كوناكري: شيع مواطنو غينيا يوم الجمعة الرئيس لانسانا كونتي الذي حكم البلاد لفترة طويلة بينما سعى المجلس العسكري الذي سيطر على الحكم بعد وفاة الرئيس الى حشد تأييد دولي لقيادة البلاد حتى اجراء انتخابات بعد عامين.
وبعد أربعة أيام من وفاة كونتي في غينيا تاركا فراغا في السلطة قاد الى انقلاب من جانب ضباط شبان شيع عشرات الالاف من مواطني غينيا الرئيس المتوفي في جنازة رسمية.
وعرض جثمان كونتي الذي لف بالعلم الغيني ذي الالوان الاحمر والاصفر والاخضر أول الامر في قصر الشعب بالعاصمة كوناكري حيث شارك رؤساء دول ليبيريا وسيراليون وغينييا بيساو وكوت ديفوار المجاورة في مراسم رسمية.
ونقل الجثمان بعد ذلك الى الاستاد الوطني حيث حيت الحشود وبينها نساء اتشحن باللون الابيض الذي يعبر عن الحزن في غينيا أعضاء المجلس العسكري الذي قاد الانقلاب.
ومن المقرر أن ينقل الجثمان في وقت لاحق الى مدينة موساياه مسقط رأس كونتي في شمال غرب غينيا .
وحكم كونتي الذي كان مريضا بالسكري ومدخنا شرها غينيا المستعمرة الفرنسية السابقة بقبضة من حديد منذ استيلائه على السلطة عام 1984.
وعلى الرغم من مشاركة بعض الرفاق السابقين في الجيش في تشييع كونتي تمنى المواطنون العاديون في غينيا أن يتمكن القادة العسكريون الجدد بعد وفاة الرئيس من تحقيق مستقبل أفضل. فعلى الرغم من أن غينيا أكبر مصدر في العالم للبوكسيت الذي يستخرج منه الالومنيوم الا أن أغلب مواطنيها فقراء.
وقالت مارياما مارا وهي ربة منزل quot;يمنحنا الاشخاص الذي جاءوا والافكار التي يعبرون عنها بعض الطمأنينة. أتمنى ألا يتغيرواquot; وتذكرت أن كونتي بدأ عهده أيضا كمصلح ثم تحول الى حاكم مطلق.
وبينما تجرى مراسم دفن كونتي انتقل المجلس العسكري بقيادة الكابتن موسى داديس كامارا الى حشد الدعم الداخلي ومحاولة الفوز بدعم خارجي لاحدث الانقلابات التي تشهدها منطقة غرب افريقيا.
ووعد المجلس العسكري الحاكم بالقضاء على المحاباة والفساد واجراء انتخابات عام 2010 وتحسين مستوى المعيشة.
وقال نائب الرئيس الجنرال مامادوبا توتو كامارا للصحفيين quot;الان نحن نحتاج لدعم من البنك الدولي ومثل هذه المؤسسات حتى تتوافر لنا الظروف المالية التي تمكننا من القيام بهذه المهمة.quot;
وأدانت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والاتحاد الافريقي الانقلاب الذي تحدى مرة أخرى الديمقراطية في افريقيا التي شهدت العديد من الازمات السياسية في كينيا وزيمبابوي وانقلابا عسكريا في موريتانيا في أغسطس اب الماضي.
وقال زعماء الانقلاب انهم يريدون الانفصال تماما عن حكم كونتي الذي استمر ربع قرن وركز السلطة في يد نخبة صغيرة من الساسة وقادة الجيش ورجال الاعمال.
وفي العاصمة كوناكري حظي كامارا زعيم الانقلاب وهو ضابط برتبة كابتن لا يتمتع بشهرة كبيرة في جهاز الامدادات في الجيش بالمديح بوصفه بطلا بعد الانقلاب. وحتى احزاب المعارضة رحبت بحذر بالانقلاب العسكري لكنها طالبت باجراء الانتخابات العام المقبل.
واعترف رئيس الوزراء المخلوع أحمد تيديان سواري بالانقلاب يوم الخميس مغيرا موقفه في باديء الامر وقال نائب الرئيس الجديد ان أعضاء الحكومة السابقة يمكنهم المشاركة في الادارة الجديدة.
وأضاف quot;اننا لا نرفض احدا... لكن ما نعمل على القضاء عليه في هذه البلاد من الان فصاعدا هو الفساد والحصانة من العقاب.quot;
وحتى كبار قادة الجيش الذين لم يشاركوا في الانقلاب مثل رئيس الاركان الجنرال ديارا كامارا اصطفوا الان خلف القيادة الجديدة.
وفي وقت سابق قال الكابتن كامارا قائد الانقلاب في تصريحات نقلتها قناة ( فرانس 24) التلفزيونية الفرنسية انه لا يعتزم التمسك بالسلطة. وقال quot;يجب ان نجري انتخابات حرة تتسم بالشفافية بشكل يليق بغينيا وبالجيش الغينين. مستقبل بلادنا هو السلام والحرية والمصالحة.quot; وأضاف أنه لن يخوض انتخابات الرئاسة المقررة.
وشهدت غينيا خلال اخر عامين في حكم كونتي احتجاجات دامية ضد الحكومة وأعمال شغب وعصيان في صفوف الجيش والشرطة. وخرجت مظاهرات في الشوارع احتجاجا على ارتفاع أسعار الغذاء والوقود.
وقالت الولايات المتحدة ان جيش غينيا يجب أن يعمل مع الزعماء المدنيين لاستعادة الحكم المدني بسرعة.