أحمد البشري من الرياض: تنطلق من الرياض دعوة إنسانية يقودها مجموعة من الشباب السعوديين، موجهة إلى دول الخليج العربي، آملين أن تعبر اصواتهم إلى أخوانهم العرب ومن ثم إلى أقرانهم في كافة الدول العالمية، وتسعى الحملة التي حملت عنوان: quot;أطفال بلا هوية نحن هويتهمquot;، إلى محاولة تسليط الضوء على هذه الفئة المتزايدة في الدول العربية عموماً وفي السعودية على وجه الخصوص، على حد وصف عبد الإله العثمان، احد الناشطين والمتطوعين القائمين على هذه الحملة.

الحملة تقوم على جهود شخصية لمجموعة من المتطوعين، بفكرة تقدمت بها الناشطة والمتطوعة نجلاء الحربي، وبمباركة وزارة الشؤون الاجتماعية التي باركت الخطوة، وبدعمٍ لوجستي متمثل في بعض الأسماء البارزة أمثال الدكتور سعود المصيبيح، مستشار وزارة الداخلية، الذي قال في افتتاح الحملة: وفي ظل المتغيرات التربوية والفكرية والثقافية والإعلامية، نجد مشكلات اجتماعية تزايدت كثيرا في مجتمعنا وظهرت على السطح، بعد تشجيع الإعلام ليناقش ويطرح المشكلات بصراحة، لأن هذا هو السبيل الأهم لتبيانها ومناقشتها ثم حلها، وجاءت ظاهرة الأطفال ذوي الظروف الخاصة وتزايد أعدادهم لتدق ناقوس الخطر، في كيفية التصدي لها والتعامل معها وأهم ذلك احتواء هذه الفئة الغالية بما أمرنا به ديننا الحنيف، والحرص على تعليمها وتوظيفها ودمجها في الأسر والمجتمع واستيعاب همومها ومتطلباتها، خصوصا وأنهم ضحايا لأخطاء غيرهم ولا ذنب لهم في ما حدث.

إظهار هذه القضية للمجتمع ولفت الانتباه لها، من أجل إيجاد الحلول كان أبرز الأهداف التي من أجلها انطلقت الحملة، ومن ثم البحث عن الأسباب التي ساهمت في انتشارها كل هذا يؤدي إلى معرفة الآثار المترتبة عليها، ومن الأهداف المعلنة للحملة، الحث على التعريف بهذه الفئة وبحقوقهم على مجتمعهم، من أجل انتزاع الاعتراف بهم وبمشكلاتهم ومناقشتها بكل شفافية وضوح، من أجل تقبلهم ودمجهم بالمجتمع.

الحملة توجه رسالة إلى المجتمع لأن يكون هناك حراك، وعدم انتظار الحكومات لتحل كل المشاكل، تلك المشاكل التي لا يمكن حلها إلا بمعية المجتمعات الإنسانية.

المتابع للصحف العربية في كافة الأقطار، يلاحظ المربعات الصغيرة على هوامش صفحات المحلية التي تطالع القراء كل يوم بأحد الأخبار المماثلة، الصحف السعودية نالت نصيبها من تلك الأخبار، خصوصاً بعد السماح لوسائل الأعلام بتداول بعض أنواع الأخبار، التي كانت تخض حتى وقت قريب للتعتيم الإعلامي من قبل وزارة الأعلام.

يتابع العثمان: حتى أسبوعين قبل هذه الحملة، لم تكن الفكرة مطروحة، وليست هناك أيةً نوايا لإطلاقها حتى طالعتنا جريدة الرياض بثلاثة اخبار عن مواليد وجدوا في أماكن متفرقة في العاصمة السعودية، وحسب إحصائية قدمتها أحد المشاركات في الحملة أشارت إلى أن هناك أربعة حالات شهدتها مدينة الرس مؤخراً.

إيلاف اتصلت بأخصائي الصحة النفسية: علي القحطاني وسألته عن الأسباب التي قد تؤدي إلى انتشار الظاهرة مؤخراً، ولماذا هنا، لماذا الآن، الذي وضح بدوره أن المجتمعات الغربية، قد لا تكون هذه الحالات تمثل أي فرق في التغيير على مستوى العائلة ولا حتى على مستوى المجتمع الكبير.

عكس المجتمعات الشرقية، إذ أن هناك العديد من العوامل والكثير من الأخطاء التي ترتكب، إضافة إلى الاحتياجات المادية التي قد تكون أهم الأسباب الدافعة لمثل هذه التصرفات.

ويضيف القحطاني جهل بعض الفتيات من الأسباب التي يمكن استغلالها، لذا يجب تكثيف توعية الفتيات بعدم الانخداع بالحب والعشق، إضافة إلى تحمل الأسرة مسؤوليتها في توجيه البنات وتحذيرهن ، ورقابتهن إذا تطلب الأمر.

وفي آخر إحصائية منشورة في السعودية، تعثر الشرطة على ما معدله 6 لقطاء أسبوعيا متروكين في صناديق صغيرة أمام المساجد، أو في مواقع أخرى.

وفي الإحصائية منطقة مكة المكرمة تقدمت بقية المناطق وسجلت 93 حالة، بما معدله 33,4 في المائة من الحالات المسجلة في السعودية، على الرغم من أن منطقة مكة المكرمة تشكل سكانياً ما نسبته 26.1 في المائة من إجمالي سكان السعودية. وحلت الرياض كثاني منطقة بتسجيل 57 حالة، بما معدله 20.5 في المائة من الحالات، في حين أن الرياض تشكل سكانياً ما نسبته 22.6 في المائة من أجمالي السكان.

وفي إحصائية أخرى صادرة من جهاز الأمن العام وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، عام 2002 شهد اكتشاف وضبط 484 وكر دعارة، في 10 مناطق في المملكة تقدمتها منطقة مكة المكرمة، وانتفت منها مناطق الحدود الشمالية ونجران والباحة. وكان للفتيات الأثيوبيات القادمات بتأشيرة زيارة (حج أو عمرة) النسبة الأعلى عن باقي الجنسيات المحلية والخارجية.

يذكر أن الحملة تتخذ من منتديات الرياض مقراً لها على هذا الرابط
http://www.alriyadh1.com/vb/f32/