امستردام: يستعد ممثل الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية للسعي الى القبض على مسؤولين سودانيين كبار من المحتمل ان يكون بينهم الرئيس السوداني يوم الاثنين المقبل عندما يبدأ قضية جديدة بشأن جرائم ارتكبت في اقليم دارفور بغرب السودان.
وقال الادعاء في بيان يوم الخميس ان ممثل الادعاء لويس مورينو اوكامبو سيقدم للقضاة quot;ادلة على جرائم ارتكبت في كل انحاء دارفور خلال الاعوام الخمسة الماضيةquot; ويطلب توجيه الاتهام لفرد او افراد لكنه لم يذكر تفاصيل.
وقال السودان ان مثل هذه الخطوة قد تقوض عملية السلام في دارفور كما يخشى مسؤولو المساعدات ان يؤدي ذلك الي رد فعل غاضب. وقد يسبب التحقيق الخاص بدارفور حرجا للصين حليف السودان الوثيق قبل اسابيع قليلة من بدء اولمبياد بكين.
وقال مورينو اوكامبو في يونيو حزيران ان quot;جهاز الدولة كلهquot; في السودان ضالع في حملة منظمة لمهاجمة المدنيين في دارفور وقال انه سيقدم للقضاة أدلة على تورط مسؤولين سودانيين كبار.
وأصدر قضاة المحكمة الجنائية الدولية أمرى اعتقال بحق اثنين من السودانيين المشتبه بهما العام الماضي هما الوزير احمد هارون وقائد الميليشيات علي كشيب. ورفضت الخرطوم تسليمهما قائلة ان المحاكم السودانية تستطيع ان تحاكم اي مجرم حرب.
ويقول خبراء دوليون ان 200 الف شخص على الاقل قتلوا وهجر 2.5 مليون ديارهم منذ اندلاع التمرد في عام 2003. وتقول الخرطوم ان حوالي 10 آلاف فقط قتلوا.
وأبلغ مورينو اوكامبو مجلس الامن الدولي الشهر الماضي أن السودان لا يتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية ولم يتخذ اي اجراء ضد الاثنين المشتبه بهما وانه يعتزم بدء قضية جديدة.
وقال مكتبه انه سيعقد مؤتمرا صحفيا يوم الاثنين يوجز فيه الادلة والاتهامات ويذكر فيه اسماء المتهمين.
وهناك تكهنات تتردد على نطاق واسع بانه قد يستهدف الرئيس السوداني عمر حسن البشير الذي قال ان السودان لن يتعاون مع المحكمة.
وفي الامم المتحدة امتنع الامين العام بان جي مون عن ذكر من ستعلن اسماؤهم او ما هي العواقب المحتملة على قوة حفظ السلام المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور والتي قتل سبعة من جنودها في هجوم مقاتلو ميليشيات مجهولين يوم الثلاثاء.
وقال بان في مؤتمر صحفي quot;السلام بدون العدالة لا يمكن ان يصمد... سيتعين علي ان اجري تقييما للوضع في جميع جوانبه عندما يصدر اعلان من المحكمة الجنائية الدولية.quot;
وقالت مصادر بجماعات الاغاثة في السودان انه يجري تشديد الامن قبل الاعلان الذي سيصدر يوم الاثنين وان ترتيبات اتخذت لمغادرة العاملين غير الاساسيين لدارفور.
ومن المرجح ان يستغرق اتخاذ القضاة قرارا بشأن طلبات اصدار اوامر اعتقال جديدة عدة اسابيع وربما أشهرا.
وحذر اليكس دي وال الخبير في شؤون السودان بمجلس ابحاث علم الاجتماع ومقره نيويورك من ان ملاحقة كبار المسؤولين السودانيين قد يزيد جرأة المتمردين ويعيد اشعال الصراع في دارفور.
وقال quot;البشير شخص يعتز بنفسه وينزع الي الغضب والانفعال الشديد وسيرد على الانتقاص من قدره بشراسة...الاحتمال بان يرد بشكل عدواني بالغ وارد للغاية ومثله في ذلك احتمالات الاستقطاب وسفك الدماء.quot;
ووصف عبدالمحمود عبدالحليم سفير السودان لدى الامم المتحدة ممثل الادعاء بالمحكمة بانه شخص quot;غير مسؤولquot;.
وقال لرويترز quot;نحن لا تخيفنا تهديدات اوكامبو.quot;
واضاف قائلا quot;اذا كان (اوكامبو) سيورد اسم رئيسنا سيتعين عليه ان يذكر اسماء 40 مليون مواطن في السودان لانهم يرفضون بقوة هذا الابتزاز.quot;