الياس توما من براغ: تبنت وزارة الخارجية التشيكية موقفا منحازا لإسرائيل التي تقوم بحملة بربرية ضد الشعب الفلسطيني في غزة وذلك قبل أيام قليلة من انتقال الرئاسة الفرنسية للاتحاد إليها الأمر الذي يؤكد القناعات الموجودة لدى العديد من المحليين والمراقبين الموضوعيين هنا بان الرئاسة التشيكية للاتحاد لن تكون محايدة في موضوع الصراع العربي الإسرائيلي وإنما ستكون إلى جانب إسرائيل التي تراهن عليها في رفع مستوى العلاقات بين الاتحاد الأوربي وإسرائيل إلى مستويات رفيعة خلال الأشهر الستة القادمة.

وفي دليل على ذلك عبر وزير الخارجية التشيكي كارل شفارتسينبيرغ عن إدانته للهجمات الصاروخية التي شنها عناصر من حماس ضد إسرائيل معتبرا أن هذه الهجمات قد أبعدت حماس من الحوار السياسي.

وأضاف أن عمليات حماس تمنع من اعتبارها طرفا في المحادثات وان يتم إجراء أي حوار سياسي معها.

وبدلا من إدانة القصف الإسرائيلي العشوائي والمجزرة التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين اعتبر شفارتسينبيرغ بان من quot; حق إسرائيل الدفاع عن نفسها quot; إلا انه رأى بان المحادثات السياسية لا يمكن أن تبدأ إلا بعد أن يعمد الطرفان إلى إحياء هدوء السلاح.

واعتبر شفارتسينبيرغ أن من quot; المؤسف quot; وجود أوضاع حياتية غير لائقة في غزة ولهذا سيتوجب quot; على تشيكيا مع الأصدقاء الإسرائيليين التفكير في كيفية تغيير الشروط الحياتية في غزة كي لا يتوجب على الشباب فيها الانضمام إلى الحركات الراديكالية quot;.

ويلاحظ في بيان وزير الخارجية خلوه من أي إشارة إلى ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وخلوه من أي دعوة لإسرائيل بضرورة عدم التعرض للمدنيين وضرورة التزام بالاتفاقيات الدولية الأمر الذي يؤشر إلى عدم توازن الموقف التشيكي وانحيازه إلى إسرائيل الأمر الذي سيظهر بشكل واضح أيضا خلال رئاسة تشيكيا للاتحاد .

ويؤكد نائب رئيس الحكومة التشيكية للشؤون الأوربية ألكسندر فوندرا بان من الأهداف الرئيسية للمسؤولين التشيك ستكون خلال الرئاسة التشيكية للاتحاد عقد قمة أوربية إسرائيلية للارتقاء بالعلاقات بين الطرفين الأمر الذي تعتبره الأوساط العربية هنا نوعا من المكافأة المجانية لإسرائيل على استمرارها في احتلال الأراضي العربية وتجاهل القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة.

وبالنظر لاستمرار غياب الموقف العربي الموحد واستمرار التناحر الفلسطيني الفلسطيني المؤسف فان دول الاتحاد الأوربي ومنها تشيكيا تعرف أن أي موقف منحاز لإسرائيل لن يقابل بأي رد فعل سلبي من الطرف العربي ولذلك فان التوجه الحالي للارتقاء بالعلاقات بين الاتحاد الأوربي وإسرائيل سيستمر الأمر الذي ستعتبره القيادات الإسرائيلية ضوءا اخضر يعطيه الاتحاد لها للاستمرار في نهجها الحالي وبالتالي يمكن توقع المزيد من الفتك الإسرائيلي بالفلسطينيين وربما بغيرهم من العرب أيضا.