تونس: إنطلق التجمع الدستوري الديمقراطي الحزب الحاكم بتونس في إعداد التحضيرات لمؤتمره الخامس تحت شعار quot;التحديquot;. وكان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أذن، منذ شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي بتشكيل لجان على المستوى الجهوي والمحلي لإعداد لوائح المؤتمر. وتم ذلك على مستوى الهياكل القاعدية بالداخل والخارج. وخلال شهر مارس/ آذار الماضي إنطلق عمل اللجان الوطنية بأعداد دراسات فكرية حول مختلف مجالات المسيرة الحزبية المتعلقة خاصة بالتكوين والتحرك السياسي والإستقطاب والحوار ورسم الخطوط المستقبلية لعمل التجمع الدستوري الديمقراطي في مختلف الميادين السياسية والإقتصادية والإجتماعية.

وتشمل أعمال اللجان الوطنية التفكير بالمسيرة الوطنية في ضوء الإنفتاح الإقتصادي وتنامي المشاريع الإستثمارية الأجنبية وتأثيرات التقلبات العالمية على أسعار المواد الأولية. وتقوم هذه اللجان بالإعداد لصياغة مشاريع لوائح المؤتمر. وعدد هذه اللجان ثماني وهي: لجنة الشؤون السياسية والعلاقات الخارجية، ولجنة الإقتصاد والتنمية الجهوية والمستديمة، ولجنة الشؤون الإجتماعية والتضامن وذوي الاحتياجات الخصوصية، ولجنة الشباب والطفولة والرياضة، ولجنة التعليم العالي والتكوين ومجتمع المعرفة، ولجنة الثقافة والإعلام، ولجنة المرأة والأسرة، ولجنة التكوين السياسي.

وتشكل هذه اللوائح المرجعية الفكرية التي يستند اليها التجمع في تعزيز حضوره وضمان مصداقية نشاطه السياسي وتثبيت دوره في دفع المسار الوطني سيما وإن المؤتمر الخامس يفتح الباب لطور جديد من النضال والعمل السياسي إزاء ما يشهده الواقع التونسي من تطور مطرد على جميع المستويات.

ولذلك فقد شهدت لجان الإعداد للمؤتمر مشاركة على نطاق واسع للإطارات والنخب التجمعية وفي مقدمتهم الشباب والمرأة، وذلك عملا بتوصيات الرئيس بن علي، وحتى تكون مرحلة الإعداد للمؤتمر فرصة للمزيد من التعبئة والتأطير في كنف الوعي بالمسؤولية الملقاة على عاتق الحزب، على أساس المبادئ والأخلاقيات التي أقام عليها عمله السياسي.

وترسي هذه اللجان أعمالها على مراجع التجمع وخاصة خطب سيادة الرئيس ولوائح المؤتمرات السابقة. وبعد أن إستكملت مشاريع الوائح التي دام تحضيرها في المرحلة الأخيرة أكثر من أربعة أشهر، فقد إنتقل التجمع الى إعداد المرحلة ما قبل الأخيرة من أعماله التحضيريىة، وهي إنتخاب نواب المؤتمر على مستوى كل ولايات الجمهورية وتليه مرحلة إنتخاب أعضاء اللجنة المركزية للحزب كذلك على مستوى الولايات. وعادوة ما يكون عدد الأعضاء المرشحين مضاعفا. وبعد ذلك يتم إختيار الأعضاء الرسميين من طرف نواب المؤتمر خلال المؤتمر الذي سيلتئم أيام 30 و31 يوليو/ تموز الجاري و1و2 اغسطس/آب 2008 بقصر المؤتمرات بتونس.


والتجمع الدستوري الديمقراطي الذي كان يسمى quot;الحزب الإشتراكي الدستوريquot; هو واحد من أعرق الحركات السياسية التحريرية على إمتداد العالم العربي، وهو وأحد ثلاثة من أعرق الأحزاب في العالم الثالث، يعود تأسيسه الى أعقاب الحرب العالمية الأولى وفي سنة 1920 على وجه التحديد.

وكان مناضلوه ومفكروه التاريخيون قد أرسوا الأساس للعديد من جوانب الرؤية التحررية حيال قضايا الإستقلال وبناء الدولة والمجتمع والمرأة. وترددت أصداء تلك الرؤية في مختلف أرجاء العالم العربي.

وبعد تحول السابع من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1987 الذي قاده الرئيس بن علي، عقد التجمع أربعة مؤتمرات، كان لكل مؤتمر منها شعاره الخاص. وكان أولها مؤتمر quot;الإنقاذquot; بمثابة مؤتمر تأسيسي كرس التوجهات والإختيارات التي إنبنى عليها التجمع كتنظيم طلائعي متفتح. وبعد بضعة أشهر فقط أمكن إرساء دعائم تنظيم يصح وصفه بانه جديد قلبا وقالبا. ثم تلته ثلاثة مؤتمرات كان كل منها يحمل شعار تلك المرحلة فكان مؤتمرquot;المثابرةquot; ثم quot;الإمتيازquot; ثم quot;الطموحquot;، وذلك لتعكس طبيعة البرنامج السياسي والاقتصادي والإجتماعي الذي يتجه التجمع الى تركيز السعي فيه.

ومن المنتظر ان يكون مؤتمر quot;التحديquot; من بين أبرز المؤتمرات بخصوص مستوى مشاركة وحضور الشباب والمرأة. ومن مستوى مسؤوليات في أعمال البناء والتطوير، الى مستوى أرقى، ما يزال من المنتظر ان تكشف وثائق المؤتمر عن طبيعة التحدي الذي سينخرط فيه التجمع.