الباز ينفي وجود جفوة في علاقات القاهرة ودمشق
مصر تبلغ وسطاء عرب أن سورية تعرف مطالبها
نبيل شرف الدين من القاهرة: خرج أسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري عن صمته، بعد غياب مشوب بالغموض عن دائرة الضوء طيلة شهور، لينفي وجود أي جفوة أو خلل في العلاقات بين القاهرة ودمشق، قائلاً إن سورية تلتقط الإشارات الإيجابية من مصر، لأنها تدرك جيداً ألا مصلحة للقاهرة في وجود خلافات بين سورية ولبنان، ناهيك عن انتفاء أي أهداف لمصر في الشأن الداخلي اللبناني باستثناء الاستقرار والعيش المشترك.
ووصف الباز العلاقات المصرية ـ السورية بأنها تشكل quot;ركيزة رئيسية وهامة للعمل العربي المشتركquot;، وأضاف quot;لهذا فهناك إصرار مصري على بذل أقصى الجهد من أجل حل الأزمة اللبنانية الراهنةquot; .
غير أنه بعيداً عن تصريحات أسامة الباز التي تتسم بلغة دبلوماسية، فإن مصادر مطلعة في القاهرة استبعدت أن تستجيب مصر أو السعودية لما وصفته بتلك الإشارات الغامضة عن الوساطة مع دمشق، قائلة إن السوريين يدركون جيداً كل ما ينبغي عليهم الإقدام عليه من أجل إعادة العلاقات إلى سابق عهدها، وأوضحت أن quot;القاهرة لا تطمح لأكثر من أن يجري التعامل مع لبنان باعتباره دولة مستقلة ذات سيادة، مع وقف كافة محاولات استلاب قراره، ودفعه ليصبح جزءاً من ملفات إقليمية ليس طرفاً فيها بالضرورة، خاصة ما يتعلق بالملف النووي الإيرانيquot; .
وساطات عربية
وتحدثت ذات المصادر عن رؤية عربية تسعى الدوحة إلى بلورتها، عقب المحادثات التي أجراها في دمشق رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني مع المسؤولين السوريين، ومفادها أن الأزمة اللبنانية في ظل التعقيدات الإقليمية الراهنة لن تحسم في ظل توتر العلاقات (المصرية السعودية) ــ السورية، وعلى النحو الذي تشهده هذه العلاقات منذ شهور مضت، خاصة بعد تفاقم الأوضاع في لبنان خلال الأيام القليلة الماضية .
غير أنه في المقابل أكدت المصادر أن القاهرة ردت عبر وسطاء عرب رفيعي المستوى، وكان آخرهم الرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة بأن دمشق تعرف جيداً مطالب مصر، وهي لا تتجاوز كف الأيادي عن الملف اللبناني، حتى تمنح كافة الأطراف اللبنانية الفرصة لإنجاز تفاهم ينهي الأزمة السياسية المزمنة التي باتت تهدد سلامة البلاد، وتنذر بعواقب وخيمة .
وعما إذا كانت مصر تشعر بقلق من الوساطة التركية بين سورية وإسرائيل، قال أسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري إن تركيا لن تدخل كطرف مباشر له القول الفصل في الموضوع ، لكنها تريد أن تلعب دورا .. وهذا أمر لا تمانع مصر فيه ؛ لان تركيا دولة قريبة من العالم العربي .. ولدينا علاقات قديمة معها ، كما أن العلاقات التركية جيدة مع كل الاطراف، وبالتالي فإن تركيا لن تخالف الرؤية التي يتمسك بها العرب بالنسبة للمفاوضات مع إسرائيل .
ونفى الباز وجود تحفظ علي الوساطة التركية بين سورية وإسرائيل ، موضحا أنه من المهم في نفس الوقت أن تكون مصر علي علم بالأسس التي تتبعها تركيا في هذه الوساطة، كما أن مصر مستعدة للترحيب بهذه الوساطة التركية من حيث المبدأ ، ولكن لابد أن نعلم في أي اتجاه سيتحركون، وهل سيقومون بالتحدث مع الطرفين السوري والاسرائيلي في نفس التوقيت .. أم كل طرف علي حدة؟ .
تجدر الإشارة إلى أن سورية ظلت تهيمن سياسياً وأمنياً على لبنان حتى العام 2005 وبعد ان فجر اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري ضغوطا دولية هائلة، أسفرت عن إنهاء نحو ثلاثة عقود من الوجود العسكري السوري، ومنذ ذلك الحين دخل لبنان في ازمة سياسية لا يبدو لها أفق للحل حتى الآن، بل على العكس تفاقمت ملابساتها على نحو متسارع خلال الأيام القليلة الماضية، إذ تشير الإحصائيات الأولية إلى مصرع ما لا يقل عن 81 شخصا في المواجهات الدامية التي اندلعت في السابع من أيار (مايو) الحالي، وهي المصادمات التي اعتبرها مراقبون أنها الأعنف من نوعها على الساحة اللبنانية، منذ نهاية الحرب الأهلية التي دارت رحاها في لبنان بين عامي 1975 و1990.
التعليقات