جوس: ارتفعت حصيلة المواجهات الطائفية المندلعة منذ الجمعة في مدينة جوس النيجيرية بين المسلمين والمسيحيين، على خلفية انتخابات محلية، إلى مئات القتلى والجرحى، في تطور وصفه مراقبون بأنه أخطر تصعيد طائفي تشهده البلاد منذ سنوات.
وتخلل المواجهات إحراق متاجر وكنائس ومساجد في المدينة، وقد تحدثت أوساط دينية إسلامية عن وجود قرابة 483 جثة لديها، دون أن يتضح على الفور ما إذا كان بينها جثث تعود لمسيحيين، ما يشير إلى أن الحصيلة النهائية للمعارك قد تفوق هذا العدد بأضعاف.
وقال الشيخ خالد أبوبكر، إمام المسجد الرئيسي، إنه جرى إدخال 300 جثة إلى المسجد السبت، في حين ما يزال هناك 183 جثة بانتظار إدخالها، في حين قال بالا قاسم، الناطق باسم الشرطة إن هناك quot;الكثيرquot; من القتلى، معرباً عن عدم قدرته على إعطاء رقم محدد.
وتعتبر هذه المواجهات الأخطر منذ عام 2004، عندما قُتل 700 شخص في مواجهات بين مسلمين ومسيحيين بولاية بلاتيو التي تشكل مدنية جوس عاصمتها، وفقاً لأسوشيتد برس.
وللمدينة تاريخ طويل مع أعمال الشغب، إذ سبق أن سقط فيها أكثر من ألف قتيل خلال مظاهرات تزامنت مع موعد إجراء الانتخابات العامة عام 2001، علماً أن موقعها الجغرافي وسط البلاد يجعلها نقطة احتكاك بين مختلف الأعراق والقبائل النيجرية، وبين المسلمين الذين يقطنون الشمال، والمسيحيين الذين يتركزون بجنوبي البلاد.
وفرضت الشرطة حظر تجول حتى إشعار آخر في المدينة التي بدأت الإشكالات بشكل سياسي بين مؤيدي حزبين أساسيين يتنافسان في الانتخابات العامة، قبل أن تأخذ المواجهات طابعاً طائفياً بين قبيلة الهوسة المسلمة وقبائل مسيحية تسكن المنطقة.
وزاد الأمر سوءا ظهور خلافات حول فرز الأصوات والنتائج، وحصلت مواجهات الجمعة، أسفرت عن مقتل 15 شخصا، ووجه قادة الأحزاب نداءات لجميع مناصريهم بالهدوء، قبل أن ينتشر الجيش في المدينة مع أوامر بإطلاق النار على مفتعلي الشغب.
يذكر أن نيجيريا شهدت العديد من المواجهات الطائفية منذ رحيل المجموعة العسكرية الحاكمة عام 1999، وسقط ضحية تلك الأحداث أكثر من عشرة آلاف شخص، وتدور الخلافات غالباً حول أمور سياسية مرتبطة بتقاسم الثروات والمنافع في هذا البلد الأفريقي الثري بالنفط.