كامل الشيرازي من الجزائر:
أسفر زلزال بقوة 5.5 درجات على سلّم ريختر، هزّ غرب الجزائر ليلة الجمعة، في جرح أحد عشر شخصا، كما تسبّب الزلزال الذي حدث في حدود التاسعة ليلا بالتوقيت المحلي (العاشرة بتوقيت غرينتش) وحُدّد مركزه على بعد 30 كلم جنوبي غرب ولاية وهران (430 كلم غرب)، في إحداث صدمات بالجملة وسط السكان المحليين الذين استبدت بهم حالة من الهلع والارتباك، سيما بعدما شعر به سكان ستة ولايات كاملة، حيث توجس الجميع من كون الزلزال المذكور قد يشكل مقدمة لزلازل أشدّ وطأة، مع الإشارة أنّ الجزائر شهدت منذ الشتاء المنقضي ما لا يقلّ عن 37 هزة متفاوتة الخطورة.

وقال العالم الفلكي الجزائري البارز الدكتور لوط بوناطيرو، في تصريح لـquot;إيلافquot;، أنّ الزلزال المذكور تزامن مع فترة اقتران الشمس بالقمر، وقال أنه في مثل هذه الحالات، تكون الأرض مستعدة لتحريك طاقاتها الكامنة، بينما قضى سكان ولايات quot;وهران، غليزان، سيدي بلعباس، مستغانم، معسكر وعين تموشنتquot;، ليلتهم في العراء أين أجبروا على تحمّل وطأة الحرارة الشديدة، ورفضوا العودة إلى منازلهم خشية حدوث هزات ارتدادية محتملة، وأوضحت مراجع محلية، إنّ الزلزال خلّف صدمات نفسية بالجملة لعشرات الأطفال والنساء، مشيرا إلى حدوث بعض التشققات على مستوى بنايات قديمة في شمال غرب الضاحية، وأضاف مسؤول في الحماية المدنية في تصريح للإذاعة الرسمية، إنّه على الرغم من التطمينات التي قدمت إلى العوائل، إلاّ أنّها رفضت العودة إلى بيوتها، علما إنّ الهزة شعر بها سكان المحافظات المجاورة.

وتحدث تقرير ياباني نُشر مؤخرا عن احتمال حدوث زلزال عنيف سيضرب عاصمة الجزائر بقوة 7.7 ويهدم 435 عمارة و22 جسرا ويشلّ المطار والميناء، ما يخلّف بحسب التقرير المذكور خسائر بحوالي 20 مليار دولار، وهو ما فجّر حالة من القلق والرعب في أوساط الجزائريين على مدار الأيام الماضية، بينما رأى مختصون أنّ التقرير إياه يفتقد لأي صدقية علمية، مضيفا أنّه لا يمكن لأي جهة أن تجزم بوقوع زلزال هنا أو هناك، بل يمكن التنبأ بسيناريوهات محتملة بناءا على معطيات وطول دراسة وتمحيص، واستغرب بوناطيرو كيف أنّ اليابانيين اختاروا اللجوء إلى أعلى درجة (7.7) في تقديراتهم، وجرى اتهام الجهة المهندسة للتقرير، بالسعي لتحقيق مآرب اقتصادية وتجارية محضة.

ولم يستبعد خبراء احتمال حدوث هزات ارضية متوسطة في الجزائر، في إطار النشاط العادي، لكنهم استبعدوا كلية حدوث أزمة زلزالية، فالنشاط الزلزالي الذي شهدته الجزائر منذ شهر يناير/كانون الثاني الماضي، هو نتاج طبيعي بحسبهم، لإفراز الأرض لفوائضها الطاقوية، خلال الاعتدال الربيعي، وهو نشاط لا يدعو إلى القلق على الإطلاق، في وقت يعيب مراقبون على السلطات الجزائرية تأخرها في تنفيذ الإستراتيجية الدولية للحد من الكوارث، بغية التصدي لها على نحو فعّال.

ويعدّ زلزال وهران الـ25 من نوعه خلال الشهرين الماضيين، بينها أحد عشر هزة أرضية خلال الشهر الأخير، حيث عرفت ولاية بومرداس (50 كلم شرق) زلزالا بقوة 5.2 على مقياس ريختر، أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص بجراح متفاوتة، علما أنّ المنطقة ذاتها شهدت زلزال 21 مايو 2003، الذي أودى بحياة ألف شخص وجرح حوالي أربعة آلاف آخرين، وتسبب في خسائر زادت آنذاك عن الخمس مليارات دولار، كما كانت ولاية الشلف (220 كلم غرب) الشهيرة بنشاطها الزلزالي، على موعد مع هزة كانت شدتها بحدود 3.4 على سلم ريختر.

ويقول المركز الجزائري للبحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية، إنّ الجزائر تشهد حركية مستمرة لنشاط زلزالي تشهده مناطق عديدة من البلاد وكذا دول شمال افريقيا، علما أنّ الجزائر لها معدل 50 هزة خفيفة في الشهر أي حوالي ستمائة هزة أرضية في السنة، غير أنّ السكان هناك لا يشعرون بمعظمها.