أسامة مهدي من لندن: عاد الى بغداد اليوم قادما من عمان رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني بعد اجراء عملية جراحية ناجحة في القلب متوقعا في تصريحات صحافية موافقة المجلس قريبا على قانون انتخابات مجالس المحافظات ورفض الاتفاقية المنتظرة مع الولايات المتحدة.

وقد خضع لعملية جراحية في القلب الاسبوع الماضي تمت في مستشفى الحسين الطبي في عمان الذي كان نقل إليها بناءا على أوامر من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لشكوك بإصابته بمرض القلب بعد أزمة صحية تعرض لها اواخر الشهر الماضي بعد اجهاد كبير اثر ترؤسه جلسات مكثفة لمجلس النواب على مدى اربعة ايام متتالية وسط خلافات سياسية حادة حول قانون انتخابات مجالس المحافظات . كما تعرض قبلها في الرابع من كانون الأول (ديسمبر) عام 2007 إلى وعكة صحية مماثلة نقل على أثرها أيضا إلى مستشفى ابن سينا. وكان المشهداني تعرض في الثامن والعشرين من الشهر الماضي إلى حالة إغماء في إحدى جلسات وجرى نقله على عجل إلى مستشفى ابن سينا في بغداد حيث تبين انه يعاني ارتفاع في ضغط الدم وانخفاض في نسبة السكر.

ولدى خروجه من المستشفى امس توقع محمود المشهداني في مؤتمر صحافي عقده في عمان الا يصادق البرلمان العراقي على الاتفاقية . وقال quot;قراءتي لفهم البرلمانيين فان هكذا اتفاقية لن تمر من خلال البرلمان العراقيquot;. واضاف quot;في هذه اللحظة التي اتكلم بها لا الحكومة العراقية جاهزة لهذه الاتفاقية ولا البرلمان العراقي بكل اطيافه، الا القليل منهمquot;. واوضح quot;عليه اعتقد ان الاتفاقية ستمر بمخاض عسير وسوف لن تمر من خلال البرلمان بالتأكيدquot;. ودعا المشهداني quot;الذين يرون ان هناك مصلحة في بقاء القوات المتعددة الجنسيات في العراق ان يجدوا لهم مخرجا خارج البرلمان اما داخله فالامر منته ولن تمر هذه الاتفاقيةquot;. واكد انه quot;لا يمكن لدولة لم تحصل على استقلالها الناجز ان تعقد اتفاقية مع دولة عظمى مهيمنة على العالم لان هناك نقصا في الاهليةquot;مشيرا الى ان quot;هذه الاتفاقية تهم اجيالا كثيرة ومستقبل العراق فلماذا هذا الاستعجال ؟quot;.

واشار الى وجود حل توافقي بين الكتل السياسية لحل ازمة قانون انتخابات مجالس المحافظات موضحا ان هذا الحل سيعرض على المجلس في بداية انعقد فصله التشريعي الجديد في التاسع من الشهر المقبل. واوضح ان القانون سيتضمن حلا للمادة 24 منه والتي ادت خلافات برلمانية حولها الى تعطيل القانون لحد الان.

والدكتور محمود المشهداني الذي انتخب في اذار (مارس) الماضي رئيسا لاتحاد البرلمانيين العرب من مواليد عام 1948 في بغداد واكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والاعدادية في مدينة الكاظمية التي كانت منطقة المشاهدة تتبعها اداريا. وتخرج من كلية الطب بجامعة بغداد عام 1972 والتحق بالجيش العراقي برتبة ملازم. وتم ابعاده عن الجيش بسبب معارضته للحرب العراقية الايرانية التي استمرت ثمانية اعوام بين عامي 1980 و 1988. وفي عام 2000 حكم عليه بالسجن خمسة عشر عاما. والمشهداني عضو مؤسس في مجلس الحوار الوطني الذي يترأسه الشيخ خلف العليان.. وعرف باتجاهاته السلفية وعلاقته مع بعض فصائل المقاومة المسلحة سابقا.

ولدى انتخابه رئيسا لمجلس النواب العراقي في ايار (مايو) عام 2006 اكد المشهداني تصميمه على منح مسألتي الأمن والخدمات الأولوية القصوى في عمله وأشار إلى ضرورة العمل على تعديل بعض فقرات الدستور وفقا للآليات المعمول بها. وقد تعرض المشهداني لمحاوليت اغتيال خلال فترة رئاسته لمجلس النواب حين استهدف معادون موكبه بعبوة متفجرة ثم نجحوا مرة اخرى بوضع متفجرات في سيارته خلال وقوفها بمرآب المجلس فانفجرت حين لم يكن بداخلها.

وكان الرئيس العراقي جلال طالباني غادر مؤخرا مستشفى مايو كلينيك في الولايات المتحدة الاميركية quot;معافى وفي أتم صحةquot; اثر اجراء عملية جراحية له في القلب كما قال بيان رئاسي وذلك بعد ايام من الاعلان عن اجرائه جراحة في الركبة. واشارت الرئاسة العراقية الى ان طالباني (75 عاما) قد توجه الى الولايات المتحدة في الثاني من الشهر الحالي لاجراء عملية في ركبته اليسرى وعند اجراء الفحوص الشاملة اكتشف الفريق الطبي انه يعاني من ضيق في واحد من صمامات القلب الامر الذي استدعى اجراء عملية جراحية اجريت فعلا وتكللت بالنجاح التام.