فيينا: أعربت وزيرة الخارجية النمساوية أرسولا بلاسنك عن أنه لا يوجد علاج حاسم لظاهرة الفقر والجوع في العالم، ورأت أن مواجهة quot;هذا التحدي الخطيرquot; يتطلب استراتيجية دولية شاملة برعاية وإشراف الامم المتحدة ومنظماتها المعنية.
وأشارت الوزيرة بلاسنك في كلمة وزعتها مسبقاً، والتي من المقرر أن تلقيها خلال قمة الغذاء الدولية التي ستبدأ أعمالها غداً في العاصمة الإيطالية روما، برعاية منظمة الأغذية والزراعة الدولية (الفاو) إلى أن quot;العالم أصبح بامس الحاجة إلى وضع استراتيجية دولية طويل الأجل، من أجل ضمان توفير الأغذية اللازمة للبشر في الوقت الذي يتزايد فيه النمو السكاني بشكل هائلquot;، على حد وصفها.
ورأت بلاسنك أنه حتى في إطار برنامج التعاون الإنمائي النمساوي، لا بدّ من التعاون المشترك من أجل تحقيق التنمية المستديمة على المدى الطويل، والعمل من أجل حثّ الناس على مساعدة أنفسهم من خلال برامج طموحة تركز على أهمية تحسين الظروف المعيشية في المناطق الريفية، وتزويدهم بالبذور المحسنة واستخدام الأساليب الحديثة في الزراعة، مع التركيز على أهمية التوعية الزراعية وافضل السبل لاستعمال الأراضي الصالحة للزراعة وحماية الموارد الطبيعية، على حد تعبيرها.
وأشارت الوزيرة بلاسنك إلى ما وصفته بـ quot;الحالة المأساويةquot; التي يعانيها العديد من البلدان النامية والأقل نمواً نتيجة لتفاقم الفقر والمجاعة والأمراض، ورأت أن quot;وضع الحلول الناجعة والفورية يتطلب استراتيجية دولية فعالة وطويلة الأمدquot;. وذكرّت الوزيرة النمساوية أن بلادها رصدت مساعدات طوارئ بلغ مجموعها 3.5 مليون يورو، في إطار دعم التنمية الشاملة في عدد من البلدان الأفريقية من بينها ناميبيا وبوركينا فاسو وإثيوبيا، والمساهمة في تمويل عدد من المشاريع الزراعية والبيئة والمياه، والتي يشرف عليها برنامج الأمم المتحدة للأغذية والزراعة. ولكنها شدّدت على quot;أهمية التزام حكومات الدول النامية على احترام حقوق الإنسان وسيادة النظام والقانون وتكريس العدالة والمساواة والتنمية المستديمةquot;، وفق تعبيرها.
من جهة ثانية، أكدت الوزيرة بلاسنك على ضرورة مشاركة المرأة في صنع القرارات السياسية والاقتصادية وتسوية الصراعات وبؤر التوتر وقالت أنه quot;لا يمكن تحقيق التنمية الشاملة، أو أي سلام حقيقي في أي مكان من أماكن النزاع في العالم بدون المساهمة الفعلية للمرأةquot;. وشدّدت على القول بأن quot;للنساء دور محوري في تعزيز الأمن والاستقرار وحفظ السلامquot;.
وأشارت في هذا السياق، إلى أهمية مبادرة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، القاضية بتعزيز دور المرأة، وتعيين عدد من النساء في مناصب مهمة في إطار قوات حفظ السلام الدولية، ومن بينهن السويدية آن ماري أورلر رئيسة لقسم البوليس وقوات الأمن التابعة للأمم المتحدة. وأشارت بلاسنك إلى أهمية تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1325 quot;نصاً وروحاًط، بشان تعزيز مساهمة المرأة في مختلف البعثات الميدانية للأمم المتحدة، وخصوصاً ما يتعلق منها بتوطيد الأمن والاستقرار والسلام، أشارت إلى أن الحكومة النمساوية وافقت على خطة عمل وطنية في تموز/يوليو الماضي بوحي من قرار مجلس الأمن، وتهدف إلى تشكيل قوة من البوليس والشرطة وقوى الأمن الداخلي للحفظ على الأمن في كوسوفو.
التعليقات