الدوحة:قال الرئيس الايراني محمود احمد نجاد هنا اليوم ان سبب الازمة المالية العالمية يعود الى الاقتصاد الرأسمالي المبني على الربحية القصوى وعدم الاعتراف بالقيم الانسانية. وشدد نجاد في كلمة له امام مؤتمر المتابعة الدولي لتمويل التنمية الذي بدا هنا اليوم على اهمية دراسة المضاعفات والاثار الناجمة عن الازمة المالية العالمية والتي وصفها بانها quot;ازمة اقتصادية في النظام الراسمالي لم يسبق لها مثيلquot;.

وراى ان quot;العالم الراسمالي يواجه مشاكل اساسية في المبادىء النظرية والفلسفية وفي سائر الجوانب الثقافية والسياسية والاقتصاديةquot; مشيرا الى ان هناك العديد من العوامل والمسببات الرئيسية لهذه الازمة تكمن في مواضيع عدة من بينها quot;ماهية الاقتصاد الراسماليquot;. واوضح ان quot;الاقتصاد الراسمالي يقوم على اساس الربحية القصوى وحذف القواعد والاعراف باسم حرية الاقتصاد وعدم الاعتراف بالقيم الانسانية والاخلاقية فتشكل بناء على ذلك عالم ذي قطبين من الفقراء والاثرياء يقوم على الهيمنةquot;.

وانتقد الانظمة المالية والنقدية والمصرفية العالمية التي قال انها تقوم باضفاء الطابع العالمي الى برامج الدول الراسمالية سياساتها الاقتصادية متهما النظام الراسمالي خلال عشرات السنين بفرض اهدافه واطروحاته تحت ذريعة قوالب العلوم المجربة والمحددة الاقتصادية والمالية على سائر الشعوب.

وطرح الرئيس الايراني لاقامة اقتصاد مزدهر وشامل ومستديم اقتراحات عدة من بينها ان تقوم كافة الدول والمفكرين بالتخطيط لنظام اقتصادي يبنى على اساس العدالة ومراعاة حقوق وكرامة البشر والشعوب والتخطيط لنظام تنمية قائم على نماذج تقليدية منتجة من الداخل.

من جانبه حذر رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو من خطورة الازمة المالية العالمية الحالية اضافة الى العديد من التحديات التي تتمثل بتغير المناخ وانعدام انظمة الغذاء والطاقة والتوقعات بحدوث ركود اقتصادي.

وقال باروسو في كلمة مماثلة ان العالم يواجه أزمة متعددة الأطراف وعلينا التعامل معها على هذا الأساس. واشاد بموقف السكرتير العام للأمم المتحدة وقيادات المجتمع الدولي بخصوص موضوع تغيير المناخ ووضع هذا الموضوع على جدول أعمال الأمم المتحدة.

واكد ان العالم بحاجة الى حلول انسانية ومالية والى العمل من اجل بناء الجسور وأسس التفاهم بمشاركة الجميع لانه لا يمكن لاحد ان يعمل بمفرده quot;ونحن نحتاج الى بعضنا البعض والا سنغرق معاquot;.

وطالب بضرورة الابقاء على الالتزامات بالأهداف التنموية للألفية لأن 4ر1 مليار شخص يعيشون في فقر مدقع ولا سيما في أفريقيا مشددا على ضرورة ان نكون مبدعين في مجال التمويل بما في ذلك سبل مواجهة تغير المناخ الذي سيكون حاسما بالنسبة للبلدان النامية.