رانغون: من المقرر أن يلتقي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بزعيم بورما العسكري جين ثان شوي، في أعقاب الجولة التفقدية التي يقوم بها مون للمناطق المنكوبة بإعصار نارجيس في بورما الذي خلف حتى الآن نحو 134 ألف قتيل ومفقود. وخلال زيارته لمنطقة دلتا إيراواندي، أكثر المناطق تضررا من الاعصار، طار مون بمروحية فوق حقول الارز التي غمرتها مياه الفيضانات والقرى المحطمة كما زار معسكر اغاثة اقامته الحكومة لمنكوبي الاعصار المدمر. وتهدف زيارة الأمين العام إلى الوقوف على حجم الدمار الذى لحق بالبلاد جراء اعصار نارجيس ولاقناع الحكومة العسكرية بقبول المزيد من المساعدات الاجنبية.

و قال quot;بانquot; إنه يحمل رسالة أمل ويرغب فى تسريع حرية حركة عمال و مواد الاغاثة لانقاذ ضحايا الإعصارquot;. يذكر ان الزيارة تعتبر الاولى من نوعها لامين عام للامم المتحدة منذ عام 1964. وقال رئيس الوزرءا البورمي إن مرحلة الإغاثة تشارف نهايتها وإن مرحلة إعادة الإعمار قد بدأت. غير أن شهود عيان قالوا لبي بي سي إن البلاد لا تزال تشهد معاناة واسعة النطاق، وإن آلاف الناس لم تصلهم المعونات.

من جهته اكد الأمين العام أن السلطات البورمية أبدت نوعا من المرونة في مسالة قبول المساعدات الدولية. يشار إلى أن منظمات الأغاثة تقول إنها تقدم حتى الآن 30 % فقط من المساعدات المطلوبة لنحو 2.4 مليون شخص تتضروا من الزلزال. ويرفض النظام العسكري الحاكم لسفن حربية أمريكية وبريطانية وفرنسية بإنزال حمولتها من المساعدات للضحايا ما أثار حملة انتقادات دولية.

ومازالت هذه السفن متواجدة أمام سواحل إقليم دلتا إيراواندي أكثر المناطق المنكوبة بالإعصار ، و يشار إلى أن الإعصار دمر قرى بأكملها في دلتا إيراواندي وألحق أضرارا جسيمة بيانجون كبرى مدن الإقليم.

مساعدات إقليمية

وتخشى وكالات الإغاثة من ارتفاع عدد الضحايا الذي وصل حتى الآن وفقا للتقديرات الرسمية إلى 78 ألف قتيل و 56 ألف مفقود. وفي اجتماع لوزراء خارجية منظمة دول جنوب شرق آسيا ( آسيان) في سنغافورة، كانت الحكومة العسكرية البورمية قد تعهدت السماح للمزيد من المعونات الدولية بالدخول إلى بورما ولكن عن طريق المنظمات الآسيوية.

وتقول بورما إن الزيادة المفاجئة في العدد الرسمي للضحايا سببها الصعوبات التي تواجهها في الوقوف على مدى الدمار الذي حل بالمناطق المنكوبة. وقد اعلنت الامم المتحدة ورابطة (آسيان) عن عقد مؤتمر دولي للمانحين لمواجهة احتياجات المتضررين من اعصار نارجيس في بورما.

ويعقد المؤتمر يوم 25 مايو في العاصمة رانجون وتشارك فيه الدول الاعضاء في الامم المتحدة الراغبة في المشاركة على المستوى الوزاري. وطالبت الامم المتحدة واسيان الاسرة الدولية بترجمة تعاطفها مع ضحايا الاعصار في شكل التزامات مادية لمساعدة شعب بورما.

وكانت بورما وافقت على السماح لجيرانها من دول اسيان بتنسيق جهود الاغاثة الأجنبية لمساعدة ضحايا الإعصار نرجس. كما وافقت بورما أيضا على السماح للطواقم الطبية من الدول الأعضاء في المنظمة بالدخول إلى أراضيها لمساعدة ضحايا الأعصار.

يذكر أن بورما لم تسمح حتى الآن إلا لعدد قليل من عمال الإغاثة الأجانب بالدخول إلى أراضيها. يذكر ان قوة بحرية امريكية ترابض هي الاخرى قبالة الساحل البورمي بانتظار السماح لها بايصال كميات كبيرة من مواد الاغاثة بما في ذلك مياه الشرب للناجين من الاعصار. الا ان الحكومة البورمية ما زالت ترفض ايصال المعونات عن طريق البحر. كما عبرت وكالات الاغاثة الاجنبية عن خيبة املها للتقدم البطئ الذي احرز الى الآن في ايصال مواد الاغاثة الى المناطق المنكوبة، وخاصة في دلتا نهر ايراوادي.