لجنة مشتركة تشير لدور إسرائيلي بدارفور والجنوب
مصر والسودان يبحثان ظاهرة التسلل إلى إسرائيل
نبيل شرف الدين من القاهرة:
يصل إلى القاهرة في غضون أيام وفد سوداني رفيع المستوى من وزارتي الداخلية والخارجية لإجراء مشاورات مع الحكومة المصرية للحد من ظاهرة تسلل السودانيين إلى إسرائيل عبر الحدود، وهنا تجدر الإشارة إلى أن حكومة الخرطوم طالما اتهمت إسرائيل بتشجيع المتسللين السودانيين إليها وتسويق المشكلة إعلاميا للإساءة إلى صورة حكومة السودان أمام المجتمع الدولي .
وقال مصدر دبلوماسي سوداني في القاهرة إن مهمة الوفد سوف تتركز حول أجراء إحصائيات لأعداد السودانيين الذين حاولوا التسلل إلى إسرائيل خلال الشهور الماضية ، ومن ثم التباحث حول توقيع اتفاقية تختص بالعودة الطوعية أو توقيع اتفاقية ثلاثية بمشاركة الأمم المتحدة لتقنين أوضع اللجوء السياسي .
ومضى ذات المصدر قائلاً إن الخرطوم تدرس مع القاهرة ظاهرة تسلل السودانيين لإسرائيل، كما تجريان معا من خلال أجهزة الأمن عمليات مسح ميدانية من أجل تحديد هوياتهم وأعمالهم، ودوافع بقائهم في مصر قبل العبور منها إلى إسرائيل، وقال إن نتائج الدراسة الأولية التي أشارت إلى أن 40 % من اللاجئين السودانيين إلى إسرائيل من جنوب البلاد، و35 % من دارفور و25 % من منطقة جبال النوبة .
سيناريو الهروب
وفي القاهرة أكد مسؤول رفيع المستوى أن الإجراءات المشددة التي اتخذتها السلطات المصرية مؤخرا أسهمت بصورة واضحة في تقليل معدلات التسلل إلى إسرائيل، موضحا أن وزارتي الداخلية والخارجية السودانيتين دفعتا بتوصيه في هذا الأمر إلى مجلس الوزراء في إطار التعاون المصري ـ السوداني للحد من تسلل السودانيين إلى إسرائيل عبر الحدود المصرية .
وعادة ما تتم عمليات تهريب السودانيين في مجموعات كبيرة لتوفير النفقات، خاصة مع قلة ما يدفعه الأفارقة والسودانيين لعصابات التهريب في سيناء، وكشفت مصادر مصرية عن أن منطقة الحدود المصرية الإسرائيلية شهدت خلال الفترة الماضية نشاطا متزايدا من قبل عصابات التهريب لمعاونة سودانيين وأفارقة على التسلل عبر الحدود، ويساعد المهربون هؤلاء اللاجئين على الوصول للحدود المصرية الإسرائيلية باستخدام شاحنات صغيرة دون لوحات معدنية وصولا لثغرات أمنية، ولدى الاقتراب من الحدود يغادر المهاجرون الشاحنات ليدخلوا إسرائيل سيراً على الأقدام، وحين تصل دوريات حدودية إسرائيلية تنقلهم إلى مخيمات إيواء في صحراء النقب .
وفي تقرير لها نشرته أخيراً، تناولت فيه صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) الأميركية أبعاد قضية تسلل مئات اللاجئين السودانيين إلى إسرائيل، وقالت على لسان أحدهم ويدعى ويليم يقيم حالياً في تل أبيب، إنه تمكن من تسلل الحدود المصرية بعد أن دفع أموالاً لعصابات التهريب من بدو سيناء، وأضاف quot;إنه اختار إسرائيل لأنها دولة تحترم حقوق الإنسان، خلافاً لمصر التي ليس فيها حقوق إنسان بالمرةquot;، على حد تعبيره .
ونقلت الصحيفة عن متسللين سودانيين سردهم لتفاصيل رحلتهم من مصر إلى إسرائيل التي وصفوها بأنها كانت محفوفة بالمخاطر حيث كان الجنود المصريون يطلقون النيران عليهم لمنعهم من التسلل ومنهم من ألقي القبض عليهم، كما أوضح التقرير أن أعداداً كبيرة من المتسللين بدأت في التوافد على تل أبيب خلال الأعوام القليلة الماضية نظراً لما تردد عن وجود فرص عمل وفيرة هناك .
تجدر الإشارة إلى أن سلطات الأمن المصرية شددت من إجراءاتها عبر الحدود مؤخرا لمنع تسسلل السودانيين والأفارقة إلى إسرائيل عبر حدودها، والذين تقدر السلطات المصرية أعدادهم بين 800 و300 ألف شخص معظمهم من الجنوب المسيحي باستثناء حوالي 250 مسلماً فروا من إقليم دارفور غرب السودان الذي يشهد اقتتالاً أهلياً طاحناً منذ سنوات .