برلين: قرر الإدعاء العام الألماني الجمعة إيقاف التحقيقات بقضية التورط المزعوم لعناصر من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA في اختطاف رجل الدين المصري المتشدد، عثمان حسن نصر quot;أبوعمر،quot; من إيطاليا، وذلك بحجة انسداد الأفق أمام التوصل إلى نتائج.

وقال الإدعاء في محكمة زويبروكن، المجاورة لقاعدة quot;رامستينquot; الجوية العسكرية الأميركية في ألمانيا إن قراره حول الاختطاف، الذي يدعي quot;أبو عمرquot; وقوعه عام 2003، جاء بعد عدم قدرته على تحديد هوية ربان الطائرة التي تم فيها الاختطاف أو أي من ركابها، إلى جانب عدم اتضاح دور القاعدة الأميركية في العملية.

وتندرج هذه القضية في إطار فضيحة quot;السجون الطائرة،quot; التي قيل إن وكالة المخابرات المركزية الأميركية اضطلعت بها، من خلال اختطاف ونقل مطلوبين لديها من أماكن مختلفة في أوروبا.

وكان نصر في مقدمة من زعموا التعرض للاختطاف، وقال إنه كان يعمل إماماً بأحد المساجد في مدينة ميلانو، وقد اختطفه عناصر المخابرات الأمريكية والإيطالية، قبل نحو أربع سنوات، في فبراير/ شباط من العام 2003، للاشتباه في أنه على علاقة بـquot;جماعة إرهابية.quot;

وجاء اختطاف رجل الدين المصري، في الوقت الذي كانت فيه أجهزة الأمن الإيطالية تجري تحقيقاتها فيما إذا كان أبو عمر quot;متورط بالفعل في أنشطة إرهابيةquot;، حيث عزز اختفاؤه من تلك الشبهات، وحسب تقرير هيئة الإدعاء الإيطالي، فإن عناصر CIA قاموا باختطاف أبو عمر، بمساعدة مسؤولين بالاستخبارات الإيطالية، وترحيله إلى مصر، حيث تعرض للتعذيب، لانتزاع اعترافات منه.

وقال الإدعاء الألماني إن رجل الدين المصري quot;عجز بدوره عن تحديد هوية الطيار أو من كانوا على متن الطائرةquot;. وأضاف إن السلطات الأميركية امتنعت عن تقديم أي معلومات حول القضية، مشيرين أيضاً إلى فشل الإدعاء الإيطالي بدوره في الحصول على معلومات من واشنطن. وكان القضاء الإيطالي قد علق التحقيق في هذه القضية بعد قرار من المحكمة العليا جاء إثر تدخل الحكومة الإيطالية في القضية.

وكانت هيئة الإدعاء الإيطالية قد دفعت أمام المحكمة بالقول إن القضاة الذين وجهوا التهم للمجموعة التي تضم 26 متهماً أمريكيا بينهم 25 على صلة مفترضة بـ CIA اعتمدوا في توجيه التهم على معلومات مستقاة من أسرار الدولة.

بالمقابل قالت هيئة الدفاع إن المدعين قد تجاوزا الحدود المسموح بها من خلال التنصت على المحادثات الهاتفية لأجهزة الاستخبارات الإيطالية.

يشار إلى أن المسؤول بالاستخبارات الأميركية مايكل سكيوار، كان قد ذكر في مقابلة سابقة، أن إدارة الخدمة السرية بالجيش الإيطالي، أقرت العملية، فيما أكد مسؤول آخر بـCIA، رفض ذكر اسمه، أن وكالة الاستخبارات الأميركية عرضت العملية على نظيرتها في إيطاليا، حيث تم تنفيذ العملية المشتركة.

إلا أن الحكومة الإيطالية السابقة، والتي كان يتولى رئاستها سيلفيو بيرلسكوني، أصرت على نفي تلك التقارير، ووصف عملية اختطاف الإمام المصري من ميلانو، بأنها عملية غير قانونية.يشار إلى أن سويسرا، التي يفترض أن الطائرة التي أقلت المصري المختطف كانت قد فتحت بدورها تحقيقاً في القضية، قبل أن تقفله للأسباب عينها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.