واشنطن:اعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجمعة عن ثقته في تصميم الادارة الاميركية القادمة لباراك اوباما على مواصلة الجهود التي يقوم بها الرئيس بوش المنتهية فترة رئاسته لتسوية النزاع الفلسطيني الاسرائيلي.

وقال عباس الذي جاء يودع الرئيس الاميركي في بداية مباحثاته مع بوش في المكتب البيضاوي في البيت الابيض، quot;لا زلنا نذكر وسنذكر دائما وابدا جهودكم من اجل عملية السلام. انتم اول من اطلق شعار الدولتين، فلسطين واسرائيل، تعيشان بامن وسلامquot;.

وذكر عباس كيف اعاد بوش اطلاق عملية السلام التي ظلت متعثرة لسنوات، في مؤتمر انابوليس بالقرب من واشنطن، في تشرين الثاني/نوفمبر 2007. وقال عباس quot;خلال السنة الماضية وضعنا معكم هذه العملية وبالتاكيد سنتابع هذا في المستقبل انما نكون قد بنينا على شىء انتم اصحاب الفضل في تثبيتهquot;.

ورغم عدم تحقيق الهدف المعلن في التوصل الى اتفاق مع اسرائيل بنهاية 2008، اكد عباس انه سيواصل المفاوضات بعد تولي باراك اوباما السلطة في 20 كانون الثاني/يناير.

وقال الرئيس الفلسطيني quot;اننا متاكدون ان كل هذه الجهود ستنقلونها الى الادارة الجديدة من اجل المتابعة في المستقبل القريبquot;.

بينما اعرب بوش من جانبه عن ارتياحه لاعتماد مجلس الامن مؤخرا قرارا بدعم عملية السلام. واوضح بوش ان القرار quot;يؤكد ان عملية المفاوضات الثنائية لا رجعة فيها وان هذا هو الطريق نحو قيام دولة فلسطينية وهو الطريق نحو السلام في الشرق الاوسطquot;.

وتزامن لقاء عباس وبوش مع اعلان حركة حماس انتهاء العمل باتفاق التهدئة الذي تم التوصل اليه قبل ستة اشهر مع اسرائيل في قطاع غزة بوساطة مصرية، مما يثير مخاوف من تجدد المواجهات.

ولم يدل الرئيسان بتعليقات حول الامر لكن المفاوض صائب عريقات اكد لفرانس برس في ختام اللقاء ان عباس طلب من بوش quot;مساعدتنا في جهود تثبيت التهدئة في قطاع غزة على اعتبار ذلك مصلحة فلسطينية علياquot;.

وكان عباس دائما يؤيد التهدئة رغم انه لا يمارس اي سلطة على قطاع غزة منذ المواجهات الدامية بين حماس والاجهزة الامنية الموالية له ولحركة فتح والتي ادت الى سيطرة حماس على القطاع منتصف 2007.

وقال عريقات quot;طالب الرئيس باستمرار ايصال الغذاء والدواء والوقود والكهرباء الى قطاع غزةquot; الخاضع لحصار اسرائيلي محكم.

واضاف quot;تحدث الرئيس ايضا عن الاستيطان مؤكدا انه السبب الرئيسي لعدم توصلنا الى اتفاق والاضرار بمصداقية عملية السلامquot;.

وقال عريقات quot;اكد الرئيس بوش انه سيقدم توصيات ايجابية ومنطقية الى الادارة القادمة حول عملية السلام وحول ضرورة استمرار المفاوضات من النقطة التي وصلت اليها وليس من نقطة الصفرquot;.

ويخشى الفلسطينيون على مصير المفاوضات في حال فوز بنيامين نتانياهو زعيم جناح الصقور في حزب الليكود اليميني في الانتخابات الاسرائيلية المقررة في 10 شباط/فبراير، كما تتوقع استطلاعات الراي.

ويعارض نتانياهو اقامة دولة فلسطينية تتمتع بالسيادة.

ومنذ عملية انابوليس، عقد الفلسطينيون والاسرائيليون العشرات من جلسات المفاوضات دون تحقيق تقدم في المسائل الرئيسية.

وتعيق مواصلة الاستيطان والحواجز العسكرية التي تقطع اوصال الضفة الغربية، واعمال العنف في قطاع غزة والانقسامات الفلسطينية هذه المفاوضات.

وبعد واشنطن، يزور عباس موسكو ابتداء من السبت حيث يلتقي للمرة الاولى الرئيس ديمتري مدفيديف.