محمد سليمان : شبح النظام في حياته..ومماته
دمشق، وكالات: لأول مرة منذ أيام، إعترفت سوريا رسميا بمقتل المستشار العسكري في القصر الرئاسي العميد الركن محمد سليمان بعد مرور عدة أيام على مقتله. واكتفت الوزيرة والمستشارة السياسيـــة والإعلاميــة في القصر الرئاسي السوري بثينة شعبان بالقول أمس أمام عدد كبير من الإعلاميين laquo;قتل ضابط في الجيش السوري ولا تزال التحقيقات جاريةraquo;. وكان العميد سليمان قد قتل أثناء وجوده على شاطئ محافظة طرطوس في منطقة الرمال الذهبية يوم الجمعة الماضية، وترددت كثير من الأنباء والشائعات أن يكون هناك تأكيدات رسمية سوريا عن طريقة مقتله. ويشاع في المجتمع السوري أن سليمان كان يمسك بملفات كثيرة حساسة لها علاقة بالوضع السوري مع حزب الله أو لجهة مهامه العسكرية والأمنية داخل سوريا.

في المقابل يستمر تدفق التقارير الصحافية حول مصير العميد السوري، محمد سليمان، الذي تؤكد بعض الجهات أنه قُتل خلال إجازته في أحد المنتجعات الساحلية السورية، وسط تفاوت واضح في ما يرد حول طبيعة مسؤولياته، وحقيقة موقعه وأسلوب اغتياله والجهة المنفذة. وفي الوقت الذي لم يصدر فيه أي تعليق رسمي من دمشق حتى الساعة، تعتمد معظم التقارير على ما تورده أوساط المعارضة السورية، أو quot;المصادرquot; للحديث عن القضية التي اختلف المحللون في إعادة خلفياتها إلى ملف اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، أو القيادي العسكري في حزب الله، عماد مغنية، وصولاً إلى الملف النووي السوري الذي أثير مؤخراً.

وقد أثارت المعارضة السورية، ممثلة بجبهة الخلاص الوطني التي تعمل من خارج البلاد، بقيادة الإخوان المسلمين ونائب الرئيس السوري السابق، عبدالحليم خدام، القضية السبت، ببث خبر عاجل على موقعها الإلكتروني، قالت فيه إن سليمان، الذي وصفته بأنه quot;مسؤول أمني واليد اليمنى لبشار الأسدquot;، اغتيل الجمعة في منتجع في مدينة طرطوس الساحلية quot;بوساطة قناصquot; من البحر. وقال الموقع، إن سليمان هو quot;المسؤول الأمنيquot; في قصر الأسد، ويطلع على البريد الوارد من الجيش السوري، وهو من يصدر الأوامر لقيادة الأركان ووزير الدفاع.

وروت أنه تخرج من كلية الهندسة في دمشق، ومن مواليد محافظة طرطوس، وتخرج مع الشقيق الأكبر للأسد، باسل، الذي لقي مصرعه عام 1994 في حادث سير غامض، حيث كان quot;يده اليمنىquot; وأصبح بعد ذلك المساعد الأبرز لشقيقه بشار، وquot;ظله.quot;

وفي اليوم التالي، خرج الموقع بما قال إنه quot;تقرير خاصquot; عن اغتيال سليمان، أفاد خلاله أن الأخير قتل برصاص قناص quot;من يخت في البحر، وأصيب في رأسه وقلبه وتوفي على الفور.quot; واعتبر الموقع أن العميد السوري هو quot;رجل ظلquot; النظام، إذ كان يدير غرفة عمليات تهتم بنقل الضباط وتسريحهم ومتابعة شوؤن الجيش والأمن، وأسس مكتبا خاصا، بالتنسيق مع مكتب المعلومات التابع للقصر الجمهوري، لمتابعة الوضع الداخلي وكل ما يتعلق بالوزارات والمؤسسات الحزبية.quot;

وأقرت الجبهة على موقعها بأن سليمان quot;شخصية غامضة وسرية، تحوم حوله الكثير من الأسئلة، خاصة في الأوساط الغربية. وزعمت أنه لم يكن على علاقة جيدة مع اللواء آصف شوكت، رئيس الاستخبارات العامة وصهر الأسد، إلا أنه كان صديقاً لمركز قوى آخر في النظام السوري المعقد، وهو ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري، وقائد الحرس الجمهوري، أبرز وحدة قتالية في الجيش السوري.

وبالطبع، فإن سليمان ينتمي إلى الطائفة العلوية، التي تحتكر المناصب الكبرى في حزب البعث الحاكم في دمشق، وفي القوى المسلحة، والتي يقال إن مسؤوليها يعتمدون التعاضد الدائم للحفاظ على تماسك النظام. وقال البعض إنه لا يعرف اسمه ولا منصبه الحقيقي، وموقعه من الدائرة المحيطة برأس النظام، وإن لم يستبعدوا أن تكون قد جرت تصفيته ضمن إطار quot;صراع قوىquot; محلي على المغانم والحصص.