أسامة العيسة من القدس:
اندلع نقاش ساخن حول السياسي الفلسطيني المثير للجدل محمد دحلان، ليس في فلسطين، كما يحدث عادة، او في الصحافة الاميركية كما فعلت مجلة laquo;فانيتي فيرraquo; مؤخرا، ولكن في صحيفة (المصري اليوم) القاهرية، هذه المرة، فيما اعلن رجل اعمال شهير عن علاقة تربطه بدحلان.
وثار النقاش، حول دحلان المقيم في القاهرة، بعد مقال للصحافي سيد علي عن شخصية دحلان متسائلا عن quot;رحلة صعود هذا الرجل، وكيف تم إعداده لاستخدامه في شن حرب أهلية في غزةquot;، وكيف حرق دحلان ما اسماها علي، المراحل quot;والمسافات التي قطعها والمراتب التي قفزها عبر سلالم وكواليس السلطة والأجهزة من عنصر صغير في حركة فتح، إلى قائد لجهاز الأمن الوقائي في غزة إلى وزير إلى مستشار من دون أي دراسات أمنية أو عسكريةquot;.
ورأى علي، ان ما نشرته مجلة laquo;فانيتي فيرraquo; حول دور دحلان في خطة أميركية لإسقاط حركة حماس، يرقى quot;إلى ما هو أكبر وأخطر من الخيانة العظمى ضد أبناء وطنه وأمته، ثم ضد الأمن القومي المصري، وقد رأينا ما حدث، بعدما زاد الضغط الإسرائيلي على غزة حيث لم يكن أمام الناس هناك سوى الفرار إلى مصرquot;.
واثار حفيظة علي، ان دحلان quot;لا يزال يتنطع ويبرطع في مصر، ويظن كثيرون من الفلسطينيين أن مصر تدعمه أو تقف وراء سلوكياتهquot;.وقال quot;ما يهمنا الآن أن تبرئ مصر ساحتها من هذا الرجل، وأن تمنعه من البرطعة في القاهرة على الأقل حتى يبرئ هو ساحته، وأهيب بأصغر مسؤول مصري من لقائه لأن حذاء أي مسؤول أشرف من قامته ومن قامة أي دحلان في أي زمان ومكانquot;.
ورد على علي، الصحافي سليمان جودة في مقال بعنوان (ليس دفاعًا عن دحلان)، اخذ فيها على زميله اتهامه لدحلان بالعمالة لبلد اخر على حساب بلده، من دون سند.
وقال جودة، ان زميله علي quot;كان عصبيًا أكثر من اللازم، ومنفعلاً أكثر مما هو ضروريquot; وهو يتهم دحلان quot;بما يفيد بأنه رجل أميركا في السلطة الفلسطينية، بشكل خاص، ومن بين رجالها في المنطقة بوجه عامquot;.
واضاف جودة quot;أظن أن زميلنا، وهو يحرض الدولة المصرية، على ألا تستقبل دحلان في البلد، بعد اليوم، يعرف جيدا، أن هذه الدولة تعرف عن دحلان، أكثر مني ومنه، وأكثر من الجميع، فهو صديقنا، وتعرف أيضًا ماذا يفعل دحلان بالضبط في سياق العمل من أجل دولة فلسطينية مستقلة، باعتباره واحدًا من جنود فتح، ورجلاً من رجال محمود عباسquot;.
وواصل جودة دفاعه عن دحلان قائلا quot;حين يختار دحلان أن يعمل، من أجل قضية بلده، عبر فريق أبو مازن، فليس أمامه، في واقع الأمر، في مجال الضغط على إسرائيل، غير واشنطن، لتساعده في ما يراه، للوصول إلى حل، لقضية تعيش معنا اليوم، منذ ٦٠ عامًا، دون حصيلة من أي نوعquot;.
وقال quot;قد يكون دحلان مخطئًا في اختياراته، وقد يكون غير موفق، في رهاناته، وقد يكون بعيدًا من الصواب، في ما يردده، أو يفعله، شأنه شأن أي سياسي مجتهد آخر.. ولكن المؤكد أنه مؤمن بما يفعله، وأنه يعتقد في صحة رأيه، ورأي مجموعة فتح على بعضها، وأنك إذا اختلفت معهquot;.
واضاف عن دحلان quot;يمكن أن تصفه بأي شيء، إلا أن تصفه بأنه عميل.. فهو اتهام ينبغي أن نحترز جميعًا قبل إطلاقه على أحد.. ليس حرصًا على هذا الأحد، أيًا كان.. ولكن حتى لا تتحول التهمة، مع طول تكرارها وإطلاقها، إلى عبارة جاهزة ومعلبة، على طرف كل لسانquot;.
ورأى جودة انه quot;لم يكن مناسبًا أن يصف سيد علي laquo;دحلانraquo; بأن حذاء أي مسؤول مصري، أشرف من قامته، فالرجل ما شاء الله، يصل إلى مترين تقريبًا، ولا أجد مسؤولاً بيننا يمكن أن يطاوله بحذائه، اللهم إلا إذا كان الحذاء من النوع laquo;البوتraquo; الطويل جدًا، الذي يخفي وراءه عملاقًا لا نراهquot;.
ومن الردود المثيرة، في هذا السجال المصري حول محمد دحلان، ما كتبه رجل الاعمال الشهير، نجيب ساويرس، وأحد أثرياء العالم، في رسالة لرئيس تحرير الصحيفة المصرية بعنوان (دحلان.. صديقي الذي أعرفه جيدًا).
رجل الأعمال نجيب ساويرس |
واضاف رجل الاعمال quot;حيث إنني أعرف محمد دحلان معرفة شخصية جيدة منذ أكثر من ١٠ أعوام، وبالتأكيد أعرفه أكثر من كاتب المقال، فاسمحوا لي سيادتكم بأن أعبر عن استيائي لما ورد في المقال من هجوم على شخص محمد دحلان، واسمحوا لي أن أتعجب وأتساءل بدوري عن الدافع وراء ترديد مزاعم وأكاذيب تنشرها بعض الصحف الأميركية عن رموز وطنية عربية، رغم ما نعرفه جميعًا من سيطرة اللوبي اليهودي على الإعلام الأميركيquot;.
ورأى سويرس ان مقال سيد علي تجاهل quot;تاريخ ووطنية محمد دحلان، ومعاناته سنوات طويلة في ظلمات وغياهب سجون الاحتلال الإسرائيلي، تعرض فيها لأشد وأقصى درجات التنكيل والتعذيب والحرمان بشهادة الجميع، سواء حماس أو غيرها، وهي حقيقة يعترف بها العدو قبل الصديق، لذا فإن الاستشهاد بما يرد في الصحف الأميركية التي تقف وراءها مجموعة من الأميركيين، غير الراضين عن شعبية وصعود دحلان، وترديد مزاعمها المسمومة، دونما سند أو دليل، هو مزايدة رخيصة على انتماء ووطنية محمد دحلان، ولا يخدم أحدًا إلا العدو الإسرائيليquot;.
واستغل ساويرس، المسألة، لايراد وجهة نظره في حركة حماس قائلا quot;إذا كان كاتب المقال له توجه آخر، ويرى في حماس الحل الوحيد للمشكلة الفلسطينية، فليسمح لي سيادته بأن أذكره بمعاناة الشعب الفلسطيني، التي قد تفاقمت تحت حكم حماس، وسذاجة فكر حماس عسكريًا وسياسيًا. فانتماء حماس وعمالتها لإيران وسوريا المؤكدة، وتخليها عن القضية الأساسية، دفعها للبحث عن بطولة زائفة لتغييب وتضليل الشباب الفلسطيني والعربي، جرّت الويلات والبؤس والفقر والدمار على الشعب الفلسطينيquot;.
ورأى quot;ان إطلاق صواريخ بدائية على الحدود الإسرائيلية تأثيرها محدود، تقتل من عرب إسرائيل أكثر مما تقتل من إسرائيليين، ولا تجر على الشعب العربي سوى الدمار والخراب وتدمير البنية التحتية الأساسية وخسائر بالمليارات، هو بالتأكيد سذاجة عسكريةquot;.
واضاف quot;أما سياسيًا، فقد خسرت حماس مصداقيتها أمام الغرب، كحكومة تم انتخابها من خلال انتخابات حرة وديمقراطية، وكان من المنتظر أن تخفف من معاناة الشعب الفلسطيني، ولكنها للأسف، عقب توليها الحكم، ابتعدت عن الديمقراطية، ودخلت في حرب تصفية مع حركة فتح، ورأينا لأول مرة الفلسطيني يقع صريعا علي يد أخيه الفلسطيني في صراع على السلطة، يراقبه الغرب، وتسعد به إسرائيلquot;.
وختم ساويرس تعليقه مشيرا الى انه quot;كمصري وكعربي مهتم بالقضية الفلسطينية، لم يسعدني على الإطلاق ما حدث مؤخرًا من اقتحام حماس حدودنا، واستخدام العنف ضد القوات المصرية، مما يمثله ذلك من انتهاك لكرامة وسيادة مصر التي قدمت، عبر عقود طويلة متتالية، كل نفيس وغال من أرواح أبنائها ومواردها، لمؤازرة الشعب الفلسطيني، والدفاع عن القضية الفلسطينيةquot;.
التعليقات