سيم ريب (كمبوديا): بدأ وزير خارجية تايلاند الجديد محادثات مع نظيره الكمبودي في مسعى لحسم خلاف على مبعد شيد منذ 900 عام أثار مخاوف من إندلاع إشتباك عسكري بين الجارتين الاسيويتين. وعين الدبلوماسي تيج بوناج وزيرا لخارجية تايلاند في مطلع الاسبوع اثر استقالة وزير الخارجية السابق بسبب هذا النزاع ورفض وزير الخارجية التايلاندي التحدث مع الصحفيين وهو في طريقه للاجتماع مع نظيره الكمبودي هور نامهونج في بلدة سيم ريب السياحية.

والتزم الجانب الكمبودي ايضا الصمت ازاء محادثات يوم الاثنين التي من غير المتوقع ان تحقق اي انفراجة في النزاع الذي يتركز على منطقة مساحتها 4.6 كيلومتر مربع حول معبد برياه فيهيار المقام فوق منحدر تكسوه الأشجار يشكل حدودا طبيعية بين كمبوديا وتايلاند وهي منطقة يدعي كل منهما السيادة عليها. ويطالب كل من البلدين بالمعبد الذي منحت محكمة العدل الدولية في لاهاي أطلاله لكمبوديا عام 1962 مما اثار غضب التايلانديين. لكن المحكمة لم تبت في مجمل النزاع الذي يشمل أراض تحيط بالمعبد.

ومع حشد القوات والمدفعية على جانبي الحدود هددت كمبوديا باحالة النزاع الى مجلس الامن التابع للامم المتحدة. اما تايلاند فتريد ان تظل المحادثات مع جارتها الصغيرة في جنوب شرق اسيا ثنائية. وقال وزير الخارجية التايلاندي الجديد يوم الاحد في بيان quot; محاولات احالة المسألة الثنائية الى أطر عمل أوسع في هذه المرحلة يمكن ان يعقد الموقف ومن ثم يحدث مضاعفات غير مرغوب فيها في العلاقات والارادة الطيبة.quot;

وجولة محادثات يوم الاثنين هي المحاولة الثانية لحسم النزاع من خلال الحوار. ومن المتوقع ان تستمر حتى الساعة 4.30 مساء يوم الاثنين (0930 بتوقيت غرينتش). واتهمت كمبوديا تايلاند يوم الخميس بارسال مزيد من القوات الى حدودهما المشتركة. بينما قالت وزارة الخارجية التايلاندية ان بانكوك لها 400 جندي فقط يواجهون 1700 جندي كمبودي. وحرك الجانبان قطع مدفعية الى المنطقة.

وقالت فرنسا وفيتنام يوم الاربعاء ان مجلس الامن التابع للامم المتحدة سيعقد اجتماعا خاصا استجابة لطلب كمبوديا بأن يتولى المجلس نظر القضية. وتقول تايلاند انها تتمتع بتأييد الصين وروسيا والولايات المتحدة وفيتنام واندونيسيا في عدم الحاجة الى تدخل مجلس الامن في النزاع. ويقول محللون ان السياسات الداخلية في تايلاند لعبت دورا اساسيا في اذكاء النزاع الحدودي.

وادى ادراج معبد برياه فيهيار ضمن قائمة مواقع التراث العالمي الى اثارة ضجة سياسية في بانكوك حيث اتهم تحالف الشعب من اجل الديمقراطية الحكومة ببيع تاريخ تايلاند من خلال دعمها الاولي للقائمة.

ويشن تحالف الشعب من اجل الديمقراطية والذي يضم ناشطين ومؤيدين للنظام الملكي حملة في الشوارع ضد رئيس الوزراء ساماك سوندارافيج الذي يتهمونه بانه أداة لرئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا الذي اطيح به في انقلاب عام 2006.