بيروت: أكد رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع أن الرأي العام المسيحي ليس مع زيارة النائب ميشال عون إلى سوريا، إذ لم يحدث أي تغيير في النظرة السورية إلى لبنان على الرغم من الضغط العربي و الدولي على دمشق. ورأى أن ما حصل مع عون في سوريا من تكريم حصل مع الكثيرين من السياسيين اللبنانيين قبله quot;ورأينا بعدها اين اصبحواquot;. وأضاف: quot;رأينا فيلما جميلا ثم فجأة اضيئت الأنوار وانتهى الفيلم وعاد كل شخص الى بيتهquot;.
واعتبر جعجع في حديثٍ لقناة quot;اخبار المستقبلquot; أنّه لا يمكن القفز فوق عواطف آلاف اللبنانيين والذهاب الى سوريا وكأن شيئاً لم يكن. واشار الى ان المعتقلين في السجون السورية موثقون ومعروفون من هم واين اختطفوا ومتى على عكس ما يحكى عن مفقودين سوريين في لبنان وملفاتهم لدى القاضي جوزيف معماري. مضيفاً quot;فلنبدأ بالـ270 مفقوداً الموثقة ملفاتهم في السجون السوريةquot;. واشار الى ان لا مفقودين سوريين على يد quot;القوات اللبنانيةquot;، كما أنه عند تسلمه قيادة القوات اللبنانية العام 1986 سلم الموقوفين لديها لممثل عن المفتي الشهيد حسن خالد.
وعن الزيارة التي قام بها إلى سوريا عام 1994 للتعزية بباسل الأسد قال جعجع quot;ذهبت الى سوريا بهدف واضح وهو التعزية بنجل الرئيس حافظ الأسد، وقلت لغازي كنعان حينها انه يجب ألا تُفهم زيارتي لسوريا وكأنها زيارة سياسية، فقد كانت زيارة اجتماعية بحتة لأنني أحببت أن أقوم بواجب اجتماعي حينها quot;.
وعن العلاقة بين لبنان وسوريا وعن علاقة تشكيل لوائح 8 آذار بها، أكّد جعجع أنّ النظام السوري الحالي ما زال هو هو، والنظرة السورية للبنان لم تتغير، مضيفاً quot;نحن على اطلاع على كل ما يواجهه الفريق الآخر من معضلات في تركيب اللوائح، ونعرف منذ مدة طويلة أن سوريا تشكل لوائح انتخابية في لبنانquot;.
واعلن جعجع أنّ رئيس الجمهورية يمثل جزءا من طروحات القوات اللبنانية وهي راضية عنه وهو يجب أن يرضي جميع اللبنانيين. واوضح جعجع انه لم يطلق النار على الوزير بارود والعماد قهوجي بسبب زيارتهما الى سوريا ولكن على ما حصل خلال الزيارتين. واضاف: quot;موضوع زيارة قائد الجيش تمت معالجته في مجلس الوزراء كما يجب ان يعالج و نحن كنا محقين في طرحناquot;.
واكّد رئيس الهيئة التنفيذية في quot;القواتquot; ان استراتيجيته الدفاعية التي سيطرحها في الجلسة المقبلة على طاولة الحوار الوطني قريبة على ما هو الوضع في سويسرا منذ الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم. وشدد على أنّه يوجد طرق سلمية عدة ممكن القيام بها لاستعادة الأراضي المحتلة والدفاع عن النفس، متسائلاً quot;تاريخياً هل دخلت إسرائيل علينا في ظل عدم وجود حزب الله؟quot;، وكاشفاً أنّ الاستراتيجية الدفاعية ستأخذ إسرائيل كعدو وستنصب على كيفية حماية لبنان منها.
وعن الانتخابات النيابية المقبلة أكّد جعجع أنّ مشروع النائب ميشال عون اصبح واضحاً جداً ومشروع quot;14 آذارquot; أيضاً، مشيراً إلى انّه ينتظر نتائج الانتخابات في العام 2009، ومؤكّداً أنّه سيعترف بخسارته إذا خسر الانتخابات ويطلب من الجميع الإعتراف بنتائج الانتخابات مهما كانت هذه النتائج. ولفت جعجع الى انّه في موازاة أبوة عون السياسية لمسيحيي quot;8 آذارquot; ليس هناك أب سياسي في مسيحيي قوى 14quot; آذارquot;، فهم موحدون وسيتفقون على كل اللوائح الانتخابية.
وتعليقاً على خطاب الرئيس أمين الجميّل الأخير وعن تضمينه مشروع الفدرالية، قال جعجع quot;الرئيس الجميل طرح بعض الأفكار فقامت القيامة على خطابه وما زالت حتى الآنquot;.
وفي ما يتعلّق بتعديل اتفاق الطائف، قال جعجع: quot;اذا كان هناك امكان لتعديلات ايجابية لاتفاق الطائف نسير بها، ولكن هذا غير ممكن الآن. والجواب على طرح عون جاء من حليفه بري الذي دعا الى انتخاب الرئيس من الشعب في حال عدّل الطائفquot;. كما لفت جعجع الى ان اتفاق الطائف بجانب منه فدرالي، فرئيس الجمهورية مسيحي ورئيس مجلس النواب شيعي ورئيس الحكومة سني مثلاً.
quot;الحياةquot;: دمشق أعطت عون في الشكل ولم يتساوَ معها في النجاح
الى ذلك كشفت مصادر سياسية مواكبة لزيارة عون الى سوريا لصحيفة quot;الحياةquot; أن دمشق ميّزت عون عن جميع زوارها من اللبنانيين من دون استثناء وأعطته في الشكل ما لم تعطه لغيره، لكن من غير الجائز القول بأن عون تساوى مع القيادة السورية في النجاح الذي حققته.
وأضافت أن quot;من الصعب التكهّن منذ الآن بالربح الذي جناه عون من زيارته سوريا باعتبار أن القرار يعود أولاً وأخيراً إلى الرأي العام اللبناني الذي سيقول كلمته في صندوق الاقتراع في الانتخابات النيابية في الربيع المقبلquot;، مشيرة الى أن quot;الجنرالquot; لم يتجرأ على التوجه الى سوريا فحسب وإنما quot;امتلك من الجرأة ما دفعه الى الانقلاب على مواقفه التي على أساسها تمكّن من تحقيق فوز لافت في الانتخابات النيابية في صيف عام 2005quot;.
ولفتت الى أن عون يقول باستمرار أنه quot;يتعاطى بمرونة مع التطورات السياسية والتقلبات في المنطقة وأن تعاطيه كان الدافع له لإجراء مراجعة نقدية لمواقفه السابقة من سوريا، لكنه لم يصارح جمهوره بالأسباب التي أملت على النظام السوري إعادة النظر في مواقفه وسلوكه من الوضع في لبنان ليلاقيه في منتصف الطريقquot;. وأكدت أن هناك quot;صعوبة أمام الأكثرية في تسجيل اختراق للقاعدة الحزبية التي تتمثل في quot;التيار الوطني الحرquot;، باعتبار أن محازبي عون يقفون الى جانبه في السراء والضراء، لكن ماذا عن الجمهور الحيادي الذي اقترع لمصلحته في الانتخابات السابقة وهل سيبقى على الخيار نفسه في الانتخابات المقبلة أم أنه سيبادر الى تبديل موقفه؟quot;.
وأكدت المصادر أن موقف عون بدعوته الى تعديل الطائف لم يلقَ استجابة من حلفائه قبل التطرق الى الموقف الرافض للأكثرية، وكأن حلفاءه يقولون له بالفم الملآن بأن الأمر لن يكون لك في هذا الشأن. واعتبرت أن quot;عون سيصل عاجلاً أم آجلاً بدعوته الى تعديل الطائف الى طريق مسدود لأنه سيصطدم بحلفائه قبل الآخرين، ناهيك عن أن موقفه من الاتفاق المذكور يتعارض مع موقفه من اتفاق الدوحة الذي هو جزء من الطائفquot;.
وختمت المصادر أن quot;عون نجح في الوصول الى البرلمان على رأس كتلة نيابية بالاعتماد على تيار مسيحي واسع كان وراء قيام موجة داعمة له، أما في الانتخابات المقبلة فإن النتائج تتوقف على مدى بقاء الجمهور الحيادي على موقفه المؤيد للتيار الوطني الحر بعد كل التغييرات التي طرأت على خطابه السياسي، والكلمة الفصل تبقى في يد الجمهور المسيحي الذي سيقولها في صندوق الاقتراعquot;.
التعليقات