البرلمان العراقي أجل الى غد التصويت على اقالة رئيسه
المشهداني وصف الالوسي بأبن اسرائيل وحراسه اشتبكوا مع الامن

مجلس النواب العراقي
أسامة مهدي من لندن: شهد مجلس النواب العراقي الليلة جلسة استثنائية صاخبة على خلفية محاولات كتل برلمانية اقالة رئيس المجلس محمود المشهداني الذي تبادل الشتائم مع النائب مثال الالوسي ووصفه بأنه ابن اسرائيل ثم اشتبك بعدها حراسه مع قوات امنية انتشرت في مبنى البرلمان تحوطا لاي اضطراب قد ينشأ فيما اذا تقررت اقالته على خلفية توجيهه اتهامات للنواب ووصفه للمجلس بالتافه حيث تم تأجيل الجلسة الى غد بينما بدأت اتصالات مع المشهداني لاقناعه بتقديم استقالته قبل اقالته غدا.

وقد تصدر الدعوة لاقالة المشهداني الائتلاف الشيعي الموحد والتحالف الكردستاني وجبهة التوافق لكن مجلس الحوار الوطني احد مكونات جبهة التوافق السنية الذي ينتمي اليه المشهداني والتجمع التنسيقي الذي يضم 12 كتلة صغيرة رفضا ذلك على اساس ان رئيس البرلمان قدم اعتذارا السبت الماضي عن تصرفه كما تحفظت القائمة العراقية والتيار الصدري على مشروع الاقالة. وخلال جلستين صباحية ومسائية عقدهما مجلس النواب لم يتوصل الى قرار لاقالة المشهداني لكنه ناقش المبررات والاصول القانونية والدستورية التي ستتبع لتحقيق ذلك.

وفي الجلسة الاستثنائية تبادل المشهداني الشتائم مع النائب عن حزب الامة العراقية مثال الالوسي الذي طالبه بالاستقالة ووصفه بانه ابن اسرائيل في اشارة الى الزيارة التي قام بها الاخير لاسرائيل مرتين خلال الاعوام الثلاثة الماضية. ثم دخل المشهداني في مشادة كلامية مع رئيس الكتلة الكردية فؤاد معصوم الذي دعاه الى الاستقالة مهددا باقالته من قبل النواب.

وقد رفع المشهداني جلسة البرلمان الى ظهر غد لكن نائبيه خالد العطية عن الائتلاف الشيعي وعارف طيفور عن التحالف الكردستاني حاولا ادارة الجلسة بعد مغادرة المشهداني لها بهدف اتخاذ قرار باقالته. وقد تم بعد ذلك رفع جلسة البرلمان الى غد فعلا فيما بدأت مداولات مع المشهداني لاقناعه بتقديم استقالته قبل جلسة الغد تفاديا لاقالته. وقد شهد مبنى البرلمان فوضى واشتباك بالايدي بين افراد حماية المشهداني والقوات الامنية العراقية التي انتشرت في جنبات مبنى المجلس للحفاظ على الامن.

وجاءت هذه التطورات على خلفية مشادة كلامية قد نشبت بين المشهداني وأعضاء لجنتي الأمن والدفاع والقانونية في جلسة الأربعاء الماضي حول قانون انسحاب القوات الأجنبية من العراق وحول قضية الصحافي منتظر الزيدي الذي رمى الرئيس جورج بوش بذائه مطلع الاسبوع الماضي هدد المشهداني اثرها بالاستقالة من منصبه. وقد صف المشهداني مجلس النواب اثرها بالتافه وقال ان اعضائه مجموعة من الكاولية quot;الغجرquot; ولا يصلح لهم الا رئيس كاولي quot;غجريquot;.

وقدم المشهداني اعتذاره الى النواب بعد ان هددت كتل سياسية بحجب الثقة عنه في حال عدم اعتذاره عن الاتهامات التي وجهها الى نواب ورؤساء كتل. فقد اعتذر المشهداني عما بدر منه خلال جلسة الاربعاء الماضي التي احتدم فيها النقاش بين عدد من الاعضاء من لجنتي الامن والقانونية على خلفية قضية الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي رمى الرئيس الاميركي بحذائه والخلافات التي نشبت بين النواب حول الموقف من العملية والتي هدد المشهداني خلالها بتقديم استقالته من رئاسة المجلس.

وفي جلسة السبت الماضي القى النائب عقيل الخزعلي بيانا باسم التجمع التنسيقي اشار فيه الى ضرورة تواصل مسيرة العمل البرلماني بما يخدم المصلحة الوطنية وايجاد ورقة اصلاح برلماني ينضج العمل التشريعي والرقابي. وطالب المشهداني بالعزوف عن قراره بتقديم الاستقالة لمنع حدوث فراغ سياسي لأن ذلك لا يخدم المرحلة الراهنة كما دعاه الى الاعتذار عما صدر منه في جلسة الاربعاء الماضي والكتل البرلمانية الاخرى الاعتذار عما حصل بحق المشهداني من اتهامات كما أعلن طلب التجمع التنسيقي بايجاد ورقة اصلاح برلماني.
وقدم النائب خلف العليان باسم مجلس الحوار الوطني الذي ينتمي اليه المشهداني الاعتذار لمجلس النواب فيما اذا بدر منه من غير قصد موقفا سلبيا وطالب من الجميع ان يكونوا متسامحين وقال quot; نحن بحاجة الى توحيد الموافق quot;.واستجابة لطلب التجمع التسنيقي قال رئيس مجلس النواب محمود المشهداني :quot;اقدم الإعتذار الشديد لما بدر مني الآن او في الماضي والاعتذار لا ينقص من احد بل يرفعه بين اخوانهquot; وطالب النواب جميعا بتحمل المسؤولية كما يتحمل هو مسؤوليات كبيرة.

محمود المشهداني رئيس مجلس النواب العراقي

وقد انتشرت قوات أمنية عراقية ا بكثافة داخل مقر مجلس النواب تحسبا لأي ردود فعل قد تقع عقب إقالة رئيسه محمود المشهداني من منصبه. وقد توزعت القوات عند مداخل ومخارج مبنى مجلس النواب ومرافقه الاخرى تحسبا لأي ردود فعل قد تقوم بها عناصر حماية المشهداني. وهذه هي المرة الثانية خلال عامين الذي تحاول فيه كتل برلمانية اقالة المشهداني على خلفية اتهامه بسوء ادارة جلسات مجلس النواب وتوجيه اهانات لاعضائه وذلك منذ انتخابه بمنصبه الحالي مطلع عام 2006.

والدكتور محمود المشهدانى من مواليد منطقة الكاظمية في بغداد وتخرج من كلية الطب بجامعة بغداد عام 1972 برتبة ملازم أول طبيب وتدرج فى الرتب العسكرية حتى رتبة طبيب رائد. وبعد نشوب الحرب العراقية الايرانية عام 1980 القى القبض عليه ومجموعة من الناشطين فى التيار الاسلامى بحجة معارضة الحرب تمت محاكمته وصدر الحكم بالسجن لمدة عامين امضى منها عام ونصف العام ثم افرج عنه لحسن السير والسلوك وتم طرده من الخدمة العسكرية ومصادرة أمواله ومنعه من المغادرة. وزاول المشهداني مهنة الطب بعيادته في بغداد حتى عام 1998،ثم توجه الى اقليم كردستان وفى عام 2000 تم الحكم عليه من قبل النظام السابق بالاعدام ثم تم تخفيفه الى 15 سنة. وقد اعطى المشهداني رئيس محكمة الثورة 123 مليون دينار رشوة لتخفيف الحكم ثم صدر قرار بالعفو على المعتقلين شمله قبيل الحرب الاميركية على العراق عام 2003. وساهم المشهداني عقب خروجه من السجن فى انشاء الهيئة العليا للدعوة والارشاد ثم انضم الى جبهة الحوار احدى ثلاث مكونات تتشكل منها جبهة التوافق العراقية.