سيفاستوبول: أعلن نائب رئيس الحكومة الروسية سيرغي ايفانوف في سيفاستوبول أن انضمام أوكرانيا إلى الناتو في حال حدوثه سيؤدي إلى قطع العلاقات بين مجمعي الصناعات العسكرية الأوكراني والروسي وإدخال نظام تأشيرات الدخول بين البلدين. وذكر أن ذلك سيقلل من تدفق السائحين الروس إلى أوكرانيا. وقال: quot;إنني أشك في أن عدد السائحين الروس سيزداد بعد إدخال التأشيرات وأن السائحين الأمريكان والانجليز والألمان سيحلون محلهمquot;.

وتحتفل سيفاستوبول اليوم بالعيد الـ225 لتأسيسها. وكان ايفانوف قد وصل سيفاستوبول صباح اليوم بصفته ممثلا رسميا للحكومة الروسية. وفي هذا السياق حضر نائب رئيس الوزراء الروسي عددا من الفعاليات الاحتفالية في المدينة والتقى إدارتها والمواطنين العاديين ووضع أكليلا من الزهور إلى النصب التذكاري للأبطال الحماة لسيفاستوبول. وقال ايفانوف للصحفيين: quot;إن تاريخ روسيا مرتبط بشكل وثيق مع سيفاستوبول ولم يقسم الناس هنا يوما حسب جنسياتهمquot;. وأضاف: quot;هنا كان الأسطول دائما في حماية الحدود الجنوبية للوطنquot;.

وأعلن نائب رئيس الحكومة الروسية سيرغي ايفانوف أن سيفاستوبول تبقى مدينة المجد الحربي لروسيا. وقال خلال لقاء مع رئيس مجلس نواب المدينة فاليري ساراتوف: quot;صدقوني أن روسيا لا تتعامل مع هذا العيد شكليا لأسباب كثيرة كما تعرفونquot;. وأضاف قائلا إن عشرات الملايين من الروس يكنون أصدق المشاعر لمدينة سيفاستوبولquot;.

وذكر ايفانوف أن روسيا مهتمة بالمحافظة على العادات الوطنية والإنسانية في سيفاستوبول وشبه جزيرة القرم. وقال في هذا الشأن: quot;بالطبع نحن سنقدم مساعدة دائمة من أجل الحفاظ على اللغة الروسية والمجال الإنساني لعلاقاتناquot;. وأشار إلى القرارات الأخيرة التي تبنتها الحكومة الروسية بهدف الحفاظ على الروابط الإنسانية مع المواطنين الروس المقيمين في بلدان رابطة الدول المستقلةquot;.

وصرح إيفانوف بأن تواجد أسطول البحر الأسود الروسي في سيفاستوبول لا يشكل انتهاكا لسيادة أوكرانيا. وشدد في لقاء مع حشد غفير من قدماء الحرب وغيرهم من أهالي سيفاستوبول مساء اليوم على أن أسطول البحر الأسود الروسي يدافع عن مصالح روسيا وكذلك أوكرانيا على حدود الدولتين الجنوبية.

وقال نائب رئيس الوزراء الروسي في لقاء آخر مع رئيس إدارة مدينة سيفاستوبول سيرغي كونيتسين إن اعتبارات السياسة الكبرى، على حد قوله، يجب ألا تدخل في تناقض مع مصالح المواطنين العاديين في روسيا وأوكرانيا.

وأعاد إيفانوف إلى الأذهان أن أسطول البحر الأسود الروسي المتواجد في سيفاستوبول يسهم بقسط كبير في توفير القاعدة المالية لأداء مرافق هذه المدينة ومعيشة سكانها بما في ذلك من خلال دفع الضرائب إلى صندوق المعاشات التقاعدية الأوكراني وإيجاد فرص عمل لعشرات الآلاف من أهالي المدينة. وذكر إيفانوف أن مبلغ الإيجار السنوي لمنشآت القاعدة الذي يدفعه الأسطول الروسي يعادل 97 مليون دولار وينفق نصف هذا المبلغ بالاتفاق بين حكومتي البلدين لإغراض سد حاجيات بلدية مدينة سيفاستوبول.

وصرح إيفانوف بأن روسيا لا تتنصل من مسؤوليتها المعنوية عن مصير 30 مليونا من مواطنيها المقيمين في الخارج. وشدد في كلمة ألقاها في اللقاء على أن روسيا تفعل كل ما بوسعها من أجل أن يعيش أبناؤها المقيمون في الخارج كمواطنين متساويين في الحقوق. ويخص هذا الأمر، على حد قوله، المجال الإنساني وبالدرجة الأولى حقوقهم في دراسة اللغة الروسية واستخدامها في الحياة اليومية، وكذلك الاستفادة من البرنامج الحكومي الروسي لانتقال المواطنين المقيمين في الخارج إلى الوطن الأم.

هذا وهنأ الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف بدوره اليوم أهالي سيفاستوبول بالعيد الـ225 لتأسيس المدينة. وجاء في رسالة التهنئة التي تلاها نائب رئيس الحكومة الروسية سيرغي ايفانوف الزائر لسيفاستوبول حاليا خصيصا بالمناسبة اليوبيلية: quot;إن سيفاستوبول هي المدينة البطلة التي كانت شاهدة على أهم الأحداث التاريخية، ومهد أسطول البحر الأسود الروسي التي قاسمته كل شيء - مر الهزائم وعظمة الانتصارات. ومهما كانت الصعوبات التي اعترت طريق الأسطول والمدينة وأهاليها فهي لم تزدهم إلا قوة. ويحق لكم أن تفتخروا بأسماء مواطنيكم- من أدميرالات أسطوريين وبحارة شجعان وجنود وعلماء بارزين وأدباء وشعراء وفنانين. كل من تربى على أرض سيفاستوبول وكل من مجّد هذه المدينة ودخل تاريخ بلادنا. يسرنا أنكم اليوم تحافظون على ذكرى عظمة سيفاستوبول وبطولة حماتها وتضاعفون من إنجازاتهاquot;.