالصين في حال مضي ساركوزي قدما بقراره الاجتماع بالدلاي لاما الذي تعتبره بكين متمردا انفصاليا.

وقال كين جانج الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية في بيان نشره في موقع الوزارة على الانترنت: quot;لقد نصحت الصين فرنسا مرارا وتكرارا، لأجل المحافظة على علاقات طيبة معها ومع الاتحاد الاوروبي، بالتعامل بشكل صحيح مع قضية التبت من اجل خلق الظروف الملائمة لانعقاد القمة الصينية الاوروبية.quot;

ومضى الناطق الصيني للقول: quot;ولكن لسوء الحظ، لم يستجب الجانب الفرنسي لهذه الجهود، ولذا قوض احتمالات انعقاد القمة في اجواء بناءة علاوة على احتمالات خروجها بنتائج ايجابية.quot;

وقال: quot;نحن نعارض بشدة سفر الدلاي لاما الى اي بلد اجنبي بأية صفة كانت من اجل القيام بفعاليات تهدف الى تقسيم الصين، ونحن نعارض اقامة الزعماء الاجانب لأي شكل من الاتصالات بالدلاي.quot;

واضاف: quot;في هذه الظروف، ليس للصين من خيار سوى تأجيل القمة.quot;

ويصر الدلاي لاما من جانبه على انه لا يسعى الا للحصول على الحكم الذاتي لاقليم التبت الصيني.

الا ان الناطق باسم الحكومة الفرنسية قال إن ساركوزي سيجتمع بالدلاي لاما رغم الغضب الذي عبرت عنه الصين.