في حديث خاص مع quot;الرايquot; تنشره ايلاف
دحلان يتهم quot;حماسquot; بالسعي الى احراج مصر
لندن: خرج العقيد محمد دحلان عضو المجلس الثوري لحركة quot;فتحquot; وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن صمته وشن في حديث تنشره ايلاف بالاتفاق مع quot;الرايquot; الكويتية أعنف هجوم له على quot;حماسquot; متهما اياها بخدمة السياسة الاسرائيلية والعمل على احراج مصر.
وقال دحلان الذي كان مسؤول الأمن القومي الفلسطيني أن quot;حماسquot; تؤمن لاسرائيل الذرائع التي تسمح لها بالتفلت من عملية السلام مشددا على خطورة خلقها كيانين فلسطينيين منفصلين في الضفة والقطاع. واعتبر فكرة تحويل غزة quot;قاعدة عسكريةquot; بمثابة quot;وهمquot; متهما quot;حماسquot; بتحويل الشعب الفلسطيني في غزة الى quot;شعب متسولquot;.
وفي ما يلي نص الحديث مع دحلان الذي أجري في لندن الخميس الماضي بعيد وصوله الى العاصمة البريطانية في زيارة قصيرة. ويعتبر الحديث الأول من نوعه مع القيادي الفلسطيني، الذي كان الى ما قبل فترة قصيرة رجل quot;فتحquot; القوي في غزة، وذلك منذ اندلاع الأحداث الأخيرة في القطاع وتدمير الحدود بين غزة ومصر.
كيف تنظر الى الوضع في غزة عموما؟
ما جرى في غزة منذ الانقلاب الذي نفذته quot;حماسquot; منتصف يونيو- حزيران الماضي يصب في خدمة المصالح السياسية والأمنية الاسرائيلية. صارت معركة اسرائيل مع المجتمع الدولي الساعي الى تسوية في الشرق الأوسط أكثر سهولة نظرا الى أنه بات في استطاعتها التفلت من الاستحقاقات السياسية بسهولة. في المقابل تطبق اسرائيل حاليا سياستها القائمة على نظرية أن لا وجود لشريك فلسطيني يمكن التفاوض معه. حاولت تطبيق هذه النظرية مع ياسر عرفات في الماضي وفشلت في ذلك. وحاولت مع الرئيس الحالي quot;أبو مازنquot; لكنها كانت محرجة. المؤسف أن quot;حماسquot; سهّلت عليها تحقيق ما تسعى اليه. بفضل quot;حماسquot; صار هناك فصل سياسي وجغرافي بين غزة والضفة الغربية. هذه أكبر خدمة تقدم الى اسرائيل.
ماذا عن أحداث الأيام الأخيرة؟
ما جرى في الأيام القليلة الماضية عائد الى أن اسرائيل حاصرت الشعب الفلسطيني بطريقة مهينة ووحشية، لكنها كانت تدرك سلفا أن quot;حماسquot; ستلجأ الى هدم الحدود بين القطاع ومصر وذلك بغية خلق مزيد من الاحراج لمصر على الساحة الدولية. وهذا ما حصل.
يمكن اذن القول أن اسرائيل راضية عما حصل؟
مطالعتي أن الجانب الاسرائيلي سعيد بما جرى. أنها تحرج مصر وتتنصل من عملية السلام في الوقت ذاته. تريد اسرائيل تسجيل نقاط على مصر واحراجها مع الادارة الأميركية. هذا هدف اسرائيلي قديم. لا تريد اسرائيل أن يكون لها شريك اقليمي في العلاقة مع الادارة الأميركية. لا تريد أن تكون هناك علاقة جيدة بين أميركا من جهة من جهة ودول مثل مصر أو السعودية من جهة أخرى. لذلك، لم تكن اسرائيل منزعجة من تحطيم الحدود بين مصر وغزة نظرا الى أنها تريد تعزيز الفصل السياسي والجغرافي بين الضفة والقطاع والقاء حمل غزة على مصر بشكل أو بآخر. هذا سيسهل على اسرائيل في الفترة المقبلة الادعاء أن لا شريك فلسطينيا مؤهلا للسلام.
هل تدرك quot;حماسquot; حجم ما يحصل حاليا؟
المشكلة أن quot;حماسquot; لا تدرك حجم الجرائم السياسية وغير السياسية التي ترتكبها في حق القضية الفلسطينية. لا يوجد فلسطيني لم يكن قلبه مكسورا بسبب الحصار الظالم. غزة تحولت اليوم الى رقم في الأونروا (وكالة أغاثة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة). هناك شعب بكامله تحول في غزة الى شعب متسول بفضل quot;حماسquot; وسياسات quot;حماسquot;... وبعض سياسات السلطة الوطنية في مرحلة ما قبل الانقلاب الذي شهدته غزة.
ولكن ماذا عن الأيام والأسابيع المقبلة؟ ألم تحمل زيارة الرئيس بوش الابن للمنطقة أي أمل؟
أعتقد أنه سيتبلور في الأيام المقبلة أنه يستحيل تحقيق تقدم سياسي ذي مغزى لأن اسرائيل لا تريد ذلك، كما أن نظامها السياسي لا يسمح بتحقيق مثل هذا التقدم... اضافة الى أن quot;حماسquot; تؤمن لها كل الذرائع المطلوبة.
الا تعتقد أن quot;حماسquot; ستكون قادرة بفضل صواريخها على اجبار اسرائيل على التفكير في التراجع عن سياساتها الراهنة؟
ان الاعتقاد السائد بأن غزة يمكن أن تتحول الى قاعدة عسكرية هو بمثابة وهم. غزة يمكن أن تشكل قوة معنوية وسياسية لاي مسؤول فلسطيني. أما أن تكون قوة عسكرية تؤثر على اسرائيل، فهذا سراب. quot;حماسquot;، بادراك منها أو من دون ادراك، تنفّذ السياسة الاسرائيلية. غزة منطقة فلسطينية مكشوفة ومعزولة ومحاصرة. اسرائيل تستطيع في اي وقت تشاء تحقيق ما تريد بالقوة العسكرية. غزة ليست الضفة الغربية ولا تمتلك العمق الذي في جنوب لبنان. أما لماذا لا تجتاح اسرائيل غزة، فلسبب في غاية البساطة هو أنها لا تريد ضرب quot;حماسquot; نظرا الى أنها المستفيد الأول من سياساتها ومن ايجادها كيانيين سياسيين منفصلين هما الضفة والقطاع.
التعليقات