أسامة مهدي من لندن: احيا حوالي خمسة ملايين عراقي واكثر من 20 الف زائر عربي واجنبي مراسم اربعينية الامام الحسين في كربلاء التي وصلت ذروتها اليوم من دون حوادث امنية خطيرة تعكرها برغم الاعلان عن ضبط انتحاري بحزام ناسف بين الاف الزائرين قبل تنفيذ عمليته الارهابية فيما قالت مصادر عراقية ان الالاف بدأوا بالعودة الى مدنهم بحافلات هيأتها اجهزة الدولة والتي وصل عددها الى 20 الفا .. بينما اكد حزب الدعوة الاسلامية بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي ان العراقيين يقفون بهذه المراسم متحدين الصعاب والآلام وجرائم التكفيريين والقاعدة وبقايا أجهزة القمع البعثية من اجل بناء العراق الجديد على الأسس التي ضحى من أجلها الحسين في العدل وحفظ القانون والإخلاص لله والوطن.

وقد اشرف على الاجراءات الامنية في كربلاء (110 كم جنوب غرب بغداد) غرفة عمليات امنية تراسها وزير الامن الوطني شيروان الوائلي حيث تم تخصيص 50 الف عسكري والف شرطية تحميهم الطائرات لتأمين اجواء المراسم .

واعلنت السلطات الامنية في المدينة اعتقال انتحاري يرتدي حزاما ناسفا عند حاجز تفتيش شمالي المدينة وسط الآلاف من الزائرين امس . واشارت الى ان عناصر الامن قد شكوا في تصرفات مريبة للارهابي وأحاطت ذراعيه لجسده وانتفاخ بطنه فقربت جهاز فحص المتفجرات اليدوي من المنطقة التي يتواجد فيها فكشف انه يرتدي حزاما ناسفا فتم القاء القبض عليه والتحقيق معه لمعرفة الجهات التي تقف وراءه .

وقد بلغت مراسم الزيارة ذروتها فجر اليوم بمسيرة حوالي 4 الاف موكب عزاء قادمة من مختلف انحاء العراق بالسير بين مرقدي الامام الحسين واخية العباس والبالغ طولها حوالي 300 كيلومترا مرددة اللشعارات الحسينية وحاملة الاعلام الملونة واللفتات التي تستذكر مناسبة استشهاد الحسين عام 61 للهجرة التي صادفت عام 680 ميلادية بينما كان افرادها يرتدون الملابس السوداء ويضربون على رؤوسهم حزنا .

واكدت لجنة السياحة الدينية في مجلس المحافظة ان اكثر من 22 الف زائر عربي واجنبي قد شاركوا في مراسم اليوم . وقال الشيخ عبدالحسن الفراتي رئيس اللجنة السياحة الدينية في المجلس ان اكثر من 5 الاف زائر عربي من البحرين والكويت والسعودية وعمان وقطر والامارات ولبنان ومدغشقر اضافة الى 17 الف اجنبي آخر من ايران وافغانستان واذربيجان والهند وفرنسا قد احيوا المراسم مع ملايين العراقيين .

وكان محافظ كربلاء قال الثلاثاء ان معلومات استخبارية قد توفرت تفيد بقدوم مجموعات دينية متطرفة quot;لم يسمهاquot; إلى كربلاء ستقوم باعمال فوضى وعنف خلال زيارة الأربعين . وأوضح عقيل الخزعلي في مؤتمر صحفي أن هذه المجاميع ستقوم بافتعال ازمات في نقاط التفتيش من أجل حصول فوضى تؤدي إلى اشتباكات يحدث بعدها خرق أمني خلال الزيارة مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية اتخذت جميع الاحتياطات لردع هذه المخططات التي دعا المواطنين والزوار لعدم الإنجرار وراءها .

ومن جهتها قالت قيادة القوة الجوية العراقية الى انها ومن أجل تأمين توافد المواطنين الزائرين الى كربلاء فأن طائراتها تواصل منذ الجمعة الماضي طلعاتها الجوية لتقديم الدعم والاسناد وتوفير المعلومات الى قيادة القوات البرية من أجل حماية مسالك وطرق الزائرين المتوجهين الى كربلاء موضحة ان هذه الطلعات ستستمر لحين إنتهاء مراسم الزيارة .

وقد وضع قادة عسكريون كبار خطة امنية نجحت في تأمين مراسم الزيارة زاد من تشددها سقوط حوالي مائة زائر في طريقهم الى كربلاء بين قتيل وجريح بتفجير انتحاري الاحد حيث تم نشر 40 ألف عنصر من قوات الجيش والشرطة على 11 قاطعا بمحافظة كربلاء علاوة على عشرة آلاف عنصر آخرين من قوات التدخل السريع والطوارئ مزودين بجميع التجهيزات تم توزيعهم على عشرة مواقع إستراتيجية في المدينة مع ثلاثة افواج لمكافحة الشغب زودت بالغازات المسيلة للدموع والعصي الكهربائية اضافة الى تواجد 750 من القناصين فوق الأبنية المرتفعة وسط المدينة ونشر ألف شرطية في مداخل المدينة وخارجها لتفتيش النساء. وقد تم تعزيز الخطة الأمنية بقوة من الدبابات والمدرعات وقوات اضافية من بغداد ومحافظات مجاورة انتشرت حول محيط المدينة.

ولم تقتصر الاجراءات الامنية على محافظة كربلاء وحدها وانما اتخذت الأجهزة الأمنية في محافظات الفرات الأوسط تدابير أمنية واسعة كخطوات استباقية لإجهاض اي اعمال مسلحة تستهدف الزائرين او مراسم الزيارة . وقام الطيران العراقي بالتحليق فوق الطرق المؤدية الى كربلاء والتي نشر على طولها ايضا عشرات الآلاف من عناصر القوى الأمنية.

وكانت مدينتا الناصرية والبصرة مسرحا لاعمال عنف نشبت الشهر الماضي خلال عاشوراء بين قوات الشرطة وجماعة دينية شيعية متطرفة تدعي المهدوية يتزعمها شخص يدعى الحسن اليماني تسببت بمقتل وجرح المئات من الطرفين.

ويؤكد مسؤولون عراقيون اإن المواكب الحسينية هذا العام زاد عددها عن الأعوام الماضية التي تلت سقوط النظام السابق نتيجة لتحسن الوضع الأمني .

وفي بيان له اليوم بالمناسبة ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; قال حزب الدعوة بزعامة المالكي ان الإمام الحسين يمثل النهج الذي وقف بوجه كل الذين خططوا لطمس معالم الدين، واستعباد الأمة وسحق كرامتها ومصادرة حرياتها. وكانت معركة الطف هي المعركة الفصل بين الذين استضعفوا الشعوب وسلطوا الفئة الباغية، وبين الذين يريدون تحكيم إرادة الأمة والمبادئ والقيمquot;.

واضاف ان quot;زيارة الأربعين تعتبر رمزا للإصرار على المضي على النهج الحسيني في التصدي لكل محاولات إذلال الأمة ومصادرة حقوقها. وتعني الأربعين بالنسبة للشعب العراقي الانتفاضة بوجه الطاغوت البعثي الصدامي الذي قمع وصادر حريات الشعب الذي اعتاد على تجديد البيعة للرسول محمد وأهل بيته كل عام في العشرين من صفرquot;. وقال quot;واليوم يقف الشعب العراقي وهو مرفوع الرأس، متحديا الصعاب والآلام وجرائم التكفيريين والقاعدة وبقايا أجهزة القمع البعثية، مؤكدا إن طريق العراق الجديد يبنى على الأسس التي ضحى من أجلها الأمام الحسين وأهل بيته في العدل وحفظ القانون والإخلاص لله والوطنquot;.

وشدد على ان quot;إن امة أنجبت العلماء الأعلام من أمثال السيد محمد باقر الصدر، والسيد محمد محمد صادق الصدر، وشهداء آل الحكيم و آل الخوئي وغيرهم، وقدمت مئات الآلاف من شهداء حزب الدعوة الإسلامية والحركة الإسلامية والحركة الوطنية العراقية قرابين لله والوطن، لا يمكن أن تستسلم للإرهاب والعنف والأساليب القهرية. إن هذه الأمة التي أحبت الحسين، وسارت على نهجه، لا يمكن أن تقهر وتقبل بالذل والاستسلام، مستهدية بقول الإمام الحسين: (لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر إقرار العبيد) حيث إن كل المحاولات التي يخطط لها البعثيون وأعداء العراق لإرجاع الحكم البائد ستبوء بالفشل والهزيمةquot;.

واضاف ان quot;الأمة اختارت في العراق طريق الحرية والانعتاق من الظلم والاستبعاد من خلال خيار الانتخابات واحترام قرار الأمة وتنوعها واستقلالها وسيادتها الكاملة على أراضيها ومياهها وأجوائهاquot; . ودعا العراقيين الى quot;نصرة ودعم حكومة دولة رئيس الوزراء الأستاذ نوري المالكي التي انتخبت بإرادة الأمة عبر دستورها بعد الحصول على أكثر أصوات الشعب العراقيquot;. وقال quot;إن حزب الدعوة الإسلامية الذي قدم آلاف الشهداء على طريق الحسين مصمم أن يكون العراق قويا مقتدرا ينعم أبناؤه بالطمأنينة والعدل والرفاه، وهو يعمل بدأب وإخلاص لبناء الإنسان والوطن، مسترشدا بصمود أبي الأحرار واله الكرام وصحبه الشهداء الإبرار، معاهدا أبناء شعبنا أن يبقى وفيا لدماء أبنائه ورعاية عوائل الشهداء والسجناء والفقراء وضحايا النظام البعثي المقبور وضحايا الإرهابquot;.

وطالب الحزب quot;مؤسسات الدولة على أن تنهض بمسؤولياتها كاملة، وان تضع برامج التنمية والتطوير والأعمار نصب عينها، من أجل القضاء على البطالة ورفع المستوى المعاشي لأبناء شعبناquot; .. وقال quot;في ذكرى الأربعين نجدد البيعة مع الحسين وأهل بيته وأنصاره أن نواصل الطريق مهما كانت التضحيات، وسلام على سيد الشهداء واله وأنصارهquot; .