ليم دير (مونتانا): حصل الهنود الأميركيون الذين عادة لا يحظون بأي إهتمام في إنتخابات الرئاسة الأميركية رغم انهم السكان الأصليون للبلاد على اهتمام غير عاد في المرحلة الأخيرة من السباق الديمقراطي المنهك. وزار المتنافسان الديمقراطيان السناتور هيلاري كلينتون والسناتور باراك أوباما مؤخرا محميات نائية للهنود في ولايتي مونتانا وساوث داكوتا وتجري فيهما يوم الثلاثاء اخر انتخابات أولية في السباق الديمقراطي.

واحتضنت احدى قبائل مونتانا وهي قبيلة (كرو نيشن) أوباما واحتفت به وأطلقت عليه اسم quot;راعي الناس في هذه الارضquot;. وصرح كارل فين رئيس القبيلة بأن أوباما هو أول مرشح رئاسي يزور قبيلته في جنوب شرق مونتانا وقال quot;لم نعلق قط الكثير من الآمال على مرشح ربما منذ كنيديquot; مشيرا إلى الرئيس الأميركي الاسبق جون كنيدي الذي اغتيل عام 1963 .

في الانتخابات السابقة كان مرشح الحزب يتقرر قبل وقت طويل من اجراء الانتخابات الاولية في مونتانا وساوث داكوتا ويأمل أوباما الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية القادمة بعد اجراء الانتخابات الاولية في مونتانا وساوث داكوتا يوم الثلاثاء.

ويشكل السكان الاصليون واحدا في المئة تقريبا على مستوى الولايات المتحدة كلها لكن هذه النسبة ترتفع إلى أكثر من ستة في المئة في ولاية مونتانا على حدود كندا. ويمكن في حالة الاقبال على المشاركة في الاقتراع ان يمثلوا 15 في المئة من الناخبين الديمقراطيين في مونتانا وهو ما قد يؤثر على النتيجة وان كان أوباما قد أصبح قاب قوسين أو أدنى من الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي.

وينتشر الفقر بين الكثير من القبائل خاصة في المناطق النائية من الولايات الغربية ويرى عدد كبير من سكان أمريكا الاصليين ان الديمقراطيين أكثر تعاطفا مع قضايا تهمهم مثل توفير فرص العمل والصحة والتعليم. لكن في حالة خسارة الديمقراطيين لانتخابات الرئاسة الأميركية التي تجري في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني يرى البعض ان المرشح الجمهوري جون مكين هو ثاني أفضل اختيار للهنود الأمريكيين.

فهو قد رأس مرتين لجنة شؤون الهنود في مجلس الشيوخ الأمريكي وله دراية بالقضايا المعقدة التي تواجه السكان الاصليين. كما يحترم كثيرون ماضيه العسكري كمحارب أسر في حرب فيتنام.

ومن بين السكان الاصليين الذين عملوا من قبل مع مكين الويس كوبل وهي من قبيلة (بلاك فييت) وتقيم دعوى تعويض بمليارات الدولارات ضد الحكومة الأمريكية تقول فيها ان القبائل خدعت لاكثر من قرن ولم تدفع لها أموال مقابل حق التعدين والزراعة والرعي في أراضيها. وقالت كوبل عن مكين quot;انه متعاطف.. لكن هذه تحديدا هي المشكلة فيما يتعلق بقضايا الهنود. نحصل على الكثير من الوعود خاصة وقت الانتخابات...ثم لا يفعل أحد شيئا فما جدوى الكلمات والوعود.quot;

ويقول تشارلي فوجان رئيس قبيلة (هوالاباي) ان القضية التي تلقى اهتماما خاصا من الهنود الأميركيين هي ارتفاع اسعار البنزين. ويضيف quot;نعتقد ان رئاسة مكين ستأتي بمزيد من الضرر. انه يفضل استمرار الحرب (في العراق) وهذا سيرفع اسعار الوقود ويضرنا.quot; ويضطر سكان القبائل إلى قطع رحلة بالسيارة طولها 80 كيلومترا إلى أقرب بلدة لشراء احتياجاتهم من البقالة والوقود والملابس.

ويقول عدد كبير من السكان الاصليين الذين عانوا طويلا من التمييز العنصري ضدهم ان أوباما الذي يطمح لان يكون أول رئيس اسود للولايات المتحدة أو كلينتون التي تحلم بأن تكون أول رئيسة أميركية يمكن ان يتفهما أكثر محنتهم.

وقالت أوفيليا ريفاس وهي من كبار قبيلة (توهنونو اودهام) على حدود اريزونا والمكسيك quot;عشنا بنفس هذه التركيبة العقلية 500 عام أدار طوالها الرجال البيض البلاد. أفضل فكرة وصول امرأة او شخص مما يوصف بالاقلية إلى البيت الابيض حتى يكون لدينا منظور جديد.quot;