بومباي:قالت وكالة الانباء الهندية الخميس ان اجهزة الامن الهندية اوقفت ثلاثة متطرفين، بينهم مواطن باكستاني، في احد فنادق بومباي التي تعرضت لهجمات مسلحين. ونقلت الوكالة عن مصادر رسمية ان عمليات الاعتقال وقعت في فندق تاج محل. واضافت ان الباكستاني هو اجمل امير كمال وهو من سكان فريدكوت بباكستان.
واكدت الوكالة ايضا ان المتطرفين هم من عناصر عسكر الطيبة، وهي جماعة مسلحة اسلامية مقرها في باكستان وكانت نفذت خصوصا هجوما على البرلمان الهندي في 2001. وبحسب الوكالة فان الباكستاني قال للمحققين الهنود ان المجموعة المكونة من 12 شخصا التي ينتمي اليها تم جلبها بسفينة تجارية الى نحو 10 اميال بحرية من حدود المياه الاقليمية الهندية ووصلت الى بومباي بقارب آلي صغير.
وكان رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ قال في وقت سابق ان الهجمات المنسقة مساء الاربعاء في بومباي نفذتها مجموعة مقرها quot;خارجquot; الهند في اشارة مبطنة لباكستان المحاذية للهند. واكد الجنرال ري كي هودا الذي يدير العمليات في بومباي ان المهاجمين يتحدرون من الجانب الاخر من الحدود وربما من فاريدكوت بباكستان. ونفت الحكومة الباكستانية اي علاقة لها بهذه الهجمات التي اوقعت ما لا يقل عن 125 قتيلا واكثر من 300 جريحا.
كما اعلن مسؤولون هنود الخميس ان عناصر الشرطة وقوات النخبة الهندية قتلت جميع الاسلاميين الذين كانوا في فندق تاج محل في بومباي، في حين تستمر العمليات العسكرية في فندق ثان. كما اعلن مسؤول امني هندي الخميس انه تم تحرير سبعة من الرهائن في مجمع سكني في بومباي يؤوي خصوصا مركزا يهوديا وكان سيطر عليه مسلحون اسلاميون.
وقد قاتل رجال كوماندوس هنود متشددين إسلاميين من غرفة الى غرفة في اثنين من الفنادق الفاخرة من أجل إنقاذ العشرات من الاشخاص المحاصرين او المحتجزين كرهائن في الوقت الذي أنحى فيه رئيس الوزراء باللائمة على دول مجاورة.
وأنحى مانموهان سينغ رئيس الوزراء باللائمة على جماعات متشددة تتخذ من دول مجاورة للهند مقرا لها وعادة ما يقصد باكستان في شن الهجمات التي ادت الى قتل 109 أشخاص وإصابة 313 آخرين مما أثار المخاوف من تجدد التوتر بين الخصمين المسلحين نوويا.
وحلقت طائرات هليكوبتر بينما هللت الحشود عندما تحرك رجال الكوماندوس بوجوههم المطلية بالسواد الى داخل فندق ترايدنت اوبروي حيث يعتقد ان ما بين 20 و30 شخصا احتجزوا كرهائن وان أكثر من 100 حوصروا في غرفهم.
وانطلقت ألسنة لهب هائلة من طابق علوي في الفندق.
وفي وقت سابق هزت انفجارات فندق تاج محل المقام منذ 105 أعوام ويعد معلما تاريخيا مطلا على النهر في المدينة حيث قامت القوات بطرد آخر المسلحين من هناك. وارتفعت ألسنة اللهب والدخان من نافذة مفتوحة.
وقال ديباك دوتا لمحطة (اندي تي في) الاخبارية بعد انقاذه quot;الكوماندوس يسيطرون على الموقف.quot; وبينما كان الجنود يرافقونه عبر ممرات الفندق طلبوا منه ألا ينظر الى الجثث.
وقال quot;قتل الكثير من المتدربين على الطهي في المطبخ.quot;
وقتل ستة أجانب على الاقل بينهم استرالي وبريطاني وايطالي وياباني.
وروى الناجون قصصا مرعبة عن مواجهات وشيكة. وقالت الممثلة الاسترالية بروك ساتشويل التي ظهرت في مسلسل quot;جيرانquot; التلفزيوني انها نجت بالكاد من المسلحين بالاختباء داخل خزانة في الحمام.
وقالت الممثلة في رعب للتلفزيون الاسترالي quot;كان هناك أشخاص يتعرضون للقتل في الممر وقتل شخص أمام الحمام. والشيء الوحيد الذي اعرفه بعد ذلك هو انني جريت بسرعة هابطة السلم وكان هناك قتيلان اخران عليه . كانت فوضى.quot;
وتجمع الكوماندوس أيضا أمام مركز يهودي حيث يعتقد ان حاخاما احتجز كرهينة داخله لكن يبدو انهم قرروا في وقت لاحق ألا يهاجموا.
واجرى مسلح متحصن داخل المركز اتصالا هاتفيا مع قناة تلفزيونية هندية عارضا إجراء محادثات مع الحكومة من اجل اطلاق سراح الرهائن وليشكو من اساءة المعاملة في كشمير التي خاضت الهند وباكستان حربين من حروبهما الثلاثة بسببها.
وقال الرجل الذي قالت القناة الهندية ان اسمه عمران وهو يتحدث بلغة الاوردو بلهجة كشميرية على ما يبدو quot;اطلبوا من الحكومة ان تتفاوض معنا ونحن سنطلق سراح الرهائن.quot;
وقال quot;هل تعرفون عدد الأشخاص الذين قتلوا في كشمير.. هل تعرفون كيف قتل جيشكم المسلمين.. هل تعرفون عدد من قتل منهم في الأسبوع الحالي..quot;
وكان حوالي 20 من المسلحين في أوائل العشرينات من عمرهم يحملون بنادق آلية وقنابل يدوية وعلى ظهورهم حقائب مملوءة بالذخيرة قد نزلوا على الشاطيء يوم الاربعاء وانتشروا في قلب المنطقة المالية والسياحية في مومباي.
واستولوا على سيارة وأمطروا المارة بطلقات الرصاص وأطلقوا النار بلا تمييز على محطة للقطارات ومستشفى ومقهى يرتاده السياح. وهاجموا ايضا اثنين من أفخر فنادق المدينة المزدحمة بالسياح ومديري الاعمال.
وقالت اسبرانزا اجواير مدير الحكومة الاقليمية في مدريد quot;ألقينا بأنفسنا تحت مكتب الاستقبال وخلغت حذائي وتركنا المكان يدفعنا موظفو الفندق. ولم أر أي إرهابي أو شخص مُصاب. شاهدت فقط الدماء التي تعين ان أسير عليها بلا حذاء.quot;
وقال سينغ ان نيودلهي quot;ستقف بشدةquot; ضد استخدام أراضي الدول المجاورة في شن هجمات على الهند. وقال في خطاب للامة quot;الهجمات المخطط لها جيدا والمنسقة جيدا لها على الارجح صلات خارجية وهي تستهدف خلق جو من الارهاب باختيار اهداف بارزة.quot;
وأعلنت جماعة مجاهدي الدكن غير المعروفة على نطاق واسع المسؤولية عن الهجمات.
وهزت الهجمات التي وقعت في ساعة متأخرة من ليل الأربعاء الاقتصاد الهندي الذي يتعرض بالفعل لضغوط واغلقت السلطات الهندية أسواق الاسهم والسندات والصرف الاجنبي بينما فرضت الشرطة وقوات الكوماندوس حصارا على المسلحين.
وجاءت الهجمات التي نفذتها مجموعات صغيرة مسلحة بأسلحة آلية وقنابل على الفندقين ومواقع أخرى في المدينة وسط انتخابات في ولايات منها ولاية كشمير وتنذر بزعزعة استقرار البلاد قبل الانتخابات العامة العام القادم.
ومن المتوقع ان تخيف الهجمات المستثمرين في واحد من أكبر اقتصاديات آسيا وأسرعها نموا. وشهدت مومباي عددا من الهجمات في الماضي لكنها لم تكن هجمات تستهدف الاجانب بهذا الوضوح.
وكان الأجانب قد باعوا بالفعل الكثير من اصولهم في الهند ويخشى الآن حدوث انخفاض كبير في قيمة الروبية. ووصف وزير التجارة الهندي كمال نات الهجمات بانها quot;حادث مؤسفquot; لكنه لا يتوقع تباطؤا في الاستثمارات.
ويمكن ان توجه هذه الهجمات ضربة للحكومة الهندية التي يقودها حزب المؤتمر قبل الانتخابات العامة المقررة عام 2009 . وكانت الحكومة قد تكبدت خسائر في عدد من انتخابات الولايات خلال عام.
وانتقد حزب المعارضة الرئيسي بهاراتيا جاناتا الهندوسي الذي حقق نتائج طيبة في انتخابات الولايات الحكومة لتهاونها مع الارهاب في أعقاب سلسلة من الهجمات وقعت في مدن هندية هذا العام.
ووصل عدد كبير من المهاجمين بالزوارق يوم الاربعاء قبل ان يهاجموا بمجموعات صغيرة فندقي تاج محل واوبروي كما هاجمت مستشفى ومحطة للسكك الحديدية ومقهى (كافيه ليوبولد) الذي ربما يكون أشهر الاماكن المفضلة للسياح في المدينة وأخذوا يطلقون النار بشكل عشوائي ويلقون القنابل.
وقال الخبير الاستراتيجي اوداي بهاسكار ان الهجمات يمكن ان تذكي التوترات بين المسلمين والهندوس.
وأغلقت مدارس مومباي وفرض حظر تجول حول بوابة الهند وهي نصب من فترة الاستعمار لكن حركة القطارات لم تتوقف وتوجه الناس الى أشغالهم وهم مذهولون. وقالت الشرطة الهندية ان 12 شرطيا قتلوا في الهجمات من بينهم هيمانت كاركاري رئيس فرقة مكافحة الارهاب في مومباي.

سياح أجانب لا يزالون عالقين في بومباي
من جهة ثانية اعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الخميس ان ما بين 15 الى 25 فرنسيا لا يزالون عالقين في فنادق في بومباي استهدفتها الاعتداءت الاسلامية، لكنهم ليسوا رهائن، وذلك في حديث لمحطة كانال بلوس التلفزيونية.
واوضح الوزير ان quot;عدد الفرنسيين هو على الارجح بين 15 و20 او 25quot;، مضيفا انه ليس قادرا على اعطاء رقم دقيق بهذا الخصوص، مشيرا الى انه quot;امكن الاتصال بالبعض عبر هواتفهم الخليوية اما البعض الآخر فلاquot;.
واشار الى انه بالاضافة الى طاقم شركة اير فرانس العالق في بومباي، هناك quot;سياح، رجال اعمال ربماquot;، مؤكدا انه quot;في الوقت الراهن ما من فرنسيين في عداد الجرحىquot;.
واضاف quot;هل هم رهائن او مستهدفون مباشرة لانهم فرنسيون؟ لا اعتقد ذلكquot;.
وكانت شركة اير فرانس اكدت بعد ظهر الخميس ان خمسة عشر شخصا من العاملين لديها موجودون quot;في فندق في يومباي بانتظار اعادتهم الى باريسquot;. من جهة اخرى، اشار كوشنير الى ان فرنسا ارسلت الى بومباي طائرة مستشفى مجهزة، مؤكدا ان خلية الازمة في وزارته تحركت اثر هذه الاعتداءات.

كذلك اعلنت خلية ازمة في الخارجية الايطالية مساء الخميس ان سبعة ايطاليين بينهم رضيع، لا يزالون عالقين في فندق ترايدنت-اوبيروي في بومباي. واوضحت الخلية انها quot;على اتصال هاتفيquot; مع هؤلاء الاشخاص الموجودين في غرفهم بالفندق ويجري اطلاعهم على تطورات الوضع.
وكانت الخارجية الايطالية اعلنت صباح الخميس ان ايطاليا يوجد بين ضحايا اعتداءات مساء الاربعاء في بومباي هو انطونيو دي لورينزو من منطقة ليفورن شمال غرب ايطاليا.