فيينا: رحبت الولايات المتحدة يوم الخميس بتفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة لموقع نووي مزعوم في سوريا قصفته إسرائيل في سبتمبر أيلول الماضي لكنها طالبت دمشق بعدم تعطيل التحقيقات. وسمحت سوريا لمفتشي الوكالة خلال زيارة لتقصي الحقائق استغرقت أربعة أيام بتفقد الموقع الصحراوي المثير للجدل لكن المفتشين قالوا بعد عودتهم من سوريا يوم الأربعاء ان النتائج التي خلصوا اليها غير حاسمة وانهم بحاجة الى اجراء مزيد من التحقيقات.

وقال جريجوري شولت السفير الامريكي لدى الوكالة الدولية التي تتخذ من فيينا مقرا لها quot;نرحب بالتفتيش كخطوة أولى ونقف على اهبة الاستعداد لمساعدة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهي تواصل تحقيقها في الانشطة النووية السرية لسوريا.quot; وأضاف في بيان ارسل لرويترز بالبريد الالكتروني quot;ندعو سوريا الى التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والا تعطل بأي شكل التحقيق برفضها السماح للوكالة بزيارة اي موقع او رفضها تقديم معلومات يحتاجها التحقيق.quot;

وتنفي سوريا امتلاك أي برنامج سري لصنع أسلحة نووية وتقول ان الاسرائيليين قصفوا في سبتمبر مبنى عسكريا عاديا كان يجري انشاؤه في الكبر في المنطقة الصحراوية بشمال شرق البلاد قرب نهر الفرات. وقالت واشنطن ان سوريا حليفة ايران التي تحقق الوكالة الدولية في برنامجها النووي أيضا منذ عام 2003 كانت توشك على استكمال بناء المفاعل بمعاونة كوريا الشمالية.

وأرسلت الوكالة فريقها الى سوريا بعد ان حصلت على صور اميركية للموقع دفعتها في ابريل نيسان الماضي الى اضافة سوريا الى قائمة الدول التي تراقب الانتشار النووي فيها. وسلمت الولايات المتحدة الوكالة صورا التقطتها المخابرات قيل انها تظهر مفاعلا كان من الممكن أن ينتج البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه في صنع قنابل نووية.

وتتهم سوريا الولايات المتحدة بالتلاعب في الادلة بالتواطؤ مع اسرائيل التي يعتقد انها تملك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط. ويقول محللون أمريكيون في المجال النووي ان الصور التي التقطتها الاقمار الصناعية منذ القصف الاسرائيلي أوضحت أن الموقع سوي بالارض وأنشيء فيه مبنى جديد ربما للتخلص من أي اثار لانشطة نووية.

ويقول دبلوماسيون في فيينا ان التحقيق الذي اجرته الوكالة الدولية كان ضيقا بعد ان رفضت سوريا مطالب الوكالة لزيارة ثلاثة مواقع أخرى للبحث عن منشات ضرورية للمفاعل المزعوم. وتصف دمشق المواقع الثلاثة بأنها قواعد عسكرية عادية لا صلة لها بتحقيق الوكالة.

ونفت سوريا اخفاء أي شيء عن الوكالة الدولية يمكن أن يشكل انتهاكا لالتزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي. ورأس فريق التفتيش أولي هاينونين رئيس الادارة المسؤولة عن التفتيش في أنحاء العالم بوكالة الطاقة الذرية. وحين سئل هاينونين يوم الأربعاء عن المواقع السورية الاخرى قال انه سيتم التعامل مع ذلك لاحقا. وقال فاروق الشرع نائب الرئيس السوري لقناة المنار التلفزيونية اللبنانية ان دمشق فتحت موقع الكبر للوكالة الدولية للطاقة الذرية لتتأكد بنفسها ان المزاعم ملفقة وكاذبة. لكنه قال ان الوكالة كانت مفوضة بزيارة الموقع المعني فقط. ولم تذكر القناة متى اجري هذا الحديث مع الشرع.

ولم تصدر عن سوريا أي معلومات بخصوص زيارة المفتشين منذ وصولهم الى دمشق يوم الاحد. وقال هاينونين كبير المفتشين بالوكالة الدولية ان التفتيش الذي أجرته الوكالة للموقع السوري بدأ quot;بداية طيبةquot; وان المفتشين تمكنوا من الحصول على عينات اختبار كثيرة من الموقع الواقع في الصحراء. وأضاف هاينونين للصحفيين لدى عودته الى فيينا أن فريقه تمكن من أخذ عينات اختبار quot;لعدد كبير من الاشياءquot; في الموقع الكائن في صحراء نائية. وتابع هاينونين quot; حققنا الى حد كبير ما ننشده.. وما اتفقنا على عمله.. في الرحلة الاولىquot;.

وأشار الى أن من السابق لاوانه الوصول لنتائج بشأن ماهية الموقع الذي قصفته اسرائيل وقال ان المحادثات مع المسؤولين السوريين ستتواصل للحصول على تفسيرات ولمح الى انه ربما تكون هناك حاجة للقيام بمزيد من الزيارات.

وانتقدت وكالة الطاقة الذرية واشنطن لانتظارها مرور كل هذا الوقت بعد الغارة الاسرائيلية لتبلغها بشكوكها في ان سوريا وبمساعدة كوريا الشمالية اوشكت على الانتهاء من مفاعل يمكن ان ينتج بلوتونيوم يستخدم في انتاج قنابل ذرية.