طلال سلامة من روما: إنها عودة لما ذكر في فيلم quot;حياة الآخرينquot;، الذي فاز بجائزة أوسكار وكان مخرجه فلوريان هينكل دونرسمارك، حول آلية التجسس الفائقة الدقة التي استهدفت الآلاف من مواطني ألمانيا الشرقية الذين كانوا يجهلون أنهم كانوا عرضة للتجسس حتى في غرف النوم.

واليوم.. وفي إطار مكافحة الإرهاب، أبرمت السلطات الألمانية اتفاقية مع الحكومة الاميركية لتبادل المعلومات الخاصة بالحياة الشخصية والجنسية للمواطنين الأميركيين والألمان، كما الميول الجنسي والديني والسياسي واتجاهاتهم المتعلقة بالمشاركة في نشاطات نقابات العمال. ووقع على اتفاقية التعاون هذه وزير الداخلية الألماني ووزيرة العدل الألمانية مع نظرائهما الأميركيين.

وبمقتضى الاتفاقية، وعلاوة على المعلومات الخاصة بالحمض النووي، ستحتوي المعلومات الخاصة بكل مواطن ألماني على الفئة العرقية والآراء السياسية والدينية والميولات الأخرى كما الميول الى نقابات عمالية محددة. ويمكن أن تشمل هذه المعلومات تفاصيل حول الوضع الصحي والحياة الجنسية.

وفي هذا الصدد، يعلق بعض المحللين الأوروبيين على هذه الاتفاقية بأنها quot;مزحة ثقيلة المعيارquot; فيما لا يرى آخرون أي صلة وصل منطقية بين إجراءات مكافحة الإرهاب في أوروبا وأي آلية تجسسية تتعلق بالإفصاح عن الميول الجنسي للمواطنين. ومع ذلك، بدأت وزارة الداخلية الألمانية إعداد اقتراح تشريعي متعلق بالاتفاقية المبرمة.

وفي حال وافق رئيس الجمهورية الألماني والجهات المعنية على تحويل الاتفاقية الى قانون ساري المفعول، عندئذ ستحوي معلومات المواطنين، المشتبه بضلوعهم في نشاطات إرهابية أم إجرامية، كذلك معطيات حول الفئة العرقية والآراء السياسية والميول الديني والنقابي العمالي. وبالطبع، تعتبر هذه الاتفاقية رأس الحربة الذي قد تستطيع حكومة واشنطن من خلالها فرض هذه الاتفاقية على دول أوروبية أخرى، كما ايطاليا وهولندا وبلجيكا وفرنسا والنمسا والدانمرك.