هونولولو (الولايات المتحدة)، وكالات: نجحت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في إسقاط أحد أقمارها الإصطناعية التجسسية العسكرية كان خرج عن سيطرتها، بصاروخ أطلق من سفينة. وقالت الوزارة في بيان ان quot;سفينة حربية من طراز ايجيس اطلقت عند الساعة 22:26 بالتوقيت المحلي من الاربعاء (3:26 تغ الخميس) صاروخا اصاب القمر على ارتفاع حوالى 247 كلم فوق المحيط الهادىء بينما كان يسير بسرعة 44 الف كلم في الساعةquot;. واصاب الصاروخ quot;اس ام 3quot; المعدل، الذي كان يحمل رأسا غير متفجر، القمر.

وقالت مصادر إن القمر، الذي كان معداً للاستخدام التجسسي قبل أن يصاب بعطل هدد بتحطمه فوق سطح الأرض وتسرب المواد السامة منه على مسافات شاسعة، أسقط بصاروخ أطلقته قبل ساعات إحدى قطع البحرية الأمريكية، دون تقديم المزيد من التفاصيل، الأمر الذي سيثير بالتأكيد حفيظة دول مثل الصين وروسيا التي شككت برواية تعطل القمر واعتبرت العملية تجربة عسكرية لاستعراض quot;عضلاتquot; واشنطن. وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد أصدرت الأربعاء أوامر إلى قواتها الجوية والبحرية بالبقاء بعيداً عن منطقة واسعة في شرق المحيط الهادئ، غربي سواحل هاواي.

وقالت مصادر بوزارة الدفاع الأميركية quot;البنتاغونquot; لـCNN، آنذاك إن طاقم قاذفة الصواريخ USS Erie، على أهبة الاستعداد لإطلاق صاروخ إلى الفضاء، في حوالي العاشرة والنصف من مساء الأربعاء، بالتوقيت المحلي، بهدف تدمير قمر التجسس، الذي أُطلق في العام 2006، ويحمل الرقم 5000. وإزاء إعراب كل من روسيا والصين عن شكوكهما لدوافع تلك المهمة التي تجريها الولايات المتحدة لأول مرة، فقد أكد البنتاغون أن الهدف من تدمير القمر quot;الهائمquot; في الفضاء، هو quot;تفادي كارثة.quot;

وكان مسؤولون أميركيون قد ذكروا أواخر الشهر الماضي، أن قمر التجسس الضخم، فقد طاقته، ومن المتوقع أن يرتطم بالأرض، أواخر فبراير/ شباط الجاري، أو أوائل مارس/ آذار المقبل، الأمر الذي قد يلحق أضراراً بمناطق مأهولة. ومن المتوقع أن يحتوي القمر الصناعي، الذي لم يعد ممكناً السيطرة عليه، مواد خطرة. ومن غير المعروف موقع ارتطام القمر بالأرض، وفقاً لما ذكره المسؤولين، الذين رفضوا الكشف عن أسمائهم نظراً لسرية المعلومات. كذلك لم يعرف متى فقد القمر الصناعي، الذي يقدر وزنه بنحو 20 ألف رطل، وحجمه بحجم حافلة صغيرة، طاقته، ولا الظروف المحيطة بذلك.

وأكد مسؤولون في وزارة الدفاع لشبكة CNN أن كلفة تدمير القمر قبل أن يرتطم بالأرض، في صاروخ اعتراض باليستي، من قبل سلاح البحرية الأميركية، ستتراوح ما بين 40 و60 مليون دولار. وقال الفريق كارتر هام في إيجاز أمام مسؤولي البنتاغون، إن الصاروخ لوحده تبلغ كلفته عشرة ملايين دولار، دون أن يكشف عن الكلفة الإجمالية للعملية. أما أحد المسؤولين في وزارة الدفاع، فأوضح أن العملية سينفذها فريق من سلاح البحرية، بينهم 200 خبير وعالم، وهم يعملون على تعديل برنامج نظام دفاع صاروخ quot;Aegisquot; الباليستي، المتمركز على متن قاذفة الصواريخ USS Lake Erie في شمال المحيط الهادئ، بشكل يمكنه اعتراض القمر الصناعي وتدميره على مستوى منخفض في المدار.

ومن التحديات التي تواجه العاملين على البرنامج، تعديل أجهزة الاستشعار لكشف الحرارة الصادرة عن الرأس الحربي، كي يمكنهم تحديد موقع القمر الصناعي quot;الباردquot;، بسبب غياب أي مصدر للحرارة، لأنه يعتمد في ذلك على أشعة الشمس.

وشدد مسؤولون أميركيون على أنه لن يتم الشروع بتنفيذ أي خطط لتدمير القمر الصناعي الضخم، قبل عودة المكوك quot;أتلانتيسquot; للأرض، والذي من المقرر أن يهبط في وقت لاحق الأربعاء. وكان مسؤولو البنتاغون قد ذكروا في وقت سابق، أنه تم تعديل ثلاثة صواريخ لهذه المهمة، وهو ما يعني أن سلاح البحرية يعتزم القيام بثلاث محاولات للتصويب على القمر الصناعي وتدميره، قبل دخوله الغلاف الجوي للأرض.

الصين تطالب واشنطن بمعلومات

بدورها طالبت الصين الخميس الولايات المتحدة بمعلومات حول تدمير احد اقمارها الصناعية، مبدية مخاوف من تبعات محتملة لهذه العملية بالنسبة لامن الفضاء. واعلن المتحدث باسم الخارجية الصينية ليو جيانشاو ان quot;الصين تتابع عن كثب اي ضرر محتمل لامن الفضاء وللدول المعنية، قد ينتج عن العملية الاميركيةquot;. وتابع ان quot;الصين تطلب من الولايات المتحدة ان تحترم بجدية واجباتها الدولية وتزود الاسرة الدولية على وجه السرعة بالمعلومات الضرورية حتى تتمكن الدول المعنية من اتخاذ تدابير الحيطةquot;. وكانت واشنطن ابدت استنكارها حين اسقطت الصين بدون سابق انذار في كانون الثاني/يناير 2007 قمرا صناعيا صينيا قديما للرصد الجوي بواسطة صاروخ.